ما لبثت مدينة قلنسوة ان تستفيق من الضربة الموجعة التي ألمّت بها قبل نحو شهر ونصف، اثر هدم 11 منزلا وتشريد عائلات واطفالها الذين فقدوا مأواهم واغراضهم بعد ان هدمت منازلهم فوق حاجياتهم دون اعطائهم مهلة لإخلاء المنازل بادعاء عدم وجود رخص قانونية.
وفجأة ودون انذار سابق نفذت اليات السلطات هدم المنازل، وتذوقت قلنسوة اكبر ضربة موجعه ومرارة الالم في التشريد، ولا تكتفي السلطات بهذا الكم من هدم المنازل بل تعاظم الامر انها تطالب بأجرة الياتها التي نفذت الهدم بمليون ونصف شاقل.
ولم يقتصر على هذا، بل واصلت ارسال والصاق الاوامر على العديد من المنازل في معظم الاحياء في شرق شمال وغرب شمال المدينة، وتتعاظم الضائقة السكنية والازمة الحارقة في ظل ازدياد الكثافة السكانية ودون ايجاد بديل وانعدام مسطحات بناء ودون تطوير ولا مصادقة على خرائط تفصيلية ولا هيكلية تستجب لاحتياجات السكان، فان المعاناة تشتد حدتها اكثر واكثر، وانتهاكا للحق الاساسي في المسكن والعيش بكرامة لأهالي قلنسوة خاصة والمواطنين العرب عامة اينما كانوا.
وفي خضم هذه الاوضاع المشحونة المقلقة، تأتي دورية الشرطة قبل ظهر اليوم وممثلي اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في الرملة، الى المنازل غرب شمال وشرق شمال المدينة وتسليم اصحاب ستة منازل اوامر بالإخلاء بادعاء عدم وجود رخص قانونية، وتمهيدا للهدم، وهؤلاء اصحاب المنازل لديهم اطفالا ولا بديل لهم، واضطروا من بناء سقف يأويهم ويقِهم برد الشتاء وحرارة الصيف لا اكثر.
يُذكر ان محكمة الصلح في نتانيا قد نظرت يوم امس في اربع اوامر هدم في قلنسوة وأرجأت تنفيذ الهدم لحين البت بقرار نهائي، والذي سيقرر مصير اربع عائلات لا بديل لها، في الوقت الذي كانت ستة منازل في المنطقة الشرقية الجنوبية قد حصلت على تجميد مؤقت ينتهي في الاسبوع القادم بذريعة عدم امكانية الترخيص في المنطقة ضمن بند منطقة واد ومحيطه.
وعلى غرار الاحداث المقلقة بشأن الوضع في قلنسوة، تحرص اللجنة الشعبية التي تشكلت في اعقاب موجة الهدم الأخيرة ، على الوقوف الى جانب العائلات المنكوبة وتم تخصيص لجنة اغاثة التي اشرفت على تجنيد التبرعات لأصحاب المنازل المهدومة لدعمهم ومؤازرتهم في النكبة الجديدة، كما وتحرص اللجنة الشعبية بتركيبتها الجديدة وادخال نشطاء فاعلين وشبان حريصون للدفاع عن الارض والمسكن ومواجهة كل قضية تمر بها المدينة، وتم تفعيل خيمة الاعتصام التي اقيمت مباشرة بعد تنفيذ الهدم كمقر للفعاليات التوعوية الثقافية وللتصدي للهجمة على اهالي قلنسوة.