اصدر رئيس بلدية الناصرة السيد علي سلام بيانًا حول تفاقم حوادث الطرق وازدياد عدد الضحايا الذين يسقطون بسببها جاء فيه:
"يكاد لا يمر يومًا على مجتمعنا العربي دون ان نفجع بحادث سيرٍ أودى بحياة خيرة شبابنا الأبرار، وفي لحظات ولمح بصر يسود الظلام ويخيم على اهل الفقيد والحيّ الذي يقطنه وبلده والمجتمع العربي بأسره، زهرات تقطف في ريعان شبابهم، تاركين وراءهم أمهات ثكالى وأباء وأخوة وأخوات يعتصر قلوبهم الحزن والأسى وفي موتهم تقف عجلة الحياة والمستقبل للضحايا وتعرقل مجرى الحياة اليومية لأهلهم وبلدهم ومجتمعهم. ولا يبقى سوى الدعاء لهم بالرحمة وأهلهم وذويهم الصبر والسلوان على فراقهم".
واضاف البيان:
"هذه الآفة الاجتماعية التي تضرب بنا تقلق الجميع وتعمل على شلّ الحركة في المجتمع، وفي الأمس فجعت الناصرة وكل المجتمع العربي بحادث أليم راح ضحيته إثنان من خيرة شباب المدينة، المرحوم محمد واكد (24 عامًا) والمرحوم ميار زيّود أبو عريضة (21 عامًا) اثر حادث سيرٍ أليم ومفجع على شارع العفولة – الناصرة بعد اصطدام سيارتهما بحاجزٍ اسمنتي، ولم يتمكن طواقم الإسعاف من انقاذ حياتهما".
وتابع البيان:
"لقد وقع نبأ وفاتهما على الأهل والمدينة كالصاعقة، وكذلك على رئيس البلدية علي سلام الذي يسهر ليلًا نهارًا لخدمة المدينة وأهلها، ويعمل جاهدًا لإيجاد الأطر الاجتماعية للحفاظ على شباب المدينة وتوفير الظروف لهم من اجل حياة كريمة ومستقبل زاهر وآمن".
وجاء في البيان ايضًا:
"وكان الألم مضاعفًا كونه يعرف الضحايا بشكلٍ شخصي وتربطه علاقة وطيدة مع أهلهما وذويهما ويعرف ان المرحومين من بيوت مؤمنة واهل شرفاء، يسهرون على تربية أولادهم وتوفير الظروف من اجل مستقبلٍ آمن لهم، ولكن يد المنون أقوى وأظلم ومع كل الألم الذي يعتصر قلبه على فقدان زهرات المجتمع يقول كفى، كفى وحرام وألف حرام لزهق هذه الأرواح الزكية فإن لحظة عدم انتباه وقليل من الطيش والتغاضي عن المسؤولية للحظة يكلف اهلًا ومجتمعًا ثمنًا غاليًا لا يمكن تعويضه، ويكلف شباب المستقبل لهذه الأمة أغلى ما يملكون الا وهي ارواحهم الطاهرة، وعليه ومع شدة الألم يتوجه رئيس البلدية علي سلام لكل الشباب في كل المجتمع العربي ويقول "كفى بالموت موعظة، أنظروا الى اخوتكم الأبرياء الذين راحوا ضحية هذا الحادث الأليم، واعتبروا واتقوا الله فيما تفعلون".
واسهب البيان:
"نحن واهلكم ومجتمعكم نعمل جاهدين كي نحافظ عليكم ونرعاكم ونوفر لكم ظروفًا حياتية تليق بكم، ولكن الدور الأساس يعود لكم انتم شباب المستقبل، أمد لكم يدي، وافتح امامكم ابوابي كلها كي نعمل سويةً من اجل الحفاظ على اغلى ما تملكون، ارواحكم، نعم ارواحكم الغالية على قلبي شخصيًا، تحلوا بالمسؤولية وفكرّوا لحظة قبل ان تقدموا على عملٍ فيه خطر لحياتكم، هناك أم وأب وأخوة واخوات وأهل ينتظرونكم كي تعودوا سالمين الى بيوتكم المليئة بالحب والتقوى، هناك مستقبل ينتظركم، هناك مجتمع بحاجة اليكم لنصرته، هناك اخوة وأخوات يحذون حذوكم فكونوا خير مثالٍ لكم، أناشدكم ان تضعوا هذه الكلمات نصب اعينكم قبل أي تصرف، وأخيرًا أتمنى ان يكون هذا الحادث الأليم خاتم الأحزان والمصائب لمجتمعنا العربي واطلب من الله عزّ وجل الرحمة للفقيدين والصبر للسلوان لأهلهم، وإنّا لله وإنّا اليه راجعون".
الى هنا نص البيان كما وردنا.