تغنّى بها الشعراء، الحكماء، الفلاسفة، والعظماء، وكيف ننسى قول كبيرهم جبران عندما قال: "لا يمكن أن تكون أكرم من المرأة، فإن أعطيتها الأمان كانت لك وطنًا" . كذلك دعت جميع الديانات السماوية إلى احترام، تكريم، مساندة، ومساواة المرأة.
اختصارًا ولمنع التكرار والروتين، لن أدخل في شرح مفصّل عن أسباب ودوافع الاحتفال بهذه المناسبة وحلولها بفصل المحبة ،العطاء والتجدد، حيث تتجدد فيه الطبيعة الخلابة بارتداء ثوبها الجديد ألوانه الزاهية ، وهذه محطة مغايرة لسائر المحطات الأخرى، علينا أن نقف عليها مطولا، نحاسب ضميرنا أفرادًا، مؤسساتٍ، قادةً، ومجتمعًا بأكمله، إذ لا يعقل أن يكون كلنا محامي دفاع عن المرأة والام، احترامها والمطالبة لتحسين أوضاعها، بينما الحقيقة والواقع أن هذا المسلك والاهتمام منقطع النظير فقط مرة او مرتين في السّنة في الثامن، والواحد والعشرين من آذار، ففيه تحتل هذه المناسبة عناوين وصدارة المواقع الاجتماعية والصحف، وتتطرق الأقلام إلى ألام مكانتها ودورها في المجتمع، كونها نصف المجتمع وأنشودة مطربة من السماء ،النبع الفياض ،نبض وقلب الإنسانية وكائن مميز يستطيع انجاز عدة مهمات في آنٍ واحد.
ولا ننسى أي ميزة وصفة ايجابية الا وتوفرت فيها وكم مليئة بالحيوية ،النشاط ،التضحية والعطاء، تنشر عبق الرياحين ،تبعث الطمـأنينة والرجاء والأمن، اذ بدونها لا يكتمل المجتمع وتكاد عجلات قطار الحياة تتوقف ولها فضل في تقدمه في المجال الاجتماعي الثقافي والاقتصادي رغم الضغوطات التي تواجهها وموجه الاعتداءات المتكررة عليها إهانتها واستغلالها باعتبارها الحلقة الأضعف.
زاويتي، كعادتها في هذه المناسبة الحساسة والممزوجة بالحزن والفرحة تذكر وتتذكر كل من فقد أغلى شيء في هذه الحياة، مؤكدة أنها على علم وتشعر بما يجول ويعتمل داخلهم آلام، حسرات وغصّات اليمة،وتؤكد أن على المجتمع الدولي ملقاة مسؤولية العمل بمختلف الوسائل لوضع حد لظاهرة تشريدها، استغلالها تهجيرها، اختطافها انتهاك حركتها وكرامتها وملاحقة المنظمات الإرهابية لها أينما كانت، تلك المنظمات التي لا تعرف معنى الإنسانية والرأفة ومخافة الله. ولنا كأفراد ومؤسسات دور كبير علينا نبذ كافة هذه المظاهر ومعاملتها بلطف كل أيام السنة لتبقى ملكة على العرش قولا وفعلا وليس فقط بالتصريحات وتقديم الهدايا في يومها وعيدها.