صدمة الخسارة بالنتيجة (7-1) امام لمنتخب الألماني خيمت كالشبح على المنتخب البرازيلي طويلاً، حتى بدى أن المنتخب في الطريق الى الحضيض، لكن انقلاباً داخلياً دفع الفريق الى تصدر ترتيب الفيفا مرة اخرى. فمالذي حدث؟
استعاد منتخب السامبا أخيرا صدارة التصنيف العالمي للفيفا، بعد غياب 7 سنوات، كان المنتخب البرازيلي فيها يتخبط بالنتائج، ليخرج أمام هولندا في ربع نهائي مونديال جنوب إفريقيا من دون أداء مقنع في البطولة، وإلى غياب شخصية البرازيل في بطولات الكوبا أمريكا، على الرغم من تتويجه بكأس القارات عام 2013.
وحينما سافر المدرب الشهير دونغا مع لاعبيه، في أكتوبر عام 2015، إلى سانتياغو لمواجهة المنتخب التشيلي، كان هناك شعور عام لدى الجماهير البرازيلية بأن أيام منتخب بلادهم قد ولت، وأنهم سيعانون قبل التأهل إلى المونديال الروسي.
وقال وقتها المعلق البرازيلي الأشهر في أمريكا الجنوبية غالفاو بوينو: "أكثرية المشجعين يعتقدون بجدية أن منتخبنا سيغيب عن البطولة لأول مرة في التاريخ".
إلا أن الأمور انقلبت بين ليلة وضحاها، وأعلن عن إقالة دونغا الملقب بالجنرال، وتمت الاستعانة بالمدرب المخضرم أدينور باتشي الملقب بـ "تيتي"، بخبرة عشرين عام من التدريب مع نخبة من الأندية البرازيلية، ليقود نجوم السامبا إلى أفضل تصفيات كأس العالم خاضتها البرازيل على الأطلاق، وليضمن تأهل المنتخب إلى المونديال الروسي قبل 4 جولات من النهاية.
فبعد نهاية المباراة أمام البارغواي بنتيجة 3-0، أظهر استطلاع للرأي أن غالبية مواطني البرازيل، سينتخبون تيتي لرئاسة البلاد في حال ترشحه للمنصب.
وبدأ عهده بصفحة جديدة، فقال للاعبين: "لا أريد أن أعرف عن مشاكل الماضي، إنه الحاضر الآن"، وبهذه الطريقة استطاع استرجاع كل من مارسيلو وتياغو سيلفا للفريق، وخلق أجواءا جديدا داخل غرف الملابس، تختلف تماما عن أجواء المدرب السابق دونغا.
وغير العديد من الأشياء والقواعد، مثل الإلتزام بترديد النشيد الوطني، وعدم مغادرة المائدة قبل الكابتن، كما سمح بالنفقات الإضافية خلال رحلات الفريق للعب خارج الأرض.
وأحدث المدرب الجديد فرقا حقيقيا في التشكيلة، فدعا اللاعبين المهمين للفريق، بغض النظر عن النادي الذي يرتدون قميصه، فرأينا كاسيميرو يمثل ريال مدريد، وأمامه مباشرة باولينيو وريناتو أغوستو من الدوري الصيني، وجميعهم أدوا بشكل جيد في مباريات المنتخب.
وظهرت قوة المنتخب بفوزه بأخر ثمان مباريات، وعاد الاتحاد البرازيلي وتجرأ على طلب مباراة ودية مع المنتخب الألماني، لكنها لم تقم لازدحام جدول المنتخب الألماني عام 2016، لكنهم سيلعبون في مارس/آذار العام القادم، ولوحظ أن آخر 28 مباراة للفريق لم تحتوي على أي لقاء مع منتخب أوروبي، منها 21 مع فرق من أمريكا اللاتينية والباقي من أمريكا الشمالية والوسطى.