البرغوثي: نتطلع للعمل سويًا لإنهاء الإحتلال، وإنهاء الإنقسام، وإنجاز المصالحة، وتحقيق الوحدة الوطنية، وإلى إحياء العملية الديمقراطية .
من عتمة زنزانته في سجن هدارين، وبعد حوالي خمسة عشرة عامًا من خطفه واعتقاله، خصّ القائد الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي مؤتمر الجبهة بتحية خاصة نقلها إلى المؤتمر النائب د. يوسف جبارين.
ويقول البرغوثي في بداية تحيته: "يطيب لي أن ابعث لكم رسالتي هذه من زنزانتي المعتمة لأعبر لكم عن أصدق تمنياتي لمؤتمركم بالنجاح والتوفيق، فهي مناسبة للتعبير عن تقديري العميق لنضال الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ولدورها التاريخي والوطني والتقدمي في الدفاع عن قضايا شعبنا والمساهمة الفاعلة في تعزيز صموده على أرض وطنه، والإسهام الكبير في بناء مؤسساته وقيادة نضاله دفاعاً عن الأرض والحقوق والهوية، والإسهام المشهود له في مساندة شعبكم في المناطق المحتلة عام 1967 ونضاله المشروع من أجل الحرية والعودة والإستقلال، ودعمكم المبكر للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني (م.ت.ف)، وكذلك دعمكم الثابت والمتواصل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على حدود 1967 وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم طبقاً للقرار الدولي 194".
ويضيف البرغوثي: "يصادف إنعقاد مؤتمركم مع اقتراب الذكرى المئوية الأولى لوعد بلفور، وقرابة سبعين عاماً للنكبة الفلسطينية، ونصف قرن للإستعمار الصهيوني الكولونيالي للأراضي العربية والفلسطينية عام 1967، وينعقد مؤتمركم في وقت يشهد فيه المجتمع الإسرائيلي إنزياحًا غير مسبوق نحو اليمين القومي والديني المتطرف، وحكومة تؤسس لنظام الفصل العنصري وتغذي مظاهر الفاشية، وتسابق الزمن لقطع الطريق على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على حدود 1967".
ويؤكد البرغوثي في تحيته: "إنني أتوجه لكم بالتحية ومن خلالكم لشعبنا العظيم في كل مكان، وأشد على أياديكم، وإننا نتطلع للعمل سوياً من أجل إنهاء الإحتلال، وإنهاء الإنقسام، وإنجاز المصالحة، وتحقيق الوحدة الوطنية، بإعتبارها قانون الإنتصار لحركات التحرر الوطني وللشعوب المقهورة، وإلى إحياء العملية الديمقراطية المعطلة منذ عشر سنوات، وضرورة وأهمية العودة للشعب الفلسطيني من خلال صناديق الإقتراع لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ولعضوية المجلس الوطني، على قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة، كما ان الضرورة تستدعي إستعادة خطاب التحرر الوطني بكل مفرداته وموضعة قضيتنا ونضالنا في المعسكر التقدمي الإنساني والديمقراطي".
وينهي البرغوثي تحيته مؤكدًا، "ان شعبكم في المناطق المحتلة والشتات والمنافي يستمد العزيمة والإرادة والقوة من صمودكم ونضالكم"، مشيرًا الى أهمية الانجاز الذي تحقق بتشكيل القائمة المشتركة، داعيًا "للتمسك بهذه القائمة، وإلى المزيد من تعزيز المؤسسات التمثيلية القيادية للجماهير العربية الفلسطينية". مختتمًا: "أحييكم وأشد على أياديكم وأقبل جباهكم وأتمنى لمؤتمركم كل التوفيق والنجاح. أخوكم، مروان البرغوثي، سجن هداريم."