تعرّض ابن قرية (رمية) الشاب صدام حسين سواعد (27 عاما) الاثنين الماضي بحروق في وجهه وجميع أنحاء جسمه (تعتبر الحروق درجة 2)، وكان سواعد يحاول تشغيل مولِّد الكهرباء في ساحة بيته بهدف إضاءة البيت، فانفجرت حاوية الوقود، ما أدى إلى اشتعال كل جسمه بالنار أمام أهل بيته الذين تواجدوا من حوله، ولا يزال سواعد يخضع للعلاج المكثّف في مستشفى الجليل الغربي (نهريا) حتى هذا اليوم.
هذا وأفاد والد الشاب المصاب حسين سواعد (ابو هلال) لمكتب النائب د. عبد الله ابو معروف بأن دائرة أراضي اسرائيل وبلدية كرميئيل وجميع الدوائر الرسمية تتحمّل مسؤولية إصابة نجلي صدام، وقال، إن مشهد احتراق نجله صدام أمام اخوته وأخواته كان مروِّعا جدا، وقد أصيبت شقيقته الشابة هيا سواعد بصدمة عصبية جراء ذلك ولا تزال تعاني من هلوسات هي وإخوانها.
وحمّل سواعد الدوائر الرسمية مسؤولية ما أصاب عائلته، بسبب مماطلتها في حل قضية رمية وعدم الاعتراف بمطالبهم العادلة طيلة الثلاثين السنة الماضية، ومعاناتهم اليومية دون كهرباء وبأوضاع معيشية مزرية أدّت إلى إصابة سكان القرية بالأمراض المزمنة المختلفة كالسكرّي والجلطات الدماغية والقلب، حيث توفي والده المصاب بمرض (الأزمة)، ويعاني شقيقه محمد سواعد بمرض الكلى، وإصابة شقيقه الآخر احمد بجلطة دماغية نتيجة الضغوطات النفسية والاقتصادية.
وأضاف الوالد حسين سواعد، إن ما يحصل لسكان رمية هو الإرهاب بنفسه، ولا تزال السلطات ترفض مطالب سكان القرية وحقّهم بالأرض والمسكن على أرضهم، بينما ينعم المهاجرون اليهود بكل متطلبات الحياة العصرية على الأراضي المصادرة لبلدات رمية والبعنة ودير الأسد ومجد الكروم.
هذا وعلى ضوء الجريمة التي تعرّض لها الشاب صدام حسين سواعد والأضرار الجسدية والنفسية التي ألمّت بعائلة سواعد، سارع النائب د. عبد الله ابو معروف (الجبهة – القائمة المشتركة) بإبراق رسالة لوزير الداخلية، نسخ عنها إلى دائرة اراضي اسرائيل وبلدية كرميئيل وشركة الكهرباء، طالب من خلالها بربط بيوت سكان قرية رمية بالكهرباء بشكل مؤقت يتناسب مع الوضع القائم، إلى حين التوصل إلى حل عادل لقضيتهم وانتقالهم إلى بيوتهم. كما وطالب د. ابو معروف وزير الداخلية أرييه درعي بالتدخل المباشر والالتقاء بأهالي رمية لحل قضيتهم وإنهاء معاناتهم.
وأكد د. ابو معروف، أنه سيزور الشاب صدام سواعد للاطمئنان على صحته وعلى أوضاع العائلة بشكل عام وخاصة بعد الجريمة النكراء التي حلّت بهم مؤخّرا، ومتابعة قضية رمية المستديمة، من خلال إجراء الاتصالات الفورية اللازمة للخوض في تفاصيل المفاوضات الجارية بين أهالي رمية ودائرة أراضي اسرائيل وبلدية كرميئيل من أجل تسريع حل القضية.
وأضاف د. ابو معروف، إن النائبين الجبهويين د. حنا سويد ود. عفو إغبارية كانا قد تدخلا قبل عدة سنوات بشأن ربط بيوت سكان رمية بالكهرباء، إلا أن السلطات لا تزال تماطل بتنفيذ الوعود. وكان النائب السابق د. إغبارية قد تدخل لربط بيت والد حسين سواعد الحاج (ابو محمود) بالكهرباء بسبب وضعه الصحي واستعماله لجهاز التنفس الكهربائي، إلا أن الدوائر المسؤولة سمحت بوصل بيته بالكهرباء بقوة لا تكفي لإضاءة بضعة مصابيح كهربائية.