يحيي الفلسطينيون في الداخل اليوم ذكرى النكبة بمسيرة العودة الى قرية الكابري المهجرة، هذا وقد تحدثت الشمس مع عدد من المهجرين في البلاد وكذلك من مخيم برج البراجنة في لبنان.
احمد دربي:" دائما شعور البكاء لدي كلما استذكرت الكابري، واصدق كلام يطلقه الانسان هو وقت البكاء"
بداية تحدثت الشمس مع الحاج احمد دربي (81 عاام) الذي يقطن في ترشيحا حاليا، وهو من بلده الكابري المهجرة فقال:
"خرجنا من الكابري وتنقلنا بين عدة بلدان وصلنا الحسكة على حدود العراق ثم بنت جبيل وصور ثم حمص وحماة، كان عمري يومها 12 عامًا، واذكر كيف احتلوا يافا وطبريا وغيرها، اسكن حاليا بترشيحا ويعاملوني كابن بلد، ونحن قد عدنا الى بلادنا بعد شهرين الى ترشيحا وسوانا لم يعد احد، واذكر ان المعركة بدأت ليلة الخميس هناك في الكابري..".
واضاف خلال حديثه مع الشمس: "كنت اسمع عن الضحايا الذي سقطوا خلال المعارك والجثث التي بقيت تحت الردم. والكابري كانت مهجرة قبل الاحتلال، قسم من سكان الكابري سكنوا بترشيحا بعدها انتقلوا الى مخيم برج البراجنة في لبنان، ومن كان يعود من لبنان الى هنا يبلغ عنه للسلطات من قبل عملائها".
وتابع: " كانت لنا اراضي واسعة في الكابري وزرعناها ذرة وقمح، واعتبرت الكابري جزءً من ترشيحا اذ كانت عائلات كبيرة بها منترشيحا، زوجتي احضرتها عام 74 من مخيم برج البراجنة، وابناء عمي موجودون في الخليج. كلما ذهبت الى الكابري اتحسر ابي زرع ابي قمح عام 48 لكن بقي في ارضه ولم نتمكن من اتمام العمل به بسبب تهجيرنا".
وقال اخيرا: " دائما شعور البكاء لدي كلما استذكرت الكابري، واصدق كلام يطلقه الانسان هو وقت البكاء".
صلاح حماد: "هذا يوم نكبتنا، حيث ارتكبت ابشع مجزرة بحق شعبنا وهي التهجير"
ينظم اتحاد روابط قرى مخيم برج البراجنة في لبنان اليوم الثلاثاء الثاني من ايار نشاطًا ومسيرة على ارض ملعب اجيال العودة في مخيم برج البراجنة وذلك بالتزامن مع ام المسيرات الى الكابري التي تنظمها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في الداخل.
هذا وفي لقاء آخر تحدثت الشمس مع السيد صلاح حمّاد من ابناء المهجرين من مخيم برج البراجنة في لبنان، وهو منسق عام لمسيرة العودة هناك فقال:
"هذا صباح فلسطيني بامتياز، اوجه تحياتي الى جميع الأهل في فلسطين وكل من يزال متشبث بالارض، اوجه تحياتي لجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين وجميع جماهير شعبنا، الذين ينظمون المسيرة العشرون اليوم، مفهوم العودة لم يكن موجودًا سابقًا في المخيم انما اعتادوا على ذكرى النكبة فقط، لكن نحن ترجمناها واخذنا المبادرة من خلال التواصل مع اهالينا في الداخل، وقررنا القيام بانطلاقة جديدة وان يكون لنا برنامج مختلف، نوضح من خلاله ونشرح للمجتمع اللبناني القضية الفلسطينية وماذا تعنيه في الداخل والشتات".
واستطرد: "هذا يوم نكبتنا، حيث ارتكبت ابشع مجزرة بحق شعبنا وهي التهجير، ومنحت ارضنا لمن لا ارض لهم، علما اننا اصحاب الارض. وقد نظمنا هذه الفعالية بالتنسيق مع جمعية المهجرين، ومخيم برج البراجنة هو مقر لمهجري الكابري، واحياء المخيم مقسمة الى عائلات بحسب لجوء الناس، وللعلم فالمخيم هوحاضنة للازمات حيث قدم اليه مهجرون فلسطينيون من سوريا، حاليا يوجد 77 عائلة من اهل الكابري".
وحول برنامج مسيرة العودة في المخيم قال الفقرة الأولى مع الاطفال لتعميق حق العودة لديهم، والثانية فقرة للشبيبة والفتيات والثالثة اجيال العودة، وستكون هناك زاوية ومعرض، وزوايا مخصصة للاسرى،وسيقام المهرجان بعد الظهر.
صلاح دباجة: "كان فيها 694 دونم حمضيات و 540 دونم زيتون و 5278 دونم زراعة مروية و14 الف دونم اراضي حبوب و50 دونم موز"
هذا وتحدثت الشمس مع السيد صلاح دباجة ابو بسام من الجيل الثاني من مهجري الكابري المهجرة، الذي روى معلومات عن الكابري فقال:
"ابي الوحيد الذي بقي من الكابري هنا في البلاد وانا ولدت عام 1950 بقرية جت الجليل، وقد انتقلنا الى دنون القريبة من الكابري، والكابري كانتت بمثابة جنة لجمالها واراضيها الشاسعة، وانا اشتاق للعيش هناك، لدي 5 ابناء، وكل معلومة عرفتها عن الكابري نقلتها الى ابنائي، حين خرجنا ذهبنا الى دير القاسي قرب فسوطة وكان هناك الكثير من المهجرين، عاشوا بين الزيتون على امل ان يعودوا لى بلدهم، لكن قسم صغير عاد الى فلسطين وقسم كبير ذهب الى لبنان، تمركزوا في البداية في برج البراجنة وقسم منهم انتقل الى دول اوروبية".
واردف: "لم اقابل طيلة هذه الفترة اي احد من هناك سوى قريبة جاءت لزيارتنا مرة، ولي قريب يسكن في الدنمرك جاء لزيارة الكاتري مرة، وحين عاد اخبر اهله ان الكابري مهدمة كليا ولم يبقى بها اي اثر".
اما عن مساحات اراضي الكابري فقال كان فيها 694 دونم حمضيات و 540 دونم زيتون و 5278 دونم زراعة مروية و14 الف دونم اراضي حبوب و50 دونم موز، واراضي الكابري تمتد على 39 الف دونم تحدها قرى ام الفرج والغابسية والنهر والتل ولحليمة وصولا الى شارع عكا –نهاريا. ولا يسمح لنا الآن بقطف زيتوننا الذي ما زال هناك لانه يعتبر املاك غائبين".
الحاجة خولة نمر: "اتمنى ان اعود الى بلدي واعيش تحت زيتونة، وليتني كنت معكم لاشارك عودتكم الى الكابري"
ومن مخيم برج البراجنة تحدثت الشمس مع الحاجة خولة نمر حماد (84 عامًا) التي روت ذكرياتها في الكابري فقالت:
"خرجنا بعد حدوث معركة في الكابري، علما انهم اخبرونا اننا سنعود خلال 24 ساعة وسنحررها، لم نقصر في البداية في الدفاع عن بلدنا، لكننا خرجنا ولم نعد وكنت برفقة اخي اما ابي فقد استشهد، وكان عمري يومها 15 سنة، واتذكر كل شيء،اذكر المناوشات التي حصلت هناك، واذكر الاراضي والمزروعات وينابيع المياه. بعد خروجنا من الكابري تنقلنا بين عدة بلدات حتى وصلنا برج البراجنة، وكان زوج اخي واخي قد زاروا الكابري واخبروني انه لا اثر هناك انما الدمار".
وقالت اخيرا: "اتمنى ان اعود الى بلدي واعيش تحت زيتونة، وليتني كنت معكم لاشارك عودتكم الى الكابري" .
للاستماع للقاء الكامل: