أيام معدودة تفصلنا عن مناسبة عيد الفطر، هذه المناسبة المرتقبة والعزيزة على قلوبنا،فكل منا على وشك الانتهاء من وضع اللمسات والهمسات الأخيرة لرسم لوحته وانتقاء ألوانها.
لن أقول أن العيد غدا،بكافة طقوسه، في عداد المفقودين! إلا أني أسمح لنفسي أن أؤكد أنه خلال السنوات الأخيرة بدأ العيد يفقد من بهجته ومكانته، وكادت البهجة تنهدم حتى عند الأطفال الصغار الذين طالما انتظروا اقترابه وأجواءه الرائعة،لكنّالأوضاع المأساوية والأزمات التي تشهدها معظم بقاع العالم أخذت معها الذكريات والأجواء الممتعة وتركت غصّات أليمة في النفوس، فما عاد شيء يفرح ويسر القلب كيف لا وقد تعودنا على مشاهد مقززة مؤلمة تدمع العيون، تهز المشاعر، وتقشعر الأبدان؟! فهناك عائلات أبيدت، وبيوت هدمت وأصبحت كومة ركام، وشرِّد الأطفال العزل،كما سلبت كرامة النساء، وسيطر القوي على الضعيف،فغاب أمن وأمان المواطن، وانعدمت المصداقية، وكثرت وتفاقمت الخلافات بين أفراد الأسرة.
لا نعي معاني العيد وأبعاده الروحانية، الاجتماعية، والاخلاقية، ولا نسعى ونستغل هذه الفرصة لإصلاح ذات البين وفتح صفحة جديدة والترفع عن الصغائر لنستمرَّ ونتواصل،فالعيد وقفة خاصة للإنسانأمام نفسه وضميره لمحاصرة الذات والتمعن بعمق لتصحيح الأخطاء والتسامح!! فعلينا جميعًا، كما على المجتمع الدولي والقادة، العمل على محاربة جميع مظاهر العنف والإرهابووضع حدّ لهذه المشاهد وإسدال الستارة على هذه المسرحية، وبناء جسور التقارب لدعم وبناء مجتمع حضاري لننعم بفجر جديد يحمل في طياته الأملوإعادة البسمة إلى وجوه الأطفال.
أعاده الله على كل إنسان مؤمن بالحرية والتعايش السلمي واحترام أخيه الإنسان وحقوقه...