قصص أطفال رائعة تدخل البهجة على نفوس الصغار وتجعلهم يدخلون في النوم بأقصى سرعة، وقد أكدت الدراسات أن كثير من الأطفال يعشقون سماع قصص أطفال قبل النوم.
وأكدت العديد من الدراسات أن كثير من الأطفال يعشقون سماع قصص أطفال قبل النوم من قبل الأب أو الأم، إذ يشعرهم ذلك بالطمأنينة والسكينة. وقد كتب العديد من الكتاب قصص أطفال، تتنوع ما بيين تأليف قصة أو ترجمة من عمل عالمي أو حتى محاكاة. وتصنف كل هذه الإبداعات لقصص أطفال على أنها نوع خاص من الأدب له عالمه وكتابه وقراءه وحتى مستمعيه.
التأثير الذي تنتجه أي قصص أطفال على شخصية الطفل:
تلعب القصة دورًا كبيرًا في تكوين الطفل على مستوى الشخصية والمهارات اللغوية والأدبية والثقافية والفكرية. وهناك قصص أطفال تعتبر من أكثر الوسائل المستخدمة في تعليم الطفل بالترفيه. مما تعمل على مساعدته في أن يتعلم بطريقة أسرع من العديد من الطرق التي تتسم بالتقليدية، أو من تلك الكتب التي تتضمن مادة تتسم بأنها جامدة لا تناسب سنه.
ومن أكثر إيجابيات قصص أطفال يتولى الآباء مهمة حكيها لصغارهم أنها تقوي العلاقة بين الأب وطفله، وبين الأطفال فيما بينهم. فعندما تلاحظ تصرفات أي طفل، تجده يقوم بتقليد بعض الأشخاص حوله، وقد يكون ذلك بسبب التيمن بأحد الأقارب أو الأصدقاء أو شخصية كرتونيّة يتابعها. ومن هنا يجب الالفات جيدًا إلى ضرورة اختيار قدوة ملائمة للطفل، ويعد سرد قصص أطفال من أكثر الطرق المفضلة لقلب الطفل ووجدانه.
المواصفات القياسية لأي قصص أطفال:
* الحيادية:
يجب أن يكون الكاتب موضوعيا في أي قصص أطفال يسردها لاسيما إن كانت تروي أحداث قد وقعت بالفعل، مثل القصص التي تروي أحداث تاريخية أو تلك المترجمة من أعلام سابقين، ولاشك أن الصدق في الحكي والسرد يجذب الطفل لأي قصص أطفال ويجعله يتقبل وقائع التاريخ.
ويجب الحرص على أن يناقش الأب أو الأم مع طفلهما القصة التي قًرأت له أو قرأها بنفسه، إذ يساعد ذلك على أن يكون له قاموسه اللغوي الخاص به، إضافة إلى أن ذلك يجعله يتقن أسس النقاش السليمة من صغره.
*المرحلة السنية:
يجب أن تكون أي قصص أطفال منتقاة ملائمة لسن الطفل، فالقصص التي تناسب طفل في السادسة على سبيل المثال لا تناسب طفل في سن أكبر، لذلك من الضروري أن يضع كاتب أي قصص أطفال العمر الذي يناسب كل القصص.
*الجانب الجمالي:
يجب أن تراعي أي قصص أطفال الجانب التنسيقي والجمالي، فيجب الاهتمام بالألوان، والصور، والطباعة، ويفضل أن تكون الألوان فاتحة ومبهجة حتى تتناسب مع سن الطفل.
*اللغة:
إن لم تلتزم أي قصص أطفال بأسلوب أدبي جذاب سيصبح النص الذي تحتويه جامد، وبصفة عامة فإن أي قصص أطفال هدفها الأساسي بجانب الترفيه بناء الطفل لغويا وزيادة كم المصطلحات لديه.
*المادة العلمية:
قد تتضمن أي قصص العديد من الجوانب الجمالية والتنسيقية، ومع ذلك تخلو ما تتضمنه من مادة علمية من أي معارف سواء علميًا أو تاريخيًا أو أدبيًا، ومن الضروري الالتفات إلى سن الطفل في أي قصص أطفال يتم اختيارها، مع الانتباه جيدًا إلى الاختلاف بين الذكور والإناث ونشأة كل منهما. فهناك اختلاف في الاهتمامات حتى وإن كانت أساسيات الثقافة مشتركة.
أنواع أي قصص أطفال:
*قصص واقعية:
وهي تكون مستمدة من الواقع الذي يحيط بالطفل، وتركز عادة على تعليم الطفل القيم الأخلاقية المختلفة. كأن يحسن من معاملة جاره، وأن يزيل أي أذى في الطّريق، ويساعد المحتاجين، وغير ذلك من الجوانب الأخلاقية والاجتماعية.
*قصص خيال علمي:
ولا نقصد هنا القصص التي تعتمد على الخيال في جوانبها، لكن المقصود هنا أي قصص أطفال القصص مبنية على تجربة علمية خيالية. وتكمن أهمية هذا النوع من قصص الأطفال في أنها تمزج بين الأسلوب المشوق للقصة وبناءها القائم على البحث العلمي والحقائق المختلفة.
هذه الحقائق لابد للطفل أن يعرفها فينسج في مخيلته العديد من العوامل المختلفة. إلا أنه مع الأسف، العديد من قصص الخيال العلمي في مجال أدب الطفل قائمة على الشخصيات الخارقة للطبيعة. مثل: سبايدرمان، وسوبر مان بالإضافة إلى القصص المعتمدة على السحر، وغير ذلك.
*القصص القائمة على أساطير وخرافات:
وهذا النوع من القصص هو السائد على أدب الأطفال، إذ تقوم هذه القصص على الخوارق في بعض الأحيان. وعلى الموروث التّاريخي في أحيانا أُخرى، مثل:قصة علاء الدين ومصباحه السحري، والسندباد والبساط الطائر.
*قصص الحيوانات:
ويقسم هذا النوع من القصص إلى نوعين: النوع الأول قائم على على تعريف الطفل بطبيعة الحيوان وحياته وماذا يأكل ويشرب وكيف يتكاثر. أما النوع الثاني فيقوم على سرد القصة على لسان الحيوان لنقل حكمة أو عظة للطفل كي يستفيد منها في تعامله مع الآخرين، ويعتبر كتاب "كليلة ودمنة" أفضل هذه الكتب وأشهرها.
*قصص دينية وتاريخية:
وهي التي تقوم على سرد سير أو أحداث لأشخاص خلد اسمهم التاريخ الإسلامي والبطولات والإنجازات التي حققوها.
مثل قصص الأنبياء، وقصص الصحابة، بالإضافة إلى قصص القادة، والقصص التي جاء ذكرها في القرآن عن الأمم والقبائل السابقة.
*قصص الفكاهة:
تقوم هذه القصص على تربية حس الفكاهة عند الطّفل، وتسليه، وتعمل على تشجيعه وتحفيزه على أن يقرأ، مثل: قصص جحا ونوادره المضحكة.
*قصص شعرية أو أدب شعري:
تهدف قصص الأطفال القائمة على فن الشعر إلى الارتقاء بحس الطفل الموسيقي، والعمل على ضبط ما لديه من إيقاع فني. ويعتبر فن الشعر من أكثر الفنون قربًا لقلب الطفل أكثر من النص الأدبي المكتوب، إذ تخاطب الوجدان كما أن الطفل يجد سهولة في حفظ ألفاظها. ويعد الشاعر سليمان العيسى، سوري الجنسية، أول من كتب شعرًا موجهًا للأطفال.
قصص الأطفال في عالمنا العربي:
الكثير من قصص الأطفال في عالمنا العربي تقوم على الترجمة النصية وبالحرف، مما يُفقد القصة القيمة التي تهدف إليها. وبصفة عامة فإن الأدب الخاص بالطفل العربي يفتقد العديد من النقاط أبرزها:
*التنوع:
ويعد فن القصة هو الغالب عن بقية الفنون الأدبية الأخرى. فيما تعتمد القصة بشكل أساسي على الأسطورة والخرافة أكثر من القصص التي تتضمن قيم هادفة أو قصص الإسلام التاريخي.
*عدم تناسب القصة مع سن الطّفل:
كثير من كتاب قصص الأطفال يقعون في خطأ فادح وهو اعتبار الطفل رجل لكنه صغير من المفترض أن يكون على إلمام بكل ما يلم به الأشخاص الكبار.
*سيطرة الأوامر والطّلبات:
كثير من قصص الأطفال تسيطر عليها إصدار قائمة من الأوامر والطلبات للطفل ونهيه عن فعل ومحاولة إذعانه. ومن المفترض أن تقوم هذه القصص على تشجيع الطفل على إقامة نقاش وحوار، والاعتماد على الحجج والبراهين.