احاديث نبوية شريفة وُردت عنالنبي صلى الله عليه وسلم تحث على التحلي بحسن الخلق ومكارم الأخلاق، فقدكان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أحسن الناس خُلقًا، وأكثرهم تقوى وخوف من المولى عز وجل، وكان خلقه القرآن وقد أخبرنا الله تعالى عن أخلاق النبي بقوله عز وجل في كتابه العزيز (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )).
ومن خلال السطور القادمة سوف نستعرض معكم مجموعة احاديث نبوية شريفة عن الأخلاق لنتعلم من الهدي النبوي والسنة المحمدية كيف تكون أخلاق المسلم، فما لنا قدوة أفضل من رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
احاديث نبوية شريفة عن الصدق
هناك احاديث نبوية شريفة عديدة تحث على خلق الصدق، وضرورة التحلي به، فالصدق من أبرز مكارم الأخلاق، والمسلم الحق لابد أن يكون صادق في أقواله وأفعاله، ورسولنا أعظم قدوة ومثال يحتذى به في الصدق حيث عرف بين قومه بالصادق الأمين، و هذه احاديث نبوية شريفة تتكلم عن خلق الصدق:-
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ، وإنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقاً وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ الله كَذَّاباً) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
فالرسول من خلال الحديث الشريف يوضح أن الصدق يوصل إلى العمل الصالح الخالص لوجه الله، وبالتالي العمل الصالح يوصل للجنة والرجل الذي يتكرر صدقه حتى يصير خلقًا له يستحق أن يكتب عند الله من الصديقين وينال ثوابه، وفي نفس الوقت ينفر الحديث من الكذب حيث أن الكذب يوصل إلى الأعمال السيئة التي تدخل صاحبها النار.
• وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ؛ فإنَّ الصِّدقَ طُمَأنِينَةٌ، وَالكَذِبَ رِيبَةٌ).
فالرسول في ذلك الحديث يوضح أن إذا وجد المسلم ما يريبه فالصحيح أن يتركه، ويقصد هنا الكذب فيجب الابتعاد عنه والتحلي بالصدق حيث أن الصدق طمأنينة.
• قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (البَيِّعَانِ بالخِيَار مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإنْ صَدَقا وَبيَّنَا بُوركَ لَهُمَا في بيعِهمَا، وإنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بركَةُ بَيعِهِما) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
يخبرنا الرسول أن التاجر إذا كان صادقًا في سلعته من حيث صفاتها وثمنها و لم يغش بارك الله له ووسع رزقه، أما إذا كذب وامتدح سلعته بما ليس فيها وكتم عيوبها لا يبارك الله له أبدًا وخاب وخسر.
احاديث نبوية شريفة عن الصبر
فنحن بحاجة لتعلم خلق الصبر حيث أننا نمر في حياتنا بالكثير من المواقف التي تحتاج صبر وثقة بالمولى عز وجل، فيجب علينا حمد الله في السراء والضراء، والإيمان بالقضاء والقدر والعلم بأن كل شيء يحدث له حكمة عند الله سبحانه وتعالى هو أعلم بها منا، وسوف نطرح خلال السطور التالية احاديث نبوية شريفة عن الصبر وضرورة التحلي به.
• قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )) رواه البخاري و مسلم
• ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أيضًا: (( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط )) رواه الترمذي
فالمؤمن مبتلى ويجب عليه الصبر وعدم الجزع والسخط من أقدار الله بل ويحمد الله على كل شيء، فشكر الله وحمده واجب في السراء والضراء والإيمان بالقضاء والقدر واجب وعلى المؤمن الدعاء لرفع البلاء والضرر.
• قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة))رواه الترمذي
وهنا يوضح لنا رسولنا الكريم أن البلاء للمؤمن يكفر عنه خطاياه ويطهره حتى يلقى الله دون خطيئة فالإنسان ليس معصوم من الخطأ كلنا نخطأ، والبلاء يطهر من الخطيئة، وقد يكون البلاء في النفس أو المال أو الولد وهو أعز ما يملكه الإنسان.
• قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له )) رواه مسلم
وهنا يؤكد الرسول على ما شرحناه سابقًا، فالبلاء يطهر من الخطايا وهذا يحمل الخير للإنسان إذا صبر واحتسب، إذن فالمسلم الحق فائز في الحالتين السراء والضراء.
احاديث نبوية شريفة تدعو إلى مكارم الأخلاق
الرسول يدعونا من خلال احاديث نبوية شريفة إلى مكارم الأخلاق، وإلى تقوى الله في أي مكان حتى إذا لم يكن يرانا أحد فالله مطلع وموجود، فيقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق النّاس بخلق حسن» ففي الحديث دعوة صريحة وواضحة للتحلي بالأخلاق الحسنة ومعاملة الناس بها، فإذا التزمنا بذلك في معاملتنا لن نجد الكره والحقد والعنف والإرهاب المنتشر الآن في الوطن العربي، فالأخلاق هي الأساس الذي يبنى عليه مجتمع متماسك متعاون ومتحاب، وبالتالي متقدم ومتطور.
وها هو الرسول صلوات الله عليه يرغب إلينا خلق العفة وما أطهره من خلق يتحلى به المسلم، فالعفة في اللسان والقلب وجميع الجوارح، قال صلى الله عليه وسلم: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنّة» فثواب العفة جنة ورضوان من الرحمن.
احاديث نبوية شريفة كثيرة تتناول الأخلاق التي يجب على كل مسلم صادق أن يتحلى بها فلو تعمقنا في تلك الأحاديث وغصنا في معانيها شعرنا بلذة وجمال التحلي بالخلق الحسن ومكارم الأخلاق.