صلاة الحاجة يسأل عنها الكثير، عن حكمها في الإسلام، وكيف ومتى نصليها؟
لقد أنعم الله علينا في دنيانا بالكثير من الطرق لنتقرب منه ونستغفره عما نفعل من ذنوب حياتنا كمسلمين، فذكر لنا رسولنا الكريم طرق لتقربنا من الله – عز وجل - وهي أركان الإسلام الخمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداٌ رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الذكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن أستطاع إليه سبيلا.
وبذلك نري أن الصلاة تعد الركن الثاني بعد الاستشهاد وهذا يدل على ضروريتها وأهميتها في الإسلام، وكما نعلم أن هناك صلاة واجبة وأخرى تمارس في أوقات مختلفة مثل صلاة العيد وصلاة الجنازة وصلاة الاستخارة وصلاة الحاجة التي هي موضوعنا اليوم.
لماذا سميت صلاة الحاجة بهذا الاسم؟
وذلك لأن العبد يصليها وقت حاجته إلى ربه حيث تكون صلة بينهما وذك بجانب الصلوات الخمسة المفروضة على المسلمين جميعًا، وتختلف صلاة الحاجة عن باقي الصلوات في أننا نصليها وقتما نريد أو حينما تشتد حاجتنا وابتلائنا في دنيانا.
كيفية أداء صلاة الحاجة
وتصلي صلاة الحاجة مثل باقي الصلوات حيث تحتاج إلى الوضوء وستر العورة والنظافة للجسد والمكان الذي نصلي به واتجاه القبلة السليم، ومن حيث كيفية صلاتها فهي تصلي كالتالي:
تصلي ركعتين نبدأها بالتكبير ثم تستفتح ومن ثم الفاتحة وبعدها آية من الآيات الكريمة ثم الركوع فالسجود وبعد الانتهاء يدعو العبد ربه، وقد تعددت الأدعية مثل حديث أنس بن مالك رضي الله عنه «يا علي! ألا أعلمك دعاء إذا أصابك غم أو هم تدعو به ربك فيستجاب لك بأذن الله، ويفرج عنك؟ توضأ وصلي ركعتين واحمد الله، وأثن عليه وصل على نبيك، واستغفر لنفسك والمؤمنين والمؤمنات، ثم قل اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم كاشف الهم مفرج الهم، مجيب دعوة المضطرين إذا دعوك رحمن الدنيا والأخرة ورحيمهما فأحمني في حاجتي هذه في بقضائها ونجاحها، تغنيني بها عن رحمه من سواك»
وقد جاء عن رسول الله صلي الله عليه وسلم عن صلاة الحاجة «من كانت له إلي الله حاجة أو إلى أي أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثن علي الله وليصل علي النبي صلي الله عليه وسلم ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك إلا قضيتها يا أرحم الراحمين» ومن الحديث الشريف يستدل على أن صلاة الحاجة ركعتين.
ولكن اختلف العلماء عن ثبوت هذا الحديث بسبب ظهور بعض الأحاديث المعارضة لأخرون والتشكيك في أنه تم نقلها عن رسولنا الكريم ولذلك استقر العلماء على أنها صلاة مستحبة يصليها العبد وقتما يشاء وأنها ليست سنة عن رسولنا الكريم.
عدد ركعات صلاة الحاجة
اختلف العلماء في عددها حيث يري البعض أن هذه الصلاة:
• تصلي ركعتين كمذهب المالكية والحنابلة والشافعية ولكنهم اختلفوا في صيغة الدعاء الذي يجب ذكره.
• ومن يري أنها تصلى أربع ركعات كما قال الحنيفية ولكن لم يستدل عليها أيضًا.
• وهناك من يري أن صلاة الحاجة تصلي اثنتي عشرة ركعة وهو ابن مسعود –رضي الله عنه- كصلاة التهجد وعلي من يصليها أن يقرأ في كل رقعة سورة الفاتحة ومما تيسرمن الآيات، ويمون الدعاء فيها من الدعاء الغير مسترد ولكن لم يتأكد حتي الآن أو يثبت صحته.
وقت صلاة الحاجة
أما عن أوقاتها فتجوز في أي وقت، عدا أوقات النهي وهي: بعد الفجر إلى شروق الشمس، وعند شروقها، وعند استواء الشمس في كبد السماء، وبعد العصر إلى غروب الشمس، وعند غروبها، ويعد سبب نهي النبي صلي الله عليه وسلم لها لأنه لا سبب لها أو سبب يأتي بعدها، حيث أن هناك صلوات يأتي سببها قبلها مثل صلاة تحية المسجد حيث أن سببها آلا وهو دخول المسجد وصلاة الركعتين يأتي قبل صلاة الحاجة.
أمثلة لأغراض صلاة الحاجة في حياتنا اليومية
أن أحدهم قام بالدعاء في صلاة الحاجة بتعجيل الزواج ويرى دار الإفتاء أن الدعاء بالتعجيل أمر حسن مشروع كما قال عز وجل {فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ} وأنه لا مانع من أن يصليها المحتاج أكثر من مرة، ولكن على الشخص ألا يطالب بأن تكون في وقت معين كأسبوع أو شهر أو خلافهما فما على المحتاج إلا أن يتوكل علي الله ويدعوه فقد يأخره الله – عز وجل -لكي نكثر من دعاءنا، فلا يعني تأخير الاستجابة أن صلة العبد بربه ليست قوية.
ففي قوله تعالي: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [يونس:89] فهذا ما حدث الله به موسي وأخوه هارون –عليهما السلام- استجابة لهما بعد مضي أربعين سنة.
وفي مثال أخر
عن امرأة تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية كانت في انتظار بطاقتها الخضراء التي قامت بتقديم طلب عليها ولكن بسبب تشابه اسمها مع بعض الأسماء الإسلامية كانت تواجه صعوبة في الحصول عليها وأنها قد ترحل من البلاد، فكانت تدخل كل يوم علي بريدها الإلكتروني لترى مجريات التطور في البطاقة التي يجب أن تمر عليها خمس مراحل لتستلمها فلم تجد أي تطور، فجاء إلي فكرها أن تصلي صلاة الحاجة في حاجتها تلك وتدعو الله أن يسهل لها أمرها وبعد يومين قامت بفتح بريدها لتري أن بطاقتها في المرحلة الأخيرة وما عليها إلا أن تستلمها بعد ثلاثة أسابيع وأن ما حدث كان عطل في نظامهم الإلكتروني فشكرت الله علي ما حدث وتذكرت صلاة الحاجة.
تلك ما هي إلا أمثلة بسيطة لفضل الله علينا وعن استجابته لنا في كل صغيرة وكبيرة، وأنه العالم لا إله إلا هو في حاجتنا وضعفنا وأنه المجيب والعالم بما في صدورنا، وأخيرًا أدعوك أخي المسلم أن تصلي صلاة الحاجة في شدتك ولتنظر كيف يستجيب الله ويخلصك من شدتك ويبعد عنك كربك وهمك.