ابن سينا، واسمه هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، واشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما، عاش ابن سينا في أواخر القرن الرابع الهجري وبدايات القرن الخامس من الهجرة، وقد نشأ في أوزبكستا.
كان ابن سينا متعمقًا في العديد من أصناف العلوم، ولذلك يوجد ما يقارب 200 ألف كتاب له، وتعرض هذه الكتب مواضيع متعددة، وكانت تتمحورغالبيتها حول الطب، والفلسفة.
وعرف ابن سينا كـ عالما وفيلسوفا وطبيبا وشاعرا، ولُقِّب بالشيخ الرئيس والمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي، وايضا عرف بأمير الأطباء وأرسطو الإسلام، وكان يتميز بانه سابقا لعصره في مجالات فكرية مختلفة.
ولم يجعله اشتغاله بالعلم ينصرف عن المشاركة في الحياة العامة في عصره؛ ولكنه تعايش مع مشكلات مجتمعه، وتفاعل معها وبها واثرت على اتجاهاته الفكرية، وشارك في صنع نهضته العلمية والحضارية.
كتب ابن سينا:
كتب ابن سينا حوالي 450 مؤلفاً، لم يصلنا منها سوى 240 تقريباً، ومن بين أعماله المتوفرة لنا اليوم، هناك 150 في الفلسفة و40 في الطب وهما الميدانان العلميان اللذان قدم فيهما أكبر إنجازاته. وله أعمالاً في علم النفس والجيولوجيا والرياضيات والفلك والمنطق.
وكان قد كتب كل مؤلفاته باللغة العربية باستثناء كتابين اثنين وضعهما بالفارسية وهي لغته الأم. أحد هذين الكتابين هو بعنوان "موسوعة العلوم الفلسفية" والثاني هو دراسة عن النبض أصبح ذائع الشهرة لاحقاً.
ومن ابرز كتبه:
كتاب الأرصاد الكلية.
رسالة الآلة الرصدية.
كتاب الأجرام السماوية.
كتاب في كيفية الرصد ومطابقته للعلم الطبيعي.
مقالة في هيئة الأرض من السماء وكونها في الوسط.
كتاب إبطال أحكام النجوم.
وكان له ايضا اسهامات في مجال الموسيقي ويقال إنه كاتب رباعيات شعرية فارسية وقصائد قصيرة، منها:-
من وسط الأرض نهضت للسماء السابعة
وتربعت على عرش زحل
حللت عقداً كثيرة في الطريق
إلا العقدة الكبرى: قَدَر البشر
وكتب ايضا في مجالات مختلفه منها:
في الرياضيات:
رسالة الزاوية
مختصر إقليدس
مختصر الارتماطيقي
مختصر علم الهيئة
مختصر المجسطي
في الطبيعيات وتوابعها:-
رسالة في إبطال أحكام النجوم
رسالة في الأجرام العلوية وأسباب البرق والرعد
رسالة في الفضاء
رسالة في النبات والحيوان
في الطب:
كتاب الأدوية القلبية
كتاب دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية
كتاب القولنج
رسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب
رسالة في تشريح الأعضاء
رسالة في الفصد
رسالة في الأغذية والأدوية
في الموسيقى:
مقالة جوامع علم الموسيقى
مقالة في الموسيقى
ومقالات أخرى
قالوا عن ابن سينا:
قال عنه جورج سارتون، أبو تاريخ العلوم ، بأن ابن سينا "واحد من أعظم المفكرين وعلماء الطب في التاريخ".
وأطلق علي ابن سينا لقب "أشهر العلماء المسلمين وواحد من أشهر العلماء في جميع الأماكن والعصور".
وهو يعد واحد من أبرز كتاب العالم الإسلامي في مجال الطب بعد أبو قراط وگالنيوس.
يعتبر ابن سينا والرازي، أبو القاسم، ابن النفيس والعبادي من أهم مؤلفو الطب الإسلامي المبكر.
ابن سينا في تاريخ الطب الغربي يوصف على أنه من أبرز الشخصيات التاريخية صاحبة الاسهامات الأساسية في مجال الطب والنهضة الأوروپية، يعتبر ابن سينا أيضاً مبتكر مفهوم قوة الدفع في الفيزياء.
وفي إيران، يعتبر رمزاً وطنياً، و يشار إليه على أنه واحد من أعظم الفرس كما يوجد له الكثير من الپورتريهات والتماثيل..
سميت على اسم ابن سينا جامعة ابن سينا في همدان، إيران، وتحمل اسمه جامعة ولاية طاجيك في دوشانب، "عاصمة جمهورية طاجيكستان".
من أقوال ابن سينا:
المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه.
الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء.
احذروا البطنة، فإن أكثر العلل إنما تتولد من فضول الطعام.
العقل البشري قوة من قوى النفس لا يستهان بها.
النفس كمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة أي من جهة ما يتولد ويربو ويتغذى.
وكتب قصيدة العينية:
محجوبة عن كل مقلة عارف، وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره إليك، وربما كرهت فراقك، وهي ذات تفجع
أنفت وما أنست، فلما واصلت ألفت مجاورة الخراب البلقع.عن النفس
وفاتة ابن سينا:
تعرض جسد ابن سينا إلي المرض واعتلّ، حتى قيل من قبل الاطباء إنه كان يمرض أسبوعاً ويشفى أسبوعاً، وأكثر من تناول الأدوية، ولكنّ مرضه اشتدّ، وعلم أنه لا فائدة من العلاج، فأهمل نفسه.
وقال: "إن المدبر الذي في بدىء عجز عن تدبير بدني، فلا تنفعنّ المعالجة"، واغتسل وتاب، وتصدق بما لديه من مال للفقراء، وأعتق غلمانه طلباً للمغفرة. وبدأ بختم القرآن كل ثلاثة أيام).
توفي في يونيو 1037 ميلادية، الموافق لشهر رمضان المبارك، في سن الثامنة والخمسين من عمره، ودفن في همدان إيران.
و لما توفي كان يُعد أحد عباقرة الفلسفة في الإسلام، وفي الطب وضع مصاف جالينوس حيث أطلق عليه لقب "جالينوس الإسلام".
وبسبب شهرته الواسعة فقد تسابق للإحتفال بذكره عدة شعوب، والأتراك هم أول من احتفلوا بذكراه، عندما أقاموا عام 1937 مهرجاناً ضخماً بمناسبة مرور تسعمائة سنة على وفاته.
ثم حذا حذوهم العرب والفرس حيث أقيم مهرجان للإحتفال به في كل من بغداد عام 1952 وفي طهران 1954.
وفي عام 1978 دعت منظمة اليونسكو كل أعضائها للمشاركة في احتفال احياء ذكرى مرور ألف عام على ولادة ابن سينا وذلك اعترافاً بمساهماته في مجالي الطب والفلسفة، وبالفعل فقد استجاب كل أعضاء المنظمة وشاركوا في الاحتفال الذي أقيم عام 1980 في دمشق..