جبران خليل جبران واحدًا من أشهر الأدباء والرسامين العرب، أو "خليل جبران" لبناني الأصل وُلد في بلدة "بشري" في اليوم السادس من شهر يناير لعام 1883 م، وقد حصل على الجنسية الأمريكية بعد هجرته عام 1895 م إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع أسرته وهو صغير
يعتبر جبران خليل جبران من نسل عائلة يوسف جبران الماروني البشعلاني، بدأ مشواره الفني والأدبي في الولايات المتحدة الأمريكية بعد دراسته للفن هناك، واشتهر كأحد شعراء المهجر وكبار الأدباء بعد الإصدار الأول لكتابه "النبي" عام 1923 م.
مشوار حياة جبران خليل جبران
ينتمي جبران خليل جبران لعائلة الماروني، والدته "كاميليا أو كاملة رحمة" من أسرة متدينة، بلغ عمرها عند ولادته 30 عامًا وتزوجت من خليل بعد وفاة الزوج الأول لها وبطلان زواجها الثاني.
كانت أسرة جبران خليل جبران فقيرة بسبب انصراف والده لأعمال القمار وشرب الخمر وتكاسله عن العمل، ولعل هذا من أهم أسباب عدم ارتياد جبران لأي مدرسة تعليمية في ذلك الوقت، ولكن الأب "جرمانوس" كاهن القرية حينئذ كان يذهب لبيت جبران ويقوم بتعليمه مبادئ اللغة العربية والإنجيل.
وتعلم مبادئ الكتابة والقراءة على يد الطبيب والشاعر المعروف "سليم الضاهر"، وكان هذا السبب في فتح المجال أمام جبران خليل جبران للقراءة ومعرفة جميع أنواع الأدب والعلوم والتاريخ.
سُجن خليل والد جبران وصودرت جميع أملاكه في عام 1891 م بتهمة الاختلاس، ثم أُطلق سراحه في عام 1894 م، إلا أن قررت "كاملة" الهجرة إلى نيويورك مع أخيها وأبنائها (جبران، بطرس، ماريانا، سلطانة).
في بوسطن حيث كانت إقامة جبران خليل جبران وعائلته فتح بطرس أخيه متجرًا صغيرًا وقامت أمه بالعمل كخياطة، وارتاد جبران المدرسة ووُضع في فصل منفصل خاص بالمهاجرين فقط لكي بتعلم اللغة الإنجليزية، ثم التحق بمدرسة الفنون وقد قامت بتشجيعه وتنمية موهبته كلًا من "فلورنس بيرس" و"دغيسي بيل" إحدى أعضاء المدرسة، ثم قام "فريد هولاند داي" أحد المثقفين الأثرياء برعاية موهبة جبران الفنية واستخدم رسوماته لأغلفة بعض الكتب التي كانت تصدرها دار "كويلا أند داي".
وفي عام 1898 م عاد جبران وأسرته إلى مدينة بيروت والتحق بالمدرسة الإعدادية ثم المعهد العالي للتعليم، وكان جبران يعشق الطبيعة في بيروت وتعلق بأستاذه "سليم الضاهر"، ونشأت علاقة حب بينه وبين "حلا الضاهر" استمرت 10 سنوات واستوحى من هذه القصة العاطفية روايته المشهورة "الأجنحة المتكسرة".
عاد جبران خليل جبران إلى بوسطن في العاشر من مايو لعام 1902 م، ولكن قبل عودته توفيت "سلطانة" بمرض السل، وتوفي "بطرس" بنفس الداء بعدها بعام، ثم توفيت "كاملة" والدته بمرض السرطان، وظلت أخته "ماريانا" معه وعملت خياطة مثل أمها.
شخصية وثقافة جبران خليل جبران
كانت شخصية جبران تميل إلى الوحدة والانطواء، وكان دائم التأمل وترافقه أحلام اليقظة حتى أنه ادّعى انتمائه لعائلة أرستقراطية وثرية، أيضًا كان شخصًا طموحًا ومتواضعًا ذكيًا سريع البديهة، وقد تأثرت ثقافته بالحرية الفكرية والسياسية التي نشأ عليها في بوسطن، وكان مثقفًا ومحبًا للشهرة وقرأ العديد من الأساطير المصرية واليونانية.
مؤلفات جبران خليل جبران
قام بتأسيس رابطة قلمية بهدف تجديد روح الأدب العربي، وذلك بمشاركة كلًا من "ميخائيل نعيمة" و "نسيب عريضة" و "عبد المسيح حداد"، وكان متأثرًا بالقضايا المعاصرة وقتها وحارب التبعية العربية لدولة العثمانيين، وقد تغنت الفنانة اللبنانية "فيروز" بقصيدة المواكب التي أفصح فيها جبران عن اتجاهاته في الكتابة وهي الأغنية المعروفة باسم "أعطني الناي وغني".
أشهر كتابات جبران خليل جبران
• الأرواح المتمردة.
• الأجنحة المتسكرة.
• دمعة وابتسامة.
• البدائع والطرائف.
• العواصف.
• عرائس المروج.
• المواكب.
• مناجاة أرواح.
• النبي.
• يسوع ابن الإنسان.
• المجنون.
• أرباب الأرض.
• رمل وزيد.
• الشعلة الزرقاء.
• السابق.
• التائه.
شائعات حول جبران خليل جبران
كانت هناك أكاذيب واشاعات انتشرت عن جبران خليل جبران، إلى أن جاء الكاتب المعاصر "إسكندر نجار" بكتابه الذي ألفه باللغة الفرنسية في عام 2003 بباريس، وكان من بين هذه الشائعات المتداولة ما يلي:
• مولد جبران خليل جبران في الهند بمدينة "بومباي".
• تعلمه للرسم على يد فنان النحت الفرنسي "رودان".
• تعرضه لمحاولة اغتيال إرهابية من قبل المخابرات العثمانية.
أقوال مأثورة لجبران خليل جبران
• أقواله في الزواج:
"ولدتما معًا، وتظلان معًا، حتى في سكون تذكارات الله. و معًا حين تبددكما أجنحة الموت البيضاء. ولكن، فليكن بين وجودكم معًا فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض، حتى ترقص أرياح السموات بينكم. أحبوا بعضكم بعضًا؛ ولكن، لا تقيدوا المحبة بالقيود، بل لتكن المحبة بحرًا متموجاً بين شواطئ نفوسكم. ليملأ كل واحد منكم كأس رفيقه؛ ولكن، لا تشربوا من كأس واحدة. أعطوا من خبزكم كأس رفيقه؛ ولكن، لا تأكلوا من الرغيف الواحد. غنوا وارقصوا معًا، وكونوا فرحين أبدًا؛ ولكن، فليكن كل منكم وحده، كما أن أوتار القيثارة يقوم كل واحد منها وحده ولكنها جميعًا تخرج نغمًا واحدًا. ليعطي كل منكم قلبه لرفيقه؛ ولكن، حذار أن يكون هذا العطاء لأجل الحفظ، لأن الحياة وحدها تستطيع أن تحتفظ بقلوبكم. قفوا معًا؛ ولكن، لا يقرب أحدكم من الآخر كثيرًا، لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين، و السنديانة و السروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها.
• "الشك ألم في غاية الوحدة لا يعرف أن اليقين هو توأمه".
وفاة جبران خليل جبران
كان جبران خليل جبران مريضًا بداء السل ومرض تليف الكبد، وفي اليوم العاشر من شهر أبريل لعام 1931 م وافته المنية في مدينة نيويورك عن عمر يناهز 48، وكان وصيته قبل وفاته أن يتم دفنه في بلده لبنان، وبالفعل تحققت هذه الوصية بعد وفاته بعام بنقل جثمانه إلى صومعته القديمة، والتي عُرفت بعد ذلك باسم "متحف جبران".
كلمات على قبره
من ضمن وصية جبران خليل جبران أن تُكتب هذه الكلمات بعد وفاته على قبره: " أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك، فاغمض عينيك والتفت تراني أمامك".