شعر عن فلسطين بلدنا الحبيبة فقد كثر الشعر منذ غابر الزمان وتعددت أغراضه وأنواعه مع التغير المستمر في الفكر، ولذلك سنختص في مقالنا هذا بذكر شعر عن فلسطين الشقيقة الأسيرة بين حيطانها وأراضيها
شعر عن فلسطين بلدنا الحبيبة فقد كثر الشعر منذ غابر الزمان وتعددت أغراضه وأنواعه مع التغير المستمر في الفكر، ولذلك سنختص في مقالنا هذا بذكر شعر عن فلسطين الشقيقة الأسيرة بين حيطانها وأراضيها، وكيف أصبحت بذاك الضعف بعد قوتها وأصبحت محلًا للكوارث والمصائب والحروب حيث استساغاها الأعداء، وطمعوا بها واحتلوها، وبذلك أصبحت تسمي بفلسطين المحتلة، أو كما يسميها أعداء الله إسرائيل.
ولكنها كانت وستظل فلسطين حتى ولو انتهى الزمان ستعرف القدس بمبعث الديانات، وأحد أهم العواصم الإسلامية التي كثر عنها الشعر وكتب عنها الشعراء، كتبوا شعر عن فلسطين الجريحة والدامية.
العوامل التي أدت بالشعراء ليكتبوا شعر عن فلسطين
عرفت فلسطين بقوتها الدينية والروحية تقع في قلب الشرق الأوسط في المنتصف بين قارتي أفريقيا وأسيا، ولهذا فهي تمثل مكان استراتيجي وديني مميز وهذا ما جذب الأنظار إليها لتقع فريسة لأعين السفهاء الغادرين الطامعين بها، خاضت معارك عديد لتدافع عن نفسها ولكن لقوة العدو الكاسر وقعت أسيرة له ووقع شهدائها وروي بدمهم أراضيها.
فنظر إليها العالم العربي وخاصة الشرق الأوسط بنظرة الحزن والشفقة لما أصابها، وهذا ما جذب أنظار الشعراء إليها من كل شبر فكانت محل كتاباتهم الأولى ومنبع حزنهم، فكتبوا عن أراضيها الطاهرة، وسمائها وأشجارها ووصفوا بها كل ما تراه الأعين ويحسه القلب، ولم يكتفوا بذلك بل ذكروا الظلم الذي تعرض له، ودم شهداءها، والخراب الذي أصابها، ودموع الأمهات على أطفالهن وأزواجهن، ودموع الأطفال الذين أصبحوا أيتام بين ليلة وضحاها، فسطروا التاريخ وكتبوا به مأساتهم بدموعهم ودمائهم.
شعراء كتبوا شعر عن فلسطين
دوي صرخة الألم حتى وصلت إلى مسامع العديد من الشعراء أمثال شوقي، ونزار قباني، ومحمود درويش، وسهيل عيساوي، ومصطفي مراد، وسميح القاسم وغيرهم الكثيرين ممن وصلت إليهم صدى تلك الصرخة الدامية.
فكتبوا ما شعروا به وقتها من كراهية للعدو، وكلمات مساندة لفلسطين، واستخدموا قلمهم لشن غارات على العدو.
كتابة شعر عن فلسطين وشعرائها للمقاومة
أثناء تلك المأساة أنقسم شعراء الآدب الحديث في فلسطين إلى شقين أساسيين وهذا ما ذكر على لسان الشاعر "محمد شمس الدين" ألا وهما:
الشق الأول: وسموا أنفسهم بشعراء الثورة وهم "البرغوثي، ودحبور، وعز الدين المناصرة": وبالتحدث عنهم نجد أنهم ولدوا في فلسطين وتربوا وفق مفهوم السلاح والكفاح المسلح وتحرير الوطن من أيدي الأعداء.
والشق الثاني: هم "محمود درويش، وتوفيق زياد، وسميح القاسم" وأولئك عرفوا باسم شعراء المقاومة، ولدوا في فلسطين ولكنهم اختلفوا عن شعراء الثورة في أنهم ولدوا حيث يُعترف بإسرائيل دوله شرعية، فانتفضوا عن هذا وقاوموه فعرفوا بذلك الاسم.
ولكننا نجد أن أبرزهم والتي ذاع صيتهم وشهرتهم، وتأثر من قرأ شعرهم هم الثلاثي "القاسم، ومناصرة، ودرويش" لما عرفوا به من تطور شعرهم عن باقي الشعراء من حولهم.
ولكن لسوء القدر لم يعترف بشعراء الثورة في ذلك الوقت على الرغم من أن المناصرة المعروف بتميزه، وأنه الوحيد فعليًا من حمل السلاح دفاعًا عن الوطن، وعلى الرغم من ذلك شطبوا من لائحة شعراء المقاومة واعترف بثلاثي المقاومة الأساسي فقط دون غيرهم.
رغم ما حدث فقد قال درويش في وصيته أنه ما زال يفضل شعر المناصرة وأنه معجب بما كتبه، وما كتب البرغوثي في شعره الأخير أي أنه أعترف بهم في نهاية المطاف.
ولهذا يجب الاعتراف بكلا الشقين فكلاهما حاربا وقاوما العدو بكتاباتهم وسلاحهم وقلمهم لمن لم يخض الحرب.
نزار قباني واحدًا من أهم الذين كتبوا شعر عن فلسطين
وهو الشاعر العظيم نزار القباني كتب نزار دواوين في كل ما يخص الحياة سواء أكانت رومانسية، أو سياسية، وبالطبع لا يجب أن ننسي شعره عن فلسطين فقد عاثر تلك النكبة وأثرت في نفسه تأثيرًا شديد، فعلى الرغم من اهتمامه بشعر المرأة والغزل في العديد من قصائده إلا أنه لم ينس الأزمة الفلسطينية، فكتب عنها "هوامش على دفتر النكسة" وقصيدة "إلى الجندي العربي المجهول" و"أصبح عندي الآن بندقية" وقصيدة “شعراء الأرض المحتلة" ورائعته “أطفال الحجارة" و"القدس" وغيرها الكثير من مؤلفاته التي أجتمع الجميع لسماعها، وصفقت لها ألاف الأيدي.
الشاعر الفلسطيني محمود درويش وكتاباته شعر عن فلسطين
الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذى كتب معظم قصائده في التغزل في فلسطين، وكتب لها قصيدة "عاشق من فلسطين" التي يتغزل فيها بفلسطين ويصورها بالمرأة الحسناء التي يحبها حب الجنون، يحب رائحتها وحسنها وأنها حاضره وماضيه ومستقبله، رغم رحيلها وتمسكه بها كطفل يتمسك بأمه حين تغادره، ويقسم أنها سينتقم ممن كان السبب في رحيلها وحزنها وأنه سيكون فارس الفرسان.
نذكر منها:
عيونك شوكة في القلب
توجعني ..و أعبدها
وأحميها من الريح
وأغمدها وراء الليل و الأوجاع.. أغمدها
فيشعل جرحها ضوء المصابيح
ويجعل حاضري غدها
أعزّ عليّ من روحي
وأنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين
بأنّا مرة كنّا وراء، الباب ،إثنين!
وقصيدة أخري بعنوان "يوميات جرح فلسطيني" يتحدث بها عن الجرح الذي أصاب فلسطين وأصاب ذكراها وأرضها.
وفي ختام التحدث عن شعر عن فلسطين وشعرائها
أقول مهلك يا فلسطين مهما مر من الزمن وتبدلت الأحوال، ستظلين في قلوب من يذكرك أن العروس الجميلة التي تنتظر من يخلصها من الوحش الكاسر المحيط بها، وأنكِ ستعودين حرة مثلما كنتِ دائمًا.
وأدعو الجميع أن ينظر لتلك القضية الفلسطينية من جديد، ويساند ذلك الوطن الأسير على التحرر، فإن لم يستطع حمل السلاح والقتال به، فعليه أن يحمل القلم ويكتب عن تلك القضية ويهتم بها مثلما أهتم بها شعراء الزمن الغابر، وأن يكتب شعر عن فلسطين من جديد ليحيى تلك الأرض.