تحارب ألمانيا بكل جهد ظاهرة التحرش والاعتداءات الجنسية التي ارتفعت نسبتها بشكل ملحوظ، والتي يكون المذنب فيها اللاجئين الشباب، كما أقرت إجراءات تسهل عملية ترحيل الأجانب اللاجئين الضالعين في الجرائم والاعتداءات الجنسية، وسحب صفة اللاجئين منهم..
الأمر كان مختلفا هذه المرة، فاللاجئ كان مذنبا وبطلا في نفس الوقت، حيث توجهت شرطة مدينة "ميونخ" الألمانية بالشكر إلى لاجئ سوري، أنقذ فتاة ألمانية من اعتداء جنسي في مترو أنفاق المدينة من قبل لاجئ سوري آخر. الشرطة وصفت العمل الذي قام به اللاجئ المنقذ بـ" البطولي" ومنحته ميدالية وجائزة مالية.
سليمان محمد، هو لاجئ سوري قدم إلى ألمانيا قبل ثلاث سنوات ونصف مع زوجته فارا من الحرب الدائرة في وطنه سوريا، ويعمل في محل صغير لللحم المفروم ( شوارما ).
وتعود الحادثة إلى أواخر شهر أبريل/ نيسان الماضي، حيث استقلت فتاة ألمانية ( 23 عاما) كانت متوجهة إلى منزلها، مترو الأنفاق، الذي كان فيه أيضا اللاجئ السوري محمد سليمان وإمرأة ألمانية كبيرة في السن. وبينما كان سليمان يلعب بهاتفه، سمع صوت الفتاة الألمانية تطلب المساعدة بعد تعرضها لمضايقة من لاجئ سوري ( 35 عاما). وضغط الجاني على الفتاة بعنف، رغم استعانة الفتاة بقدمها ويديها للدفاع على نفسها، وفق ما ذكر موقع شرطة المدينة " شرطة بايرن".
أثناء ذلك، توجه سليمان إلى مكان الحادث وسأل المعتدي عما يحدث، فرد عليه باللغة العربية "أغرب عن وجهي" زاعما أن الفتاة صديقته، حسب ما قال سليمان. ونفت الفتاة الألمانية معرفتها بالجاني، مما دفع بسليمان إلى التدخل لحماية الفتاة وإبعاد المهاجم، الذي ظل يُحاول الاقتراب من الفتاة وتقبيلها، بيد أنه أضطر أخيرا للهرب بعد أن باءت كل محاولاته بالفشل.
وأبلغت الفتاة الشرطة في اليوم الموالي، إذ تم إلقاء القبض على الجاني، والذي كان يعيش بالقرب من مكان الحادث، بعد أيام معدودات. وقضت المحكمة الابتدائية بإدانة المعتدي بالسجن سنتين ونصف. ووصفت الشرطة العمل الذي قام به سليمان من أجل حماية الفتاة بـ" البطولي".