قالت استاذة القانون الدولي د. هالة خوري بشارات خلال حديثها مع اذاعة الشمس، ان تجربة ايرلندا الشمالية عام 72 وما عرف بيوم الاحد الدامي، قتل خلالها نفس عدد الشهداء الذين قتلوا عام 2000 في المجتمع العربي، وهو 13 شهيدًا، وقد قتلوا على يد الجيش البريطاني، والحكومة البريطانية اقامت لجنة تحقيق بعد الاحداث، لكن اقامتها لتبييض وجه تلك الاحداث الدامية، فصدر تقرير افاد ان الجنود كانوا في خطر، وما فعلوه كان لحماية انفسهم، لكن اهالي القتلى لم يتنازلوا عن حقهم ولم ييأسوا وطالبوا بمحاكمة القتلة.
واضافت: "على اثر تصميم واصرار اهالي الضحايا ونضالهم المستمر، خضعت الحكومة البريطانية وأقامت لجنة تحقيق ثانية عادلة عام 98 استمرت 12 سنة، استجوبت خلالها الف شاهد، حتى صدر تقرير افاد ان المتظاهرين قتلوا بدم بارد ولم يشكلوا خطرًا على المتظاهرين، واعتذرت الحكومة على ذلك، فيما طالب المدعي العام لبريطانيا بفحص امكانية محاكمة القتلة بعد 38 عاما من حدوثها".
وتابعت: "المشهد هنا مختلف، لان المهم هو ان تكون نية للمصالحة لدى الاقطاب السياسية، وفي بريطانيا كانت نية حقيقية للمصالحة، اما هنا فلا توجد نية حقيقية للمصالحة، والحكومة تسن قوانين عنصرية وتمنع احياء النكبة، والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية اغلق الملف، وقال ان الشرطة كانت بحالة حرب اي تعاملت مع العرب كعدو، ويسمح لهم باستخدام كافة الوسائل، للدفاع عن النفس".
واستطردت: "ما انجح القضية في بريطانيا هو الضغط الشعبي المستمر والإصرار، اضافة الى نية لدى الاوساط السياسية بالمصالحة".