سمح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للنساء بقيادة السيارات في المملكة، في قرار تاريخي حظي بإشادات على نطاق واسع في العالم.
جاء ذلك في أمر ملكي حدد 9 أشهر كأجل أقصى ؛لتنفيذ القرار من خلال "لجنة على مستوى عالٍ من الوزارات" ،ستقوم برفع توصياتها خلال 30 يومًا ،ثم تطبيق القرار بحلول يونيو / حزيران 2018.
وأشار الأمر الملكي إلى ضرورة "تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها".
وفتح هذا الجزء بالتحديد من الأمر الملكي الباب واسعًا أمام تكهنات بشأن شروط محتملة لحصول النساء على رخص قيادة السيارات.
غير أنه وبعيد صدور القرار التاريخي جاء تصريح السفير السعودي لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان للصحافيين ليكشف المزيد من التفاصيل ،حيث قال إن المرأة لن تحتاج إلى إذن ولي أمرها لاستخراج رخصة قيادة ،كما لن تحتاج إلى وجود ولي معها في السيارة أثناء القيادة ،وسيسمح لها أيضًا بالقيادة في أي مكان بالمملكة بما في ذلك مكة المكرمة والمدينة.
وأضاف أن أي امرأة تحمل رخصة قيادة من أي دولة بمجلس التعاون الخليجي سيسمح لها بالقيادة في المملكة.
وقال الأمير خالد، وهو ابن الملك سلمان، إن القرار ليس مجرد تغيير اجتماعي وإنما هو جزء من الإصلاح الاقتصادي في البلاد.
شروط الحصول على رخصة القيادة
وحسب الأمر الملكي الجديد فإن أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية ستطبق على الذكور والإناث على حد سواء ،اعتبارًا من الـ10 من شوال القادم أي بعد 9 أشهر على أقصى تقدير.
ويعني هذا أن على النساء في المملكة انتظار أشهر قبل التمكن من قيادة السيارة.
كما يضع هذا النظام بعض الشروط كإتمام الـ18 عامًا ؛لحمل رخصة قيادة خاصة، و20 عامًا للعمومية، واجتياز اختبار القيادة وسداد رسوم إصدار الترخيص، والمخالفات المرورية، واشتراط حمل الهوية الوطنية، واجتياز الاختبار النظري، وعدم استخدام "النظارات الطبية" و"العدسات اللاصقة".
ويعفي نظام المرور الحاصل على رخصة قيادة أجنبية أو دولية (سارية المفعول) معترف بها من الإدارة المختصة في المملكة من شرط اختبار القيادة.
وتحمل آلاف السعوديات رخص قيادة دولية، في وقت يصعب تحديد أعدادهن، إلا أن إدارة هيئة الطرق والمواصلات أكدت قبل خمسة أعوام إصدارها رخص قيادة لـ985 مواطنة وفقًا لصحيفة عكاظ السعودية.
قالت جين كينينمونت ،الباحثة بمركز تشاتام هاوس، "فيما يتعلق بالعلاقات العامة الدولية هذا أكبر فوز يمكن أن تحققه السعودية، وخاصة محمد بن سلمان، بين عشية وضحاها".
وقد تكون للقرار آثار اقتصادية واسعة أيضًا إذ سيسمح للنساء بالذهاب إلى العمل دون الحاجة إلى سائق ،كما سيحد من الإقبال على تطبيقات خدمات نقل الركاب مثل أوبر وكريم.
وقالت مروة أفندي ،التي تبلغ من العمر 35 عامًا، وتعمل بمدينة جدة "يا إلهي.. هذا رائع. منذ صعود محمد بن سلمان (إلى السلطة) ،وهو يسرع بجميع التغييرات التي تحتاجها بلادنا…تهانيَ لجميع السيدات فهذا انتصار حقيقي".