تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي خبر تسليم فتاة تدعى فاطمة (14 عامًا)، من مدينة الخليل نفسها للجنود الاسرائيليين المتواجدين على حاجز عسكري في المدينة، بسبب معاناتها مع زوجها وأهلها. واشارت هذه المواقع ان الطفلة فاطمة حاولت الانتحار عدة مرات، وعلى اثر ذلك سلمها مواطنون الى مركز حماية الاسرة الفلسطينية أكثر من مرة، لينتهي بها المطاف وتتزوج رجلا من بئر السبع.
وتعتبر فاطمة احدى الضحايا القاصرات اللواتي يتم تزويجهن عنوة لاسباب مالية ومطامع عائلية.
وبحسب التفاصيل فان الطفلة فاطمة زوجت من رجل من منطقة بئر السبع في الثلاثين من العمر، وهي تعيش في أسرة "مفككة"، وتعاني حالة فقر شديد مع شقيقاتها الخمس، وهي البنت البكر للعائلة، وكانت تتعرض الى عنف أسري ما دفعها أكثر من مرة الى محاولة الانتحار قبل ان يتم تزويجها.
واشار احد جيرانها في حديث معه لوسائل اعلام فلسطينية، الى انها "في إحدى المرات قامت بجرح شرايين يدها ورقبتها، وتوجهت الى حاجز عسكري لطعن جنود وهي تنزف، لكنه أمسك بها قبل ان تصل الحاجز بعشرة أمتار، وسلمها لمركز حماية الاسرة التابعة للشرطة الفلسطينية، لكن اعيدت الى المنزل، فكررت محاولة الانتحار مرة اخرى وتوجهت الى الحاجز، غير انها لم تفلح في جميع محاولاتها، لأن احد المواطنين امسك بها مرة اخرى وسلمها مجدداً لمركز حماية الاسرة.
واضاف "قبل نحو عام حين كانت في الثالثة عشرة من عمرها، زوجها والدها من مواطن يقطن منطقة بئر السبع في الثلاثين من العمر، مقابل مهر 10 الاف شيقل، واختفت بعدها عن الانظار لكنها عادت قبل اسابيع الى الحي، حيث اتضح انها هربت من بيت زوجها بسبب ما تعرضت له من استعباد وعنف، وفضلت العودة الى حياة أسرتها البائسة على البقاء تحت ظلم زوجها".
وقد تقدمت فاطمة الى المحكمة الشرعية لفسخ عقد زواجها، وهو أمر عارضه الاب الذي كان يحاول الضغط عليها لارجاعها مجددا الى بيت زوجها الذي كان يصر هو الاخر على إعادتها، وحين رفض القاضي تطليقها وفصلها عن زوجها توجهت وهي في حالة بكاء شديدة الى الجنود المتواجدين على الحاجز وطلبت منهم اعتقالها حتى لا تعود الى المنزل.
وحين توجهت الطفلة الى الجنود الإسرائيليين وهي تبكي نقلوها الى مركز ايواء في القدس.
وقد اعتقلت الشرطة الاسرائيلية زوج فاطمة ووجهت له تهمة الاتجار بالبشر، بعد ان تبين انه اشترى الطفلة من والدها بمبلغ 10 الاف شيقل، ومارس عليها اشكالا من العنف والعبودية.
هذا وقد تحدثت الشمس مع الناشطة الحقوقية سهر عمر، حول دوافع العنف لدى المواطنين في اراضي السلطة الفلسطينية ومآلاتها.