ذكرت وكالة وطن الفلسطينية للأنباء اليوم ان ثلاث وثائق على أن البطريركية الأرثوذكسية اليونانية، تحت قيادة البطريرك الحالي ثيوفيلوس الثالث، باعت ستة دونمات في منطقة دوار الساعة في يافا، وتشمل عشرات الحوانيت، مقابل مبلغ 1.5 مليون دولار فقط، و430 دونما في قيسارية، تشمل أجزاء كبيرة من الحديقة الأثرية والمدرج الروماني، مقابل مليون دولار فقط.
وتعتبر البطريركية اليونانية الأرثوذكسية ثاني أكبر مالك عقارات في البلاد، بعد "سلطة أراضي إسرائيل"، التي استولت على الأراضي الفلسطنيية منذ احتلالها، لكن هذه حجم العقارات التابعة لهذه البطريركية تضاءل بشكل كبير بسبب صفقات بيعها لجهات إسرائيلية. وتقضي هذه الصفقات بتأجير البطريركية العقارات لفترة طويلة، 99 عاما في غالب الأحيان، لكن بعد انتهاء المدة تصبح العقارات "المؤجرة" ملكا للجهات التي دفعت ثمنها، كما أن ثمن المباني الموجودة في هذه الأراضي يقدر بمئات ملايين الشواقل.
وقالت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، أنه يتبين من جميع الوثائق الثلاث أن الجهات التي استأجرت/اشترت العقارات هي شركات خاصة أجنبية مسجلة في دول تعتبر "ملجأ الضرائب"، التي تتهرب الشركات فيها من دفع ضرائب وغالبا ما تكون شركات مشبوهة، ولا يمكن الحصول على معلومات حول أصحاب الأسهم في هذه الشركات أو معرفة هوية الموقعين على الصفقات.
ولفتت الصحيفة إلى أن معظم هذه الأراضي اشترتها البطريركية اليونانية الأرثوذكسية أو أنه تم نقل ملكيتها إليها وتسجيلها باسم البطريركية، ما يعني أن المالكين الأصليين وهبوا أراض للكنيسة.
صفقات بيع أراضي البطريركية اليونانية الأرثوذكسية أبرمت في العقود الماضية مع جهات إسرائيلية رسمية، بينها "كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لإسرائيل) و"سلطة أراضي إسرائيل". ومنذ ست سنوات، تحت قيادة ثيوفيلوس، بدأت البطريركية في القدس بإبرام صفقات بيع أراضي وعقارات لجهات خاصة. والصفقات المعروفة حتى الآن، أي التي افتضح أمرها، تتعلق ببيع معظم أراضي البطريركية في القدس، وقسم من الأراضي في يافا وقيسارية والرملة والناصرة وطبرية، إضافة إلى عقارات مثل مبان وشقق وبيوت في القدس ويافا.
وذكرت وكالة وطن ان هذه الوثائق كشفت عن أن البطريركية باعت 27 دونما مبني عليها حوالي 240 شقة ومركز تجاري كبير في حي "غفعات أورانيم" في القدس لشركة مسجلة جزر العذراء المعروفة بأنها ملجأ للشركات المتهربة من الضرائب، وذلك مقابل 3.3 مليون دولار. يشار إلى أن ثمن شقة صغيرة في هذا الحي يفوق المليوني شاقل. وستنتهي مدة هذه الصفقة بعد 52 عاما. ومن أجل الإمعان في التضليل والتمويه، بيعت هذه الأرض، في شهر آذار/مارس الماضي، إلى شركة أخرى، اسمها "أورانيم ليميتد" المسجلة في جزر الكايمن، التي تتهرب الشركات المسجلة فيها من الضرائب.
ووقع ثيوفيلوس، بحسب الصحيفة، على الصفقة الأولى في العام 2011، عندما "أجّرت" البطريركية مئات الدونمات في أحياء طالبية ورحافيا ونيوت في القدس لمجموعة متمولين إسرائيليين اتحدت تحت اسم "نيوت – كوميميوت". وقبل سنة، تم التوقيع على اتفاق لبيع كامل لهذه الأراضي لمجموعة المتمولين نفسها، التي اتحدت تحت اسم مختلف قليلا، هو "نيوت – كوميميوت استثمارات". وليس معروفا مبلغ هذه الصفقات والشريك الوحيد في الشركة المعروف هو رجل أعمال اسمه نوعام بن دافيد.
يذكر أن هذه الصفقات قوبلت بضجة كبيرة، خصوصا في أوساط أبناء الطائفة الأرثوذكسية العربية في البلاد وكذلك في السلطة الفلسطينية والأردن. وصدرت دعوات بمقاطعة ثيوفيلوس وإقالته من منصبه، في أعقاب الكشف عن صفقات العقارات الفاسدة والمشبوهة، التي ألحقت ضررا كبيرا بمكانة الكنيسة اليونانية الأرثوذوكسية وبقدرتها على العمل لمصلحة أبناء الطائفة في البلاد.