اصدر د.مشهور فواز، رئيس المجلس الاسلامي في البلاد، ممثلًا عن رابطة الائمة في أم الفحم، بيانًا يبين موقف الرابطة من زيارة رجال الأديان لبعض مدارس المدينة، جاء فيه:
وصلنا ملاحظات تذمرية عديدة من قبل بعض الأساتذة والطّلاب والطّالبات والأهالي بل وبعض المشاركين في ندوة رجال الأديان التّي عقدت تحت غطاء التّسامح الدّيني يوم أول أمس في بعض مدارس البلدة، والتّي تمّ من خلالها بثّ أفكار عقدية تتنافى مع شريعتنا الاسلامية كالقول بعقيدة الثّالوث التّي تنافي عقيدة الوحدانية عندنا كمسلمين والقول بأنّ الخالق يتصور بصور الآدميين والقول- بطريق المزاح -عن نبي الله ابراهيم عليه الصّلاة والسّلام بأنّه أساس البلاء !! وذلك بشهادة بعض المشاركين عدا عن الحضور والتّسجيل الصّوتي الموثق للمحاضرات التّي أرسلت إلينا ...
بداية وقبل بيان الموقف الشّرعي لمثل هذا اللّقاءات، نودّ التأكيد على ما يلي كي لا يزاود أحد علينا بدعوى التّسامح الدّيني وعدم الاساءة للآخر ونحو ذلك:
1. غنيّ عن البيان أنّ ديننا يدعو للتسامح وعدم سبّ الآخر والاساءة إليه وينبذ العنف بكلّ صوره وأشكاله وألوانه.
2. إنّ ديننا يأمرنا بالإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين على حدّ سواء دون فرق بينهم فلا يقبل إيمان مسلم حتى يؤمن بنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ونبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام كما يؤمن بنبي الله محمّد صلّى الله عليه وسلم.. وهذا ما لا يوجد في بقية الأديان ؛ فكيف يتأتى ويتحقق التقارب والآخر لا يؤمن بنبيّ الإسلام وخاتم الأنبياء والمرسلين أصلاً ...
إنّنا بحكم المسؤولية لا يمكن السّكوت عن مثل هذه التفوهات التّي تمسّ ثوابتنا الشرعية و قول الله تعالى فينا يتلى بالحق: ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ) النساء / 140. وقال ابن كثير في تفسيره: "أي: إنكم إذا جلستم معهم وأقررتموهم على ذلك، فقد ساويتموهم في الذي هم فيه".
ومن هنا ندعو جميع المدراء والأئمة الأحرار بوجوب مقاطعة مثل هذه الفعاليات والنّشاطات، وعدم المشاركة فيها بل ويحرم استضافتها لما فيها من المساس بثوابتنا العقدية، ولما فيها من التأثير على أذهان الطلبة الناشئين الذّين ما زالوا في طور التّطور والنّضوج، فشباننا وفتياتنا أحوج للتعبئة والتوعية في شؤونهم الدّينية يا معشر الائمة.
لسنا ضد أن يعرف شبابنا وفتياتنا ما يقول الآخر ولكن في إطار مناظرة علمية، تقوم على الحجة والاحترام يؤمها علماء ودعاة ومفكّرين مسلمين تحت هذا الشعار القرآني: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ".
هذا وكان احد المشاركين في هذا اللقاء، الشيخ محمود ترك، الذي رد على البيان خلال حديث معه لاذاعة الشمس فقال:
"بيان الشيخ مشهور فواز صائب جدا واوافق على ما جاء فيه، وهناك بعض الشخصيات التي استغلت تسامح المسلمين وجاؤوا لبث عقيدة تخالف عقيدتنا، والبعض طعن بالانبياء، وكرجل دين ادعو للتسامح مع كل الطوائف، وهذا كان شعارنا، لكن يجب عدم بث افكار مسمومة تجاه شريحة الطلاب، لان هذا يسبب لهم تشوشا، وان هدف تنظيم هذا اللقاء هو اعطاء قيمة للتسامح من وجهة نظر جميع الاديان، وليس الخوض في العقائد وا الطعن في الانبياء، كما لم يكن هناك مجال لرد، وهذه الامور كان يجب التحرز عليها".