اكتشف العلماء كوكبا صخريا جديدا يدور حول نجم قزم أحمر على بعد 11 سنة ضوئية، يشبه الأرض في حجمه واعتدال حرارته.
وكان العلماء قد اكتشفوا من قبل الكوكب "بروكسيما بي"، وهو كوكب خارجي بحجم الأرض يدور حول أقرب نجم إلى الأرض وهو "بروكسيما سنتاوري"، ثم اكتشفوا سبعة كواكب جديدة بحجم الأرض تدور حول النجم "ترابيست1" الذي يبعد عنا 39 سنة ضوئية، ثلاثة منها تدور حول ترابيست 1 نفسه، ضمن المنطقة الصالحة للسكن.
والآن اكتشف العلماء الكوكب "روس 128 بي"، ثاني أقرب الكواكب الشبيهة بالأرض إلى نظامنا الشمسي، حيث يدور حول نجم قزم أحمر غير نشط يدعى "روس 128" يبعد عنا 11 سنة ضوئية، ونشر الاكتشاف أمس في دورية أسترونومي آند أستروفيزكس".
وللمقارنة فإن النجم بروكسيما سنتاوري يبعد عنا 4.2 سنوات ضوئية فقط، لكن النجم روس 128 يتحرك باتجاهنا، وسيصبح أقرب نجم إلى الشمس بعد 79 ألف عام، جالبا معه الكوكب روس 128 بي.
واكتشف الكوكب الجديد فريق دولي من علماء الفلك باستخدام تلسكوب "هاربس" التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي (إيسو) الموجود في مرتفعات صحراء تشيلي.
وعلى خلاف معظم الكواكب الخارجية المكتشفة، فإن الكوكب روس 128 بي لم يُكتشف أثناء عبور الكوكب أمام نجمه المضيف من منظورنا، بحيث يتيح للفلكيين رصد انخفاض الضوء الصادر من النجم.
فهاربس هو مرصد لرسم الطيف، مصمم خصيصا لقياس السرعة الشعاعية للنجوم، وفقا لنيكولا أستوديلوا ديفرو، عالم الفلك في مرصد جنيف في سويسرا وعضو الفريق الذي قام بالاكتشاف.
وأوضح ديفرو أنه "من خلال قياس السرعة الشعاعية نكون قادرين على رصد تمايل النجم المتكرر الذي يتسبب به الكوكب (نتيجة تفاعل الجاذبية بينهما)، لهذا لا نحتاج إلى العبور لاكتشاف الكوكب".
وبعبارة أخرى فإن الكوكب أثناء دورانه حول النجم يتسبب في تمايله. وتمكن الفلكيون باستخدام "هاربس" من قياس التمايل، وهذا القياس كشف بعض المعلومات الأساسية عن الكوكب، مثل كتلته ومدى بعده عن النجم المضيف.
وتوصل العلماء إلى أن الكوكب يدور حول النجم روس 128 على مسافة أقرب بنحو عشرين مرة من مسافة دوران الأرض حول الشمس، ويكمل دورة واحدة حول نجمه كل 9.9 أيام، لكن نظرا لأن النجم القزم روس 128 هادئ وبارد نسبيا، وقطره يبلغ نحو 20% فقط من قطر الشمس، وحرارته تزيد قليلا عن نصف حرارة سطح الشمس، فإن درجات الحرارة على الكوكب روس 128 بي قد تُقارن، نتيجة لذلك، بدرجات الحرارة على الأرض، وتتراوح ما بين 60 و20 درجة مئوية.
لكن يحتاج العلماء إلى مزيد من عمليات الرصد اللاحقة لتحديد ما إذا كان الكوكب يدور حول النجم في المنطقة الصالحة للسكن والتي يمكن للماء السائل أن يوجد فيها على السطح.