تقرير: صائب ناطور
لطالما تردد في اروقة وخلف مكاتب لجان التخطيط المختلفة، الكلام عن نية السلطات نقل مطار هرتسليا – خصوصا بعد قرار المحكمة باغلاقه – الى منطقة المثلث، وبالتحديد قرب مدينة قلنسوة وبلدة تنوفوت، حيث مهبط الطائرات الخفيفة القائم، او الى منطقة عيمق حيفر قرب بلدة بت هليفي والى مناطق اخرى، حيث سيتم اختيار واحدة من بينها.
وهناك بعض الاشاعات ان السلطات قد تنازلت عن امكانية اقامته قرب قلنسوة، لضيق المكان وعدم ملاءمته لمهبط طائرات، الا ان ذلك غير اكيد ولا يمكن التأكد من ذلك.
ومع اقتراب موعد اتخاذ لجنة التخطيط الوطنية للقرار واختيار الموقع النهائي، نظم العديد من سكان المنطقة وعلى رأسهم اللجنة الشعبية نشاطات احتجاجية عديدة، منها توعوية للسكان والسياح الذين يزورون المنطقة خاصة مجمع المياه "فيكر"، حيث تتجمع مئات الالاف من طيور البجع المهاجرة في هذه الفترة من السنة وكل سنة.
وقد وزعوا المناشير التي تحوي شرحًا للزوار عن مخاطر اقامة مثل هذا المطار في هذه المنطقة, كما نظموا عدة نشاطات احتجاجية، مثل المظاهرات واغلاق الشوارع او ابطاء سرعة سير المركبات فيها، وتنظيم مسيرات احتجاجية لطلاب المدارس، ووقف التعليم لمدة ساعتين في احدى المدارس الابتدائية الواقعة بمحاذاة المنطقة المزمع اقامة المطار فيها.
يعارض سكان عيمق حيفر ومنطقة المثلث اقامة مثل هذا المطار للمخاطر العديدة المترتبة عليها، وهي على سبيل المثال لا الحصر, الضجة التي ستنتج عن اقلاع وهبوط هذه الطائرات المتوقع ان تصل الى مرة كل دقيقتين، ناهيك عنها عند تحليق هذه الطائرات الخفيفة فوق المناطق المأهولة بالسكان، وتلويث الجو الناتج عن دخان الطائرات, اما اذا تم نقل مطار سدي دوف الجوي للرحلات الداخلية من تل ابيب الى المنطقة، فهذه طامة كبرى لان ضجة الطائرات التي تنقل المسافرين اكبر بكثير، كما سيتم مصادرة المئات من اراضي المواطنين عربا ويهودا من اجل هذا الغرض.
اما المخاطر الاخرى والتي يتحدث عنها المواطنون واعضاء اللجنة الشعبية، فهي تحويل المنطقة من منطقة خضراء تكثر بها بيارات البرتقال والمزارع والسهول ومجمعات المياه، الى منطقة جدباء مفروشة كلها بالاسمنت والزفتة.
اما الخطر الاكبر والذي يقض مضاجع السكان فهو سهولة حدوث حوادث الطيران، اذ ان المنطقة تعج بالطيور خاصة طيور البجع، وحتما ستقوم هذه الطيور بالاصطدام بالطائرات الخفيفة الامر الذي قد يؤدي الى تحطمها وسقوطها، مما يمكن ان ينتج عنه مقتل الطيار والركاب واحتمال سقوطها فوق البيوت او المدارس، او داخل البلدات والمدن والقرى العربية واليهودية في المنطقة.
وقد يرى معارضو هذا المخطط الى انعدام العدل في نقل المطار الى المنطقة، خاصة وان السبب في اختيارها حسب تصريحات العديد من المسؤولين، هو تسهيل الطريق امام هواة الطيران من منطقة تل ابيب، في ممارسة هوايتهم هذه قريبا من مكان سكناهم، ويقولون من يريد ممارسة هواية الطيران، بامكانه زيادة مدة سفره في طريقه الى ممارستها نصف ساعة اضافية تقريبا، والسفر الى منطقة حيفا او الى النقب، حيث بالامكان اقامة المطار هناك.
يذكر ان رئيس مجلس اقليمي عيمق حيفر "راني اردان"، انضم والمجلس الى الناشطين المعارضين لنقل المطار، وقد صرح رئيس بلدية قلنسوة عبد الباسط سلامه في عدة مناسبات عن معارضته وبلدية قلنسوة لهذا المخطط، واستعدادهما للنشاط من اجل منع نقل المطار الى منطقتنا.