قدّم المدير الفنّي في مسرح الميدان، الممثل عامر حليحل، استقالته يوم امس الأحد، إثر تجميد وزارة الثقافة لميزانيات المسرح، وخرق اتفاقها السابق مع إدارة المسرح، كعقاب سياسيّ للمسرح على إنتاجه مسرحية "الزمن الموازي" المستوحاة من قصة الأسير وليد دقة.
وجاء في بيان أصدره حليحل، أنّ "ما حدث في السنة الأخيرة تجاه مسرح الميدان، خطير بكل دلالاته، فمن ناحية تعاملت السلطة معنا وفق ما هو مفروض لسلطة عنصرية فاشية أن تتعامل، كما أغمضت بلدية حيفا عيونها عن الموضوع، واتخذت اللاموقف كما هو حري ببلديّة عنصريّة لا يهمها المواطن العربيّ إلا قبيل الانتخابات".
وأضاف حليحل، أنّه "من ناحية أخرى، اكتشفنا أنه لا يوجد للمسرح قاعدة جماهيرية يستطيع ان يتكل عليها كأداة ضغط او كعصا نجاة. لا ألوم الناس، فالعلاقة دائماً مبنية من قبل طرفين، وللاثنين نصيب من المسؤولية عن نجاعة أو فشل العلاقة، فالميدان على ما يبدو فشل خلال 22 عامًا منذ تأسيسه أن يكون مركزيًا ضروريًا للناس ولمحيطه ولجمهوره".
وتابع حليحل، "القيادة المنتخبة للجماهير الفلسطينية في الداخل الفلسطيني والتي من المفروض أن يكون المسرح واحدًا من مسؤولياتها، لم تحرك ساكنا، سوى اثنين من الأعضاء الذين اتصلوا هاتفيًا فقد مرت الأزمة والإضراب، والحملة لفتح المسرح بأيدينا، ولم نر واحدًا منهم في أي فعالية من فعاليات المسرح، إلا الذي يجلس خلف قضبان السجن اليوم، ولم يقدم أحد منهم حتى ولو استجوابًا بسيطًا في البرلمان، حتى من باب رفع العتب.
وأكّد البيان المنشور، أنّه بعد سنة مضنية للمسرح وهيئاته وموظفيه وفنانيه، قامت بلدية حيفا بالمصادقة على ميزانية المسرح لعام 2017، أي السنة الفائتة، بعد أن كانت البلدية نفسها أحد المسببين في شلّه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وتأتي هذه المصادقة، بعد مجهود كبير قدماه عضوي البلدية عرين عابدي وسهيل".
وعن سبب الاستقالة، قال حليحل، "أستقيل اليوم على اعتاب فترة جديدة في المسرح – الأمر غير المتوقع لدى الكثيرين - لأنني أعتقد أن لكل فترة شخوصها، فللأزمة كنا نحن، وللحل يجب ان يأتي غيرنا. علينا ألا نجر أجواء الأزمة للمرحلة المقبلة حتى يستطيع المسرح أن ينساها ويبدأ من جديد، علينا أن نخلي المسرح من شوائب المرحلة كي يستطيع ان يبني غيرنا الثقة من جديد مع الجمهور. علينا أن ندع آخرين لفتح الأبواب من جديد، كل الأبواب."
هذا وناقشت اذاعة الشمس هذا الموضوع، مع رئيس ادارة مسرح الميدان جوزيف اطرش.