تجددت، اليوم الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية في طهران ومدن أخرى من البلاد لليوم الخامس على التوالي، فيما أكدت السلطات مقتل شرطي على يد متظاهر في مدينة نجف آباد.
وفي أول إعلان رسمي عن سقوط قتلى من قوات الأمن خلال موجة الاحتجاجات، التي تعم إيران، نقلت وكالات أنباء إيرانية أن شرطيا لقي مصرعه فيما أصيب 3 آخرون جراء إطلاق الرصاص من قبل أحد المتظاهرين في مدينة نجف آباد في محافظة أصفهان، موضحة أن المتظاهر استخدم بندقية صيد في هجومه.
كما تحدثت وكالة "مهر" الإيرانية الموالية للحكومة، لاحقا، عن مقتل عنصرين من وحدات "الباسيج" على أيدي محتجين في المدينة ذاتها مساء اليوم. والباسيج قوات تعبئة شبه عسكرية غير دورية تتكون من متطوعين مدنيين وتخضع لإدارة الحرس الثوري الإيراني. وتمثل الباسيج قوات تعبئة فقراء مستضعفين شبه عسكرية تتكون من متطوعين مدنيين ذكورا وإناثا، وتخضع لإدارة الحرس الثوري الإيراني.
من جانبه، أعلن نائب محافظ مدينة همدان، شاهرخي، وسط البلاد مقتل 3 متظاهرين خلال احتجاجات وقعت ليلة أمس الأحد في مدينة تويسكران، مضيفا أن السلطات المحلية قامت باعتقال بعض الأشخاص، الذين "اخترقوا صفوف المتظاهرين وتسببوا بإتلاف الممتلكات العامة وقتل المتظاهرين".
وارتفعت بالتالي الحصيلة الرسمية للضحايا بين المتظاهرين، منذ اندلاع الاضطرابات بحسب ما نقلته وكالة الانباء الفرنسية إلى 20 قتيلا.
في غضون ذلك، استؤنفت الاحتجاجات، اليوم، في العاصمة الإيرانية طهران، ونشر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر محتجين في المدينة وهم يرفعون شعارات معارضة للحكومة وبعضها "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي".
يذكر أن إيران تشهد منذ 5 أيام مظاهرات مناهضة للحكومة شارك فيها آلاف الأشخاص وبدأت من مدينة مشهد، التي تعد مركزا دينيا مهما في البلاد، لتتوسع لاحقا إلى العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى تنديدا بالغلاء والفساد والسياسات الحكومية الداخلية والخارجية وتردي الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس الحالي، حسن روحاني.
هذا وناقشت اذاعة الشمس هذا الموضوع مع د. الداد باردو المختص بالشؤون الايرانية الذي قال:
" الغموض يكتنف ما يجري في ايران، وهناك محاولات ناجحة لعدم تسريب الاسباب لوسائل الاعلام، لكننا نشهد ظاهرة فريدة من نوعها لاول مرة تحدث في ايران، يمكن وصفها بالثورة، بمعنى نوايا المشاركين في المظاهرات، والاحتجاجات، اذ ان الشعب الايراني لم يرد تغيير النظام منذ ثورة 79 والتي كانت قاسية جدا".
واضاف: "هناك جو في ايران من عدم الاسقمرار الاقتصادي، وهذا ادى الى الشعور بالاهانة، وبتنا نشهد طبقات العمال والفقراء في هذه الاحتجاجات وهذا لم يحدث في السابق".