امام شح مياه الامطار المتساقطة والتي تشهدها البلاد، في الآونة الأخيرة، يثار السؤال فيما اذا كان هناك ما يستدعي القلق ازاء هذه الظاهرة، وهل يمكن ان تسبب عجزًا في المياه المستهلكة.
حول هذا الموضوع حاورت اذاعة الشمس صباح اليوم، د.فراس عراف الذي اشار الى ان البلاد تشهد حقًا وضعًا مأساويًا، فمنذ 3 سنوات والبلاد تشهد شحًا في الامطار، كما ان معدلات الرواسب خلال السنوات الثلاث الأخيرة لا تتعدى الـ 70% من المعدل السنوي، كما ان استهلاك المياه اعلى من نسبة الادخار، وحين يكون السحب اعلى من الادخار فالبلاد ستكون في عجز مائي.
ونوه الى انه وحتى سنوات التسعين، كانت هناك حالة توازن بين الادخار والسحب، لكن مع الزيادة السكانية وارتفاع مستوى المعيشة وشح مياه الامطار، فقد ادى هذا الى خلل وعجز مائي. وتصل كمية المياه المتجددة السنوية في البلاد قرابة مليار و700 مليون كوب، بينما الاستهلاك السنوي هو 2 مليارد و200 مليون كوب، اي ان هناك عجز مقداره 500 مليون كوب، لذا يطرح السؤال كيف نغطي هذا العجز؟
ولفت الى ان هناك مورد مياه اجتماعي، يختلف عن مورد المياه الفيزيائي (بمعنى مياه الامطار الجوفية والسطحية)، يمكن ان يغطي هذا العجز، بمعنى استرجاع المياه العادمة، فاسرائيل تسترجع قرابة 350 مليون كوب بشكل سنوي، تستخدم في الزراعة، مع تقليل حصة المياه في الزراعة، وايضا عبر تحلية المياه من خلال المنشآت، وتجرى عملية تحلية سنوية في البلاد تقدر بـ 400 مليون كوب، واذا استمر الشح في المياه، فيضطر السكان الى شرب مياه محلاة قريبًا.
وقال: "ثلثي المياه موجودة في شمالي البلاد، وثلثي الاستهلاك في مركز البلاد، وثلثي الصحراء موجودة في الجنوب، لذا فالمستهلك الاكبر للمياه هو في مركز البلاد".
واضاف ان بحيرة طبريا وضعها مأساوي الآن، لأن بحيرة طبريا تعتبر المصدر السطحي الأساسي للمياه، وهي تزود 30% من المياه للسكان، وكانت تضخ قرابة 350 مليون كوب الى المركز والجنوب، لكن في العامين الأخيرين هناك حالة عجز مائي، لذا اوقف الضخ الى جنوب البلاد، واذا استمر شح الامطار، ستضطر الحكومة الى ضخ المياه الى بحيرة طبريا.