بادرت سلطة المياه القطرية إلى عقد اجتماع تشاوري في مكاتب شركة مياه الجليل في أعقاب التغييرات في تركيبة المياه التي سيتم البدء بضخها في 21 من شهر يناير الحالي.
هذا وشارك في الجلسة كل من: السيد مصطفى أبو ريّا، مدير عام شركة مياه الجليل، المحامية بهاء عثامنة-أبو ريّا، رئيسة مجلس إدارة شركة مياه الجليل، السيد فؤاد خلايلة، مهندس شركة مياه الجليل، المحامية ايمان سليمان-عابد، عضوة مجلس إدارة الشركة، السيد حسن علي، مدير وحدة خدمات وشكاوى الجمهور في شركة مياه الجليل. رئيس وقائم بأعمال رئيس مجلس دير الأسد المحلي السيدان نصر صنع الله وأحمد ذباح، السيد عباس تيتي، رئيس مجلس البعنة المحلي. السيد سليم صليبي، رئيس مجلس مجد الكروم المحلي، المحامية هنادي عاصلة، عضو مجلس إدارة شركة مياه الجليل، بالإضافة إلى زوهر باخر ممثلًا عن شركة مكوروت وتامي شور ممثلة عن سلطة المياه القطرية.
افتتح الجلسة السيد مصطفى أبو ريّا مرحبًا بالحضور ومؤكدًا على أهمية عقد هذه الجلسة في ظل الخطوات التي تنوي سلطة المياه البدء بتنفيذها في 21 من الشهر كانون الثاني بما يتعلق بتركيبة المياه. هذا وأكد أبو ريّا على أن هذا الموضوع حساس جدًا بسبب التجربة السابقة لسلطة المياه، خاصةً بعد إضافة مياه من خط هموفيل إلى جانب المياه المحلاة في الصيف الماضي الأمر الذي أدى إلى ظاهرة المياه الملونة. وأشار أبو ريّا بأن هنالك مركبات في المياه تؤدي إلى تغيير اللون بسبب تفاعلها مع الشبكات الصدئة. وفي ختام كلمته أكد أبو ريّا بأنه التغييرات أصبحت ناجزة وليس لدينا خيارًا اخرًا ولذلك علينا التعاطي مع الموضوع بجدية من أجل تخطي هذه الفترة بأقل ضرر ممكن ولهذا الغرض عقد هذا الاجتماع بين سلطة المياه القطرية، مكوروت، وزارة الصحة، اتحاد المياه ورؤساء السلطات المحلية من أجل التكاتف والعمل لمصلحة المواطنين ومستقبل المياه في المنطقة.
ومن ثم استعرضت تامي شور، ممثلة سلطة المياه القطرية، التغييرات المرتقبة في تركيبة المياه والاسقاطات التي تتبع هذه الخطوات. حيث أشارت شور وأكدت بأنه في المرة السابقة لم تتجهز سلطة المياه بالشكل الكافي من أجل معالجة المشاكل ولم تتوقع حصول مثل هذه الظواهر. كما وأشارت في معرض مداخلتها بأن منسوب المياه في البلاد عمومًا وفي منطقة الشمال على وجه التحديد وصل إلى وضع يرثى له ولا يشهد له مثيل في السابق. فقد وصل مستوى المياه إلى منخفض تاريخي لم يكن في السابق. وأكدت شور بأنه اذا استمر ضخ المياه على النحو الحالي لن يكون هنالك مياه أبدًا في منطقة الجليل عمومًا والجليل الغربي على وجه الخصوص في المستقبل القريب. ونوهت شور بأن كافة مصادر المياه تمر في أزمة كبيرة والتغييرات المقترحة في منطقة الجليل الغربي أتت من أجل الحفاظ على المياه كمورد حيوي مستقبلًا، وأشارت شور بأن سلطة المياه ترى بأنه أهم منطلقاتها هو الحفاظ على تزويد مياه صالحة للشرب للمواطنين ومن ثم معالجة كافة القضايا العالقة.
وتحدثت شور عن التجربة التي مرت بها سلطة المياه في الصيف الأخير بعد أن تم تغيير تركيبة المياه عبر ضخ مياه محلاة ومياه من بحيرة طبريا التي تفاعلت مع شبكات المياه وأنتجت ظاهرة المياه الملونة في مناطق عديدة، منها: كرميئيل، عكا، جديدة-المكر والشاغور. على الرغم من ذلك في بعض البلدات انتهت الظاهرة خلال أيام قليلة وفي أماكن أخرى استغرقت وقتًا أطول. وأكدت شور بأن الفحوصات تؤكد بأن ظاهر المياه الملونة هي نتيجة للصدىء في شبكات المياه بسبب تفاعلها مع مصادر المياه الجديدة التي تم ضخها. الأملاح هي إحد أهم الأسباب التي تنتج المياه الملونة.
وقد استعرض زوهار باخر عن مكوروت وتامي شور عن سلطة المياه الخطوات التي تم اتخاذها من أجل التعاطي مع ظاهرة تغيير تركيبة المياه. فقد أتخذت سلطة المياه مجموعة من الخطوات الهامة في هذا المضمار. سيتم ضخ مياه فقط دون دمجها مع مياه من بحيرة طبريا من أجل منع بروز ظواهر كالمياه الملونة. في المرحلة الاولى سيتم تجربة ضخ مياه محلاة فقط. وأشاروا بأنه تم اجراء تجربة في كيبوتس "كفار مسريك" و "عين همفراتس" بعد أن ظهرت مياه ملونة بهما، وبعد أن تم ضخ مياه محلاة فقط تغير لون المياه وعادت إلى لونها الطبيعي.
وعبر رؤساء السلطات المحلية عن اعتراضهم على هذه الخطوة وحملوا سلطة المياه القطرية المسؤولية الكاملة لكونها المسؤولة عن هذه التغييرات في تركيبة المياه. كما وطالب الرؤساء بتأجيل البدء بالتغييرات لفحص الموضوع بشكل معمق أكثر وتكثيف الاعلام حوله. بدورها أعربت تامي شور ممثلة سلطة المياه عن تفهمها لمطالب السلطات المحلية ولكنها أكدت بأنه لا توجد امكانية للتأجيل تمنت أن تنتهي هذه الفترة بدون مياه ملونة وبدون اسقاطات جانبية.
وفي نهاية المداخلات تم التأكيد على أنه تم اجراء فحوصات كثيرة بغية الامتناع عن عودة ظاهرة المياه الملونة كما حدث قبل عدة أشهر، وقد بينت الفحوصات بأنه من المستبعد أن تعود ظاهرة المياه الملونة ولكنًا تحسبًا لأي طارئ بإمكانه أن يبرز ويطفو على السطح أجري هذا الاجتماع من أجل وضع الرؤساء واتحاد المياه في الصورة وبناء إطار تعاوني في سبيل حل أي مشكلة من شأنها أن تطفو على السطح.