اثر رفض المحكمة العليا يوم امس، الاستئناف الذي تقدم به قتلة الفتى الشهيد محمد ابو خضير، من حي شعفاط في القدس، والذي اختطف وحرق وقتل يوم 2 تموز عام 2014، من قبل ثلاثة مستوطنين، حيث ابقت على حكم المؤبد الذي فرضته امحكمة المركزية بحق الثلاثة، وكانت كالتالي: على المتهم الرئيس يوسف بن حاييم السجن المؤبد و20 سنة إضافية وغرامة مالية بقيمة 150000 شيقل، ومصادرة السيارة التي ارتكبت بها الجريمة، والمتهم الثاني السجن المؤبد بالاضافة الى 3 سنوات، والمتهم الثالث السجن لمدة 21 سنة وغرامة مالية بقيمة 30000 شيقل.
وعبر لقاء مؤثر وصعب تحدثت اذاعة الشمس مع والد الفتى الشهيد السيد حسين ابو خضير، فقال:
"لا نعول على المحاكم الاسرائيلية ان تصدر قرارات عادلة تنصفنا، ولو قتل طفل اسرائيلي بهذه الشاكلة من قبل مواطن عربي، لحكم عشرات المؤبدات ولهدم بيته، واعتقل كافة افراد عائلته، لكن ما اصدر على هؤلاء القتلة المجرمين النازيين الجدد هي احكام مخففة، بعد ان ارتكبوا جريمة القرن، والتي اقدموا من خلالها على تعذيب وحرق الفتى الشهيد وهو حي، والـ"وقاحة" التي تملكوها ليس لها مثيل".
واضاف: "طالبت بمضاعفة الحكم لعشر مؤبدات، وطالبت بهدم منازل القتلة، كما يهدمون منازل الفلسطينيين، لكن المحكمة رفضت، ونحن نشعر بالقلق الدائم من ان يقدم الرئيس الاسرائيلي على منح العفو لهؤلاء القتلة، ثم يفرج عنهم في المستقبل".
وتابع: "من الصعب جدًا ان ترى قاتل وحارق ابنك امامك في المحكمة، اذ كنا نحترق نحن ايضًا في كل جلسة، ونحن لم نفق من الصدمة بعد، ومن الصعب ان تتخيل ابنك وهو يحترق، ومن الصعب ان تتخيل ابنك وهم يخنقوه ويربطوه ويسكبوا البنزبن في فمه".
وتابع: "هؤلاء الذين حرقوا ابني حرقوا عائلة بأكملها، واظبت على حضور جلسات المحاكم جميعها، لاني خفت ان يضيع حق ابني بين اروقة المحاكم الاسرائيلية، فهناك الكثير من الناس ضاعت حقوقهم، والحكومة الاسرائيلية انكرت لمدة 4 ايام ان يكون قد اختطف، ولولا كاميرات المراقبة التي صورت الخاطفين، لسجلت القضية ضد مجهول ولاغلق الملف، وكانت كل جلسة قرابة 8 ساعات لكن كانت كل جلسة بالنسبة لي عبارة عن عشرين عامًا، لشدة صعوبتها حين تسمع في كل مرة تفاصيل حادثة مقتل ابني البشعة وكيف عذب وحرق، ومن الصعب ان تخرج من هذه الصدمة، وتستعيد التفاصيل البشعة لمقتل ابنك من قبل النازيين الجدد، وكيف خنقوه وربطوه ووضعوا البنزين في فمه وحرقوه".