بيّنت معطيات، نشرت خلال هذا الاسبوع توجهات الطلاب والطالبات، عربا ويهودا في مرحلة التعليم العالي، والذين حصلوا على علامة تزيد عن 740 في امتحان البسيخومتري. وتظهر المعطيات أن مهنة الطب تغير وجهها حيث "باتت مهنة نسوية أكثر وعربية أكثر".
وبينت المعطيات، التي قام بتركيزها "مركز طاوب"، وأشرفت عليها الباحثة هداس فوكس، أن 12% من الطلاب العرب الذكور يتجهون لدراسة علوم الحاسوب والرياضيات، مقابل 4% من الطالبات العربيات، و14% من الطلاب اليهود الذكور، و7% من الطالبات اليهوديات.
ويتجه 19% من الطلاب العرب إلى دراسة الهندسة، مقابل 8% من الطالبات العربيات، و 24% من الطلاب اليهود، و12% من الطالبات اليهوديات.
كما يتجه 20% من الطلاب العرب إلى دراسة العلوم، مقابل 38% من الطالبات العربيات، و 21% من الطلاب اليهود، و 22% من الطالبات اليهوديات.
وتبين أن 39% من الطلاب العرب يتجهون لدراسة الطب، مقابل 34% من الطالبات العربيات، و 16% من الطلاب اليهود، و27% من الطالبات اليهوديات.
ويتجه 10% من الطلاب العرب إلى مجالات أخرى، مقابل 16% من الطالبات العربيات، و25% من الطلاب اليهود، و32% من الطالبات اليهوديات.
ويتضح من المعطيات أن نحو 70% من الطلاب اليهود المتفوقين يتجهون إلى الهايتك والهندسة والعلوم، حيث يتجهون بالدرجة الأولى إلى الهندسة (24%) ثم المواضيع العلمية (21%)، والطب في الدرجة الثالثة (16%)، ثم علوم الحاسوب والرياضيات (14%).
وتختلف النتائج لدى الطالبات اليهوديات حيث تصل نسبة المتوجهات إلى الهايتك والهندسة والعلوم إلى نحو 40%، علما أن الطب يحتل المكان الأول (27%) يليه العلوم (22%) ثم الهندسة (12%)، والرياضيات وعلوم الحاسوب (7%).
وفي وسط الطلاب العرب، يتضح أن نحو 50% يتجهون إلى الهايتك والهندسة والعلوم، ولكن الطب يحتل المكان الأول (39%)، يليه العلوم (20%)، والهندسة (19%) وعلوم الحاسوب والرياضيات (12%).
وفي وسط الطالبات العربيات، يتضح أن نسبة التوجه إلى الهايتك والهندسة والعلوم تصل إلى 50% أيضا، ولكن بتوزيع يختلف عن الطلاب العرب، حيث تحتل العلوم الدرجة الأولى (38%) يليه الطب (34%)، الهندسة (8%) و4% علوم الحاسوب والرياضيات.
وعلى صلة، بينت المعطيات أن الطالبات العربيات قد ضاعفن نسبة استحقاق شهادة إنهاء الثانوية (البجروت) خلال الـ15 عاما الأخيرة، وتعتبر نسبتهن اليوم أعلى من نسبة الطلاب العرب واليهود، وهي قريبة جدا من نسبة الطالبات اليهوديات.
ومع تحييد الخلفية الاجتماعية – الاقتصادية الضعيفة نسبيا للطالبات العربيات، فإن بحث فوكس يشير إلى أن نسبة استحقاقهن لشهادة "البجروت" تصبح أعلى بكثير من المتوقع، حتى بالمقارنة مع الطالبات اليهوديات، رغم أنهن يخترن المواضيع العلمية التي تعتبر أصعب.
وبحسب البحث، فإن الطلاب العرب المتفوقين يفضلون الطب على المواضيع الأخرى، وذلك بسبب مكانة المهنة الاجتماعية، وبدون علاقة بالراتب، علاوة على أن مكان العمل مضمون والراتب محدد، ويتم استيعابهم للعمل بسهولة في هذا المجال.
ويشير البحث إلى أن توجه الطلاب العرب إلى دراسة الطب ليس غير مدروس، حيث أن إمكانية تلقي راتب أعلى في مجال الطب أعلى مقارنة بمواضيع الهندسة، فرواتب الأطباء مضمونة ضمن اتفاقيات، في حين أن رواتب الهايتك تتحدد بموجب مفاوضات شخصية.
وتبين أن الطلاب العرب الذين يتجهون إلى الهندسة، يميلون إلى دراسة مواضيع أقل دخلا، مثل الهندسة المدنية (المعمارية)، ويتجنبون دراسة البرمجة وهندسة الحاسوب، بيد أن البحث يشير إلى أنه في السنوات الأخيرة يظهر ميل واضح للطلاب العرب المتفوقين لدراسة هذه المواضيع.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أنه في ظل النقص الشديد في عدد الأطباء، ومعدل الرواتب العالي للأطباء، فإنه لا يوجد أي سبب للقلق على التوجه لتعلم المهنة، ولكنه "من الواضح أن هذه المهنة تغير وجهها، وتتحول إلى نسوية أكثر وعربية أكثر".