ازاء التقرير الذي نشر يوم امس حول إحصائيات إسرائيلية رسمية بينت أن عدد الفلسطينيين أكثر من عدد اليهود في فلسطين التاريخية، خلال مداولات لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، تحدثت اذاعة الشمس حول هذا الموضوع مع د.خليل التفكجي الخبير في شؤون القدس، والبروفيسور راسم خمايسي.
وبحسب الإحصائيات يتضح وجود مساواة ديموغرافية في عدد اليهود والمسلمين بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن. ووفقا للإحصائيات يسكن في الضفة الغربية وقطاع غزة نحو خمسة ملايين فلسطيني (باستثناء الفلسطينيين في القدس)، بالمقابل ووفقا لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2016، يسكن في إسرائيل 6.44 مليون يهودي و1.52 مليون عربي.
وطالب رئيس لجنة الخارجية والأمن، عضو الكنيست أفي ديختر، وزارة الأمن باستلام البيانات والإحصائيات في وثيقة رسمية. وقال ديختر: "لا أتذكر أن الفلسطينيين قدموا مثل هذا العدد. يدور الحديث عن إحصائيات جديدة وأعداد كبيرة ومثيرة للدهشة تماما. إذا كانت دقيقة، فهي مثيرة للدهشة ومقلقة. إذا لم تكن دقيقة، فإننا بالطبع نريد أن نعرف ما هي الأرقام والإحصائيات الدقيقة".
وفيما يتعلق بالسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، قال إن التعداد السكان الفلسطينيين في المنطقة نما من مليون إلى ثلاثة ملايين نسمة، بينما ارتفع عدد السكان اليهود من 100 ألف إلى 400 ألف.
وتعقيبا على ذلك قال ديختر: "لا يمكن لأي مسح ديموغرافي أن يعرض زيادة ثلاثة أضعاف في عدد السكان في غضون 25 عاما. من مليون إلى ثلاثة ملايين لا توجد طريقة للقيام بذلك إلا عند الارتفاع. هذا النمو يمكن أن يكون محل اهتمام موسوعة غينيس للأرقام القياسية".
وردت عضو الكنيست تسيبي ليفني بتغريداتها على الإحصائيات وهاجمت فكرة الضم قائلة: "إذا لم نستيقظ من أوهام الضم، فسوف نفقد الأغلبية اليهودية. الأمر بسيط ".
وفي هذا السياق قال د.خليل التفكجي لاذاعة الشمس: "الصراع الديمغرافي ومسألة التفاوت في عدد اليهود والفلسطينيين في هذه البلاد هو الهاجس الذي يؤرق السياسة الاسرائيلية، حيث بينت تقارير في السابق الى انه وبحلول العام 2040 ستكون هناك اغلبية فلسطينية، كما ان العرب في اسرائيل وبعد ان كانوا 150 الف مواطن، اصبحوا الآن مليون ونصف مواطن"..
واضاف: "الباحثون والجغرافيون اليهود يركزون ويشددون على القضية الديمغرافية، وعلاقتها وتأثيرها وابعادها على مسألة القومية، وعلى ان الدولة يجب ان تكون يهودية بامتياز".
وتابع: "مع تزامن الحديث حول صفقة القرن، والاغلبية الفلسطينية بين البحر والنهر، وقضية الدمغرافيا، فيبدوا ان هناك مسائل يُجرى العمل عليها في قضية التسوية والتبادل السكاني بين المثلث ومستعمرات الضفة".
وحول ذات الموضوع قال البروفيسور راسم خمايسي لاذاعة الشمس: "هذا هو خطاب التخويف "الديمغرافوبيا"، من موضوع الاكثرية الفلسطينية، لذا فهناك ضخ دعم واموال وسكان للمستوطنات في الضفة حيث وصل العدد الىن الى 550 الف مستوطن في الضفة الغربية والقدس، لكن هذه المسألة يجب ان لا تخيف الفلسطيني، بل عليه ان يعمل لينمو ويتطور ويبني دولته ومؤسساته، كما يجب خلق افق للمواطنين".
واضاف: "الخطاب الصهيوني الذي تحاول المؤسسة ان تفرضه علينا مرفوض ونقف ضده، فنحن اصحاب حق ويجب ان نمارس حقنا، ومع هذا فاسرائيل تسيطر على الضفة الغربية وعلى القدس، والفلسطينيون بحاجة الى خطاب قوي وطرح بدائل ممكنة ورؤية واضحة مع ما نملكه من قوة الحق".