الشاعر رمضان عمر
هيَ الأرضُ تشتاقُ
للمجدِ
تعشقُ معنى الصمودْ.
فتشتقُ من صخرِها
مَعْرَجاً للسماءْ.
وتعزفُ لحنَ الخلودِ شُموخاً
معَ الصامدين.
..........
وتمضي ترتبُ صبحََ العصافيرِ فجراً
لتشرقَ شمسُ الصباحِ وروداً
على الأصفياءْ.
فيغدو الردى واحةَ الثائرين.
..................
هي الأرضُ لما استقامتْ
تجلتْ
عليها
مزاميرُ مدِّ العَطاءْ.
فصارتْ مَزاراً لكلِّ تقيْ
ووحياً لكلِ نبيْ
منَ المرسلينْ
..........
هي الأرضُ لا تَعْجبوا جَنةٌ
وشرَّفها زائرُ يعربيُ
بياتاً بوحيِ السماءْ
ومنها ....إليها سرى
ثم يَعْرجُ في بضعِ ليلةْ،
علا ثم يعلو علواً كريماً
يُصافحُ خدَّ الضياءْ
ويعلنُ : أنَّ السراطَ طريقي ،
ومدِّي إلى قبلة الأولينْ.
...........
هي الأرضُ نعرِفُها مِن قرونْ.
وتعرفُ أنا بَنُوها
ولنْ نفتديها بغيرِ الدماءْ
حنانيك يا أرضُ
أرضُ الكرامة ...
مسرى الأمينْ.
...............
حنانيكِ يا ارضُ
كيف احتملتِ المواجعَ قرناً
ودنسك الظلمُ حتى اكتويتِ
من الفاسدينْ
......................
هي الأرضُ تعشق فينا العواتِكَ.
نُسرِجُها مرتينُ؛
لينحَطِمَ الظلمُ
أو ننتصرُ
ونبني صروحَ الفضاءْ
مُروجا على الأرضِ
نَغرسها مرتين:
ولكنَّ بعض القرابينِ
كانت تُزَفُّ بليلٍ خؤونْ
لقاتل شعبي
وغاصبِ أرضي
وكان الزعيمُ (المبجلُ)
يزعم أنا انتصرنا بصلح سقيم
يقول: قضيتُنا أن نعيشَ مع الآخرينْ
بطيف السلام.
ويهدي عدوي مروجَ الجليلْ
وعكا
ويَحرقُ كل الخيامْ.
فتَشهقُ يافا
وتنزفُ حيفا
وتنشقُّ ويحَ انتظاري
وتندبُ حظَّ الفضيلة.
تبيعُ القناديلَ في الليل
تشري الشقائقَ
تنبتُ عطرَ البطولةِ
يكبرُ فيها الردىْ
ولكنَّ صَدرَ الأباةِ الأشاوسِ
جمرْ
فَأَنَّى لجمرِ اللظى أن يلينْ.
...........
هي الأرضُ ترتجُ تحتجُ
تغلي
تموجُ تمورُ
تهيجُ
تفورُ ..
تبددُ عرشَ الطغاةِ
وترسمُ للريحِ خطَ العبورْ
بعزمِ متينْ؛
فكيف تذللها يا دعيُّ
وتزعُم أنك أنتَ الوصيُ
ولستَ بخطِ التنازلِ
إلا
خؤون لعينْ
..............
هي الأرضُ أمٌّ لنا
كيف ترضى لأمكَ يوما بانْ تستهانْ!!
وتصبحَ كالريح تمضي وتمضي
إلى اللامكانْ
ألم تقرأ النصَّ حين ارتقينا
نرتله مثل سحرِ البيان؟!
......
هي الأرضُ أم الثوابتِ فينا
وبيتُ القصيد
وعزفُ انتماءِ العروبةِ
فينا
ودفقُ ال0ريدْ
فان رُمتها فافتديها بروحكَ
كُنها الشهيدْ.
وقدِّم لها مهرها
لا الأماني
وذقْ طعم مجدك في الصادقينْ
..........
هي الأرضُ تمضي
وتمضي على رِسلها توقظُ الأنبياءْ.
فيشتعلُ الموتُ من هولها
ثم تمضي
وتغرقُ ساحاتها بالدماءْ
ويعلو هُتافُ المآذن :عُدنا
فعودي
فديناك يا
روضةَ المخلصينْ.
...........
وكان الجليلُ ينافحُ عن مهبِط الأنبياءْ
ويرسم شكلَّ المثلثْ
يحمي البيارق من زلة الغدرِ
عند المساءْ
ورفرفتْ الروح فوقَ البيارقِ
إنَّ المسيح إلينا سيأتي
لينقذَ رملَ السنا والصفاءْ.
يقطِّعُ رأس الأفاعي يعيدُ لقدسِ العقيدةِ
كل البهاءْ
وأومأ لي صاحبي :
لم يكلُّوا
وضحوا جميعا لأجل اللواءْ
وغاب القمرْ :
وكان الربيعُ احتضارَ الشتاءْ.
مع الراحلينْ
وكان الربيعُ عروجاً نقيا
إلى الخالدينْ
وزرعَ البطولة مهدَ الرجاءْ ...
وكان الربيعُ غصونا لستهْ
وشوقَ الحنينْ
وهلل فجرُ المثلث فينا
وشبت زغاريده
مثقلاتٍ بوخزِ الأنينْ
وطافت بنا أغنياتُ الربيعْ،
أهازيجَ نصرٍ تشقُ السماءْ
مع الفاتحينْ
...........
هي الأرض لحنُ الخلودِ نشيدٌ
ولسعةُ شوقٍ
تسر المقلْ
وأروقةٌ من خفايا اللآلئ
سحرٌ
أجلْ
وتمخرُ في النفسِ تجري وتجري
عبرَ العروق تدغدغنا بالعتابِ الشقيْ
فيبقى الأملْ
وتنذرنا أن وهنَّا
وهُنَّا
وكُنا غثاءً من الغافلينْ
.....................
تكلمني الأرضُ تشتاقُ لحني
فالثم ثغر الردى ،
استمرُ ...
ولن استكينْ
.........
أتوِّجُ لحنَ الخلودِ بعشق
وارسمهم شامةً كي
يمروا
بعزم متينْ
............
هم الخالدون الأباة
اسود
وتيجانُ فخرْ
لأرض ودين
.......
لهيبٌ
وجمرٌ.. وبركان ثأرْ ...
وبيت عرينْ .
...............
هي الأرض أنى استرحتَ استراحتْ
يشوقكَ من عطرها الكبرياء .
فتبقى بعطرِ التألق تحذوكَ .
تحذوك
تربا وماءْ
فلسطينُ أنتِ الحشى والحنايا
لك الروحُ والنفسُ
منا فداءْ
فهل تقبلينّ؟