تخطط مجموعة من 24 عالما دوليا لإنشاء "سفينة نوح" في العصر الحديث، يمكن أن تُحدث "ثورة في فهمنا للتطور".
ويعمل العلماء على جمع وتخزين الشيفرات الوراثية لكل من 1.5 مليون من النباتات والحيوانات والفطريات المعروفة، خلال العقد المقبل. ويمكن استخدام مكتبة الحياة "الناتجة" لمعرفة المزيد عن تطور الأنواع وكيفية تحسين بيئتنا.
ويُوصف مشروع "BioGenome" الذي تبلغ تكلفته 4.7 مليار دولار، بأنه "المشروع الأكثر طموحا في تاريخ البيولوجيا الحديثة"، حيث يقوده علماء من معهد Smithsonian في واشنطن.
ويعتقد العلماء أن فهرسة الحمض النووي لجميع الأنواع على الأرض، يمكن أن تكون مصدرا حيويا للابتكارات في مجال الطب والزراعة. وحاليا، تم ترتيب وجمع أقل من 0.2% من كائنات الأرض.
وقال جون كريس، من معهد Smithsonian: "سنبني مكتبة كاملة للحياة، يمكننا اختبارها والتعمق فيها لأي غرض نحتاجه. ويمكننا استخدامها لتحسين بيئتنا وأنفسنا، وإحداث ثورة في مجال فهمنا لتطور الحياة".
واستغرقت عملية أول فك لرموز الجينوم البشري، والتي اكتملت في عام 2003 كجزء من مشروع الجينوم البشري، 15 عاما بتكلفة قدرها 3 مليارات دولار.
وكان للمشروع تأثير كبير على الطب البشري، ويقدر الخبراء أن له فائدة مالية تبلغ حوالي تريليون دولار للاقتصاد الأمريكي. وبهذا الصدد، يقول العلماء إن مشروع BioGenome يمكن أن يوفر فرصا أكبر. ومن المتوقع أن يتطلب المشروع المكتمل حوالي مليار غيغابايت من سعة التخزين الرقمية.
وكتب العلماء في الورقة البحثية المنشورة في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، إن "زيادة فهمنا للتنوع البيولوجي للأرض والحفاظ على مواردها، من أهم التحديات العلمية والاجتماعية في الألفية الجديدة".
وقال العلماء إن النتائج "تسلط الضوء على مجموعة واسعة من القضايا الرئيسية التي تواجه البشرية، مثل تأثير تغير المناخ على التنوع البيولوجي، والحفاظ على الأنواع والأنظمة البيئية المهددة بالانقراض، وكذلك الحفاظ على خدمات النظام البيئي وتعزيزها".
وهناك ما يقدر بعشرة إلى 15 مليون نوع ما نزال نجهلها، معظمها كائنات حية مفردة وحشرات صغيرة في المحيطات. كما أن معدلات الانقراض حاليا أعلى ألف مرة مما لو لم يكن هناك بشر على وجه الأرض، ما يجعل الحاجة إلى القيام بالمشروع أكثر إلحاحا.
وأوضح العلماء أن هناك أسرارا بيولوجية لا يمكن تصورها في جينات ملايين الكائنات الحية المعروفة وغير المعروفة على كوكبنا.
وقال هاريس لوين، من جامعة كاليفورنيا: "يعتقد العلماء أنه بحلول نهاية القرن الجاري، سيختفي أكثر من نصف الأنواع على وجه الأرض، مع توقع عواقب مجهولة على البشر، ولكنها قد تكون كارثية".
ويعمل العلماء على إقامة شراكات مع مؤسسات مثل متاحف التاريخ الطبيعي والحدائق النباتية والحيوانية والأحياء المائية، من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأنواع المختلفة.
المصدر: ديلي ميل