نقلت صحيفة "معاريف"، مساء امس الأحد، عن مسؤول كبير في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تأكيده أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو طلب من رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق، يورام كوهين، عام 2013، التنصت على المحادثات الهاتفية للأشخاص الذين اطلعوا على عملية أمنية "سرية"، وأشار إلى أن عمليات التنصت التي طالب بها نتنياهو كانت عشوائية ولم تهدد فقط رئيس الأركان السابق، بيني غانتس، ورئيس الموساد، تامير باردو، وإنما العديد من الشخصيات الرئيسية على رأس هرم الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى شخصيات سياسية بعضها شغل منصب وزير في الحكومة آنذاك.
وعبّر المسؤول، الذي اشترك بالجلسة المذكورة في إطار التخطيط لما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"العملية الأمنية العسكرية طويلة المدى شديدة السرية رصد لها ميزانيات ضخمة"، في حديث أجراه مع القناة العاشرة الإسرائيلية، بالقول: "صدمني اقتراح نتنياهو خلال المناقشة عام 2013، في الواقع، روعني اقتراحه، هو أمر غير معقول وغير مقبول وغير صحيح".
وأشار إلى أن السيناريو الذي أورده برنامج "عوفداه" التّلفزيونيّ للصحافيّة الإسرائيليّة إيلانا ديان، لواقعة طلب التنصت، خلال المقابلة التي أجرتها مع باردو، تجاوزت بكثير القصة الحقيقة، وأضاف "لقد فعل كوهين الصواب، وأسقط إمكانية التنصت مباشرة من الخيارات المتاحة".
أيالون: التنصت لهواتف قيادة الجيش والأمن دارج منذ السبعينيات
قال الرئيس السابق لجهاز الأمن العام "الشاباك"، عامي أيالون، أن رؤساء حكومات إسرائيل طلبوا بالسابق التنصت على هواتف واتصالات رؤساء هيئة الأركان وضباط كبار بالجيش الإسرائيلي وذلك خوفا من التسريبات، مؤكدا بأن طلبت التنصت كانت معهودة حتى بالسبعينيات.
وقال المصدر الأمني أن "ما يبعث على الصدمة هنا هو أكبر انكشاف على مر السنين لانعدام الثقة بين رؤساء الأجهزة الأمنية الأكثر أهمية، وعدم الثقة في نتنياهو". ووفقاً للمسؤول "لو تم تنفيذ اقتراح نتنياهو بعمليات التنصت العشوائية لجميع الأشخاص التي انكشفت على معلومات تتعلق بالمشروع الإستراتيجي، لكان من الممكن استهداف كبار الوزراء، والشخصيات السياسية في إسرائيل".
وفي وقت سابق، قال نتنياهو في اجتماع المجلس الوزاري إن "الموساد ليس منظمة إجرامية". يأتي هذا للرد على تصريح رئيس الجهاز، باردو، بأن المنظمة التي يرأسها هي "منظمة إجرامية برخصة"، وادعى نتنياهو خلال الجلسة: "أريد أن أوضح أن الموساد ليس منظمة إجرامية، إنها منظمة مجيدة تقوم بعمل مقدس في الكفاح ضد الإرهاب وضد التهديدات الأخرى لدولة إسرائيل، ونحن جميعا نحييها".
وورد الخميس الماضي، في تقرير برنامج الصحافية ديان على القناة الإسرائيلية الثانية، أن نتنياهو طلب من كوهين، استغلال قدرة الشاباك، لترسيخ "الإشراف الشامل" الذي يتضمّن التنصّت وتتبّع اتصالات عدد من الشخصيات، منها رئيس الأركان، ورئيس الموساد. ليجيبه كوهين بالرفض.
وأشارت ديان إلى أنّ كوهين، غضب من طلب نتنياهو، لا سيّما وأنَ الأشخاص الذين طُلب منه التنصّت عليهم، كانوا زملاء قريبين له، إذ كانت المهام المنوطة بهم، تفرض عليهم العمل معا بشكل دائم.
ورأى كوهين، بحسب تقرير "عوفداه"، أنه "من المهم الحفاظ على أمن المعلومات، ولا يجوز للشاباك استخدام هذه التدابير القاسية ضد الأشخاص الذين يقفون على رأس الجيش والموساد".
وجاء في تعقيب رئيس جهاز الموساد الأسبق، تامير باردو، على هذا الموضوع، خلال البرنامج ذاته، أنه "لا أريد أن أصدق، أنه وفي دولة ديمقراطية مثل إسرائيل، يطلب رئيسُ حكومتها، التنصت على رئيس الأركان، أو عليّ"، مُضيفا: "التنصّت هو أعظم عدم ثقة ممكن أن تكون، وأنا لم أكن لِأطلب في حياتي من أي أحد التنصّت على أحد من موظّفي الموساد، أنا أعتقد أن هذا الأمر خارج قواعد اللعبة(...) هذا أكثر شيء سيئ قد يكون، ولو كنتُ أعرف هذا، فإن الصواب الذي كان عليّ فعله حينها هو أن أقول إن هذه اللعبة ليست لعبتي".
وناقشت اذاعة الشمس هذا الموضوع مع المحلل العسكري والامني "يوسي ملمان".