بعثت "الحركة من اجل اتحاد فيدرالي" بخطاب الى السلطة الفلسطينية، تتضمن رؤيتها لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني داعية المسؤولين الفلسطينيين، الى عقد لقاء مع أعضاء الحركة من اجل الفيدرالية، لتستمع الى تفاصيل الفكرة التي يعرضونها كحل للنزاع المتواصل منذ عقود.
وجاء في الخطاب انه "من الضروري ان تشرع إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالنقاش الداخلي والمفاوضات السياسية الجادة والمباشرة حول خطة تشكيل فيدرالية في أراضي دولة إسرائيل والضفة الغربية".
وقد ارسلت "الحركة من اجل الفيدرالية" خطابها الى كل من وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.
وقال عامونئيل شاحاف، أحد مؤسسي "الحركة من اجل الفيدرالية" لوسائل اعلام: "إن حل الدولتين قد أصبح غير واقعي، فدولة فلسطينية صغيرة وفقيرة ستجد صعوبة في استيعاب المستوطنين كمواطنين لديها علاوة على ان غالبيتهم لن يقبلوا بذلك وعلى الجانب الآخر فإن إسرائيل ستواجه صعوبة كبيرة جدا في اجلائهم عن المستوطنات. الى هذا فهناك اكثر من 100 ألف فلسطيني يعملون داخل إسرائيل وفي المستوطنات، وسيكون من الصعب الفصل بين الاقتصادين وفي حال حدث ذلك فسيكون كارثة اقتصادية للفلسطينيين الذين يعانون المصاعب حتى قبل ذلك.
وتابع شاحاف: "حماس تسيطر على قطاع غزة، وهي تعرقل رؤية الدولة الفلسطينية. مسؤولون رفيعوا المستوى في السلطة الفلسطينية صرحوا في عدة مناسبات بأنهم يفكرون بتفكيك السلطة الفلسطينية. نحن ندعو الحكومتين الى البدء في أقرب فرصة ممكنة بمناقشة فكرة وخطة تشكيل الفيدرالية ومن خلالها يتم تنفيذ القانون الإسرائيلي على الضفة الغربية، وتمنح لسكان الضفة الغربية جنسية إسرائيلية ومساواة كاملة في الحقوق بينما يتم في إسرائيل صياغة دستور ونظام فيدرالي.وتتلخص الفكرة وفقما قال شاحاف بأن تقسم البلاد الى 30 كانتونا يتمتع كل منها بحكومة محلية على ان تخضع جميعها لحكومة فيدرالية. وستعنى حكومات الكانتون بكل شؤون الإدارة باستثناء شؤون الخارجية والامن والاقتصاد فتبقى بيد الحكومة الفيدرالية في القدس. وبهذه الطريقة يتم تجنب اجلاء مستوطنات من ساكنيها وتتحقق المساواة لجميع السكان.وتشمل فكرة الفيدرالية حسبما يرى أصحابها، إصلاحا اقتصاديا اجتماعيا لمخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وإبقاء قطاع غزة ككيان مستقل عمليا.
من هي "الحركة من اجل اتحاد فيدرالي"؟
انها حركة سياسية تقترح طريقا سياسيا جديدا وتحظى بتأييد عدد من نواب الكنيست وشخصيات بارزة ومعروفة في إسرائيل من عدة مجالات وهم من اليمين واليسار السياسي في إسرائيل.
وفي مقدمة أعضاء يأتي المؤسسان: عامونئيل شاحاف – أحد كبار المسؤولين في الموساد سابقا، وآريه هاس – مسؤول رفيع سابق في الهستدروت الصهيونية. الى ذلك هناك لائحة طويلة من الأعضاء في الحركة تضم أسماء بارزة من بينهم النائب يهودا غليك (الليكود) والكاتب ا. ب. يهوشوع، يونتان شفارتس – مستشار سابق للزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا، حاييم اسا – مستشار سابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية إسحاق رابين، الدكتور اسعد غانم – من جامعة حيفا، وغيرهم العديد من الشخصيات الأخرى.
وهذا النص الكامل للخطاب الذي ارسلته الحركة الى السلطة الفلسطينية:
1. نحن الموقعون أدناه - أعضاء الكنيست، ورجال النظام، والجيش، والأكاديميا، وصحافيون كبار، وناشطون اجتماعيون، وقادة الرأي العام، اسرائيليون- يهود وفلسطينيون مواطني دولة اسرائيل- من شتى ألوان الخارطة السياسية في اسرائيل - ندعو حكومة اسرائيل والسلطة الفلسطينية للبدء بنقاش داخلي ومفاوضات موضوعية، صريحة ورسمية بصدد مشروع إقامة اتحاد فيدرالي في أرض إسرائيل/ فلسطين على جانبي الخط الأخضر. وذلك من أجل حصول الفلسطينيين، سكان الضفة الغربية - أخيرًا - على حقوق المواطن، وحرية التنقل والشراكة التامة في دولة ذات سيادة، ومن أجل إنهاء، أو الاقتراب من نهاية الصراع الدموي الطويل بين الشعبين: اليهودي والفلسطيني، وضمان وجود وسلامة الاسرائيليين والفلسطينيين، والسماح لكل سكان هذه البلاد أن يعيشوا في دولة ديمقراطية متطورة يتمتع كل مواطنوها بمساواة في الحقوق والفرص.
2. حل الدولتين أصبح غير قابل للتنفيذ: لقد أفشلته حكومة اسرائيل، حين نقلت مئات آلاف المستوطنين إلى الضفة. سوف يكون من الصعب على دولة فلسطينية صغيرة وفقيرة في أراضي الضفة أن تستوعب كل هؤلاء الناس كمواطنين فيها، واغلبهم لن يوافقوا على ذلك، أما اسرائيل فسوف تستصعب للغاية القيام بإخلائهم. برز في مناطق الضفة واقع يقوم فيه الاسرائيليين بإدارة حياتهم وكأنهم موجودون في اسرائيل، وأيضًا، فالفلسطينيون متعلقون بإسرائيل لمعيشتهم. يعمل أكثر من 100 ألف فلسطيني في اسرائيل وفي المستوطنات الاسرائيلية؛ ويباع قسم كبير من الصادرات الفلسطينية في اسرائيل؛ أما الفصل بين الاقتصادين فسيكون مصيبة اقتصادية للفلسطينيين، الذين هم بوضع صعب للغاية. بالإضافة الى ذلك، فهناك حوالي مليون ونصف مليون فلسطيني يسكنون في اسرائيل وهم ذوي مواطنة اسرائيلية، وهم موجودون، في ذات الوقت، بعلاقات عائلية واقتصادية مع الفلسطينيين في الضفة. قطاع غزة موجود تحت سلطة حماس، الذي يُـفشل رؤيا الدولة الفلسطينية، التي من المفروض أن تشتمل على غزة. بل أن بعض قادة السلطة الفلسطينية أعلنوا أنهم يفكرون في تفكيكها.
3. ومع ذلك، فإن هناك ظلم كبير في الوضع القائم، الذي يعيش فيه مليونين من الفلسطينيين في الضفة بدون حقوق مواطن أساسية ويحرمون حرية التنقل وتحت سلطة دولة لا ينتخبون حكومتها، وفي ظل الاعتقالات الإدارية، والحواجز، ومصادرة الأملاك، وهدم البيوت وباقي مظالم الحكم العسكري.
4. ندعو الحكومتين إلى الإسراع بالبدء في مداولات على مشروع الاتحاد الفيدرالي - والذي سوف يتم، وفقا له، فرض القانون الاسرائيلي في الضفة الغربية، ومنح المواطنة الاسرائيلية الكاملة والمساواة الكاملة في الحقوق لكل الفلسطينيين في الضفة المعنيين بذلك، وتتم صياغة دستور وحكم فيدرالي في اسرائيل.
5. سوف يتم تقسيم الدولة إلى 30 كانتونا - حكومات مناطقية - تعمل تحت الحكومة المركزية. يعكس الحكم المناطقي في الكانتونات المجموعة السكانية المحلية التي سوف تنتخبه ويهتم بكل وظائف السلطة، عدا المواضيع الخارجية والأمن واقتصاد الماكرو، والتي سوف تتم إدارتها بواسطة الحكم الفيدرالي في القدس. وهكذا يتم الاستغناء عن الحاجة لإخلاء المستوطنات ويتم فرض المساواة على كل المواطنين.
6. باستطاعة قيادة السلطة الفلسطينية، والتي يطلق عليها اليوم "مقاول التنفيذ لإسرائيل"، الاندماج في القيادة الفيدرالية والمناطقية في دولة اسرائيل. ويمكن للجهاز الحكومي للسلطة الفلسطينية أن يكون الأساس لبناء كانتونات في الضفة.• يشتمل برنامج الاتحاد الفيدرالي أيضًا على تأهيل اقتصادي- اجتماعي لمخيمات اللاجئين ولبلدات البدو في النقب؛ وإصلاحا اقتصاديًا، بالأساس في مجال الإسكان والتخطيط، والذي سوف يعيد تقسيم أراضي البلاد ويضمن عدلًا تقسيميًا، ومساواة في الفرص وازدهارًا لمواطني الدولة الفيدرالية من الشعبين؛ واصلاحًا في مبنى الحكم الإسرائيلي الفيدرالي، سيضمن مساواة الفرص ويدفع لدمج الفلسطينيين في كل مستويات الحكم؛ ودمج تدريجي للمواطنين الفلسطينيين في جيش الدفاع الاسرائيلي و/أو في قوات الأمن التابعة للكانتونات و/أو في الخدمة الوطنية؛ وتأسيس مشاريع للتطوير المشترك مع الدول المجاورة؛ والحفاظ على العلاقات الخاصة بين المجموعة السكانية اليهودية في اسرائيل ويهود الشتات، والعناية بالعلاقات المشابهة بين المجموعة السكانية الفلسطينية والعالم العربي؛ وإبقاء قطاع غزة ككيان مستقلٍ فعليًا مع تأجيل اتخاذ قرار بشأنه إلى المستقبل.نحن، الموقعون أدناه، ندعوك للاجتماع بنا حيث نعرض أمامك وأمام متخذي القرار والمُـشرعين في السلطة الفلسطينية مشروع الاتحاد الفيدرالي. إننا ندعوك إلى تبني المشروع من أجل قيادة الشعب الفلسطيني إلى مكان أفضل، من الحرية، والسلام والازدهار.