"لا تغل الماء مرتين لأن هذا يؤدي لانخفاض الأكسجين والنيتروجين والأملاح والمعادن ما يؤثر سلبا في وظيفة الكلى.." هذا من منشور يطوف الواتساب، فهل هو صحيح؟
في البداية قررنا أن نبحث عن أصل هذا المنشور، فوجدنا أنه بالإنجليزية، ولكن أصل الاعتقاد هو أن إعادة غلي الماء يؤدي لزيادة تركيز الأملاح لا خفضها كما يقول المنشور العربي، وأن إعادة الغلي قد يؤدي حتى إلى زيادة فرص السرطان.
أما التبرير الذي يقدمه الأصل الإنجليزي فهو أن غلي الماء لفترة طويلة أو إعادة غليه يؤدي إلى تحويل مركبات كيميائية فيه إلى صيغة ضارة وتركزها.
ولكن الحقيقة هي أن هذا الاعتقاد لا صحة له، والصواب أنه طالما أن الماء آمن وصحي ونظيف لا يحتوي على سموم من البداية، فسيبقى آمنا حتى بعد غليه أكثر من مرة.
فبالنسبة للأملاح التي في الماء فإن الغليان لا يغير أو يضيف إلى محتوى الماء شيئا، إنما يركزه نتيجة تبخر جزء من الماء، وطالما أن الماء بالأصل ليس فيه سموم فسيبقى كذلك بعد غليه.
وفي الحقيقة إن غلي الماء يقتل الميكروبات التي فيه، كما أن غلي الماء يؤدي إلى ترسب الأملاح التي فيه وبالتالي تقليلها.
أما فيما يخص الأكسجين والغازات في الماء، فإن الغلي يؤدي إلى تقليل الكمية المذابة منها في الماء، وعندما يبرد الماء فإن مستويات الأكسجين المذاب بها سوف تبدأ مرة أخرى في الارتفاع إلى المستويات الطبيعية وفقا للضغط الجوي ودرجة حرارة محيط الماء، بما في ذلك مستويات ثاني أكسيد الكربون أيضا.
وبالنسبة لوظيفة الكلى فإن ماء الصنبور آمن للشرب ولا يؤثر فيها، والعوامل والأسباب التي تزيد خطر مرض الكلى أو تؤدي إليه متنوعة، منها الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري، وأيضا الوراثة. اشرب أكبر كمية ممكنة من الماء يوميا لصحة الكلى، وراجع طبيبك باستمرار.
أخيرا يجب ألا نغلي الماء مرتين، ولكن السبب الحقيقي هو اقتصادي، إذ إن غلي الماء مرتين يعني أن الشخص يسخن الماء مثلا لإعداد الشاي أو القهوة، ثم ينساه، ثم يعيد تسخين الماء مرة أخرى، وهذا يعني هدرا للطاقة ويخلف كلفة مادية على المجتمع والشخص نفسه، ولذلك لا ينصح بتسخين الماء مرتين، وعليك أن تبقى قرب أبريق الماء عند غليه.
المصدر: مواقع التواصل الاجتماعي, مواقع إلكترونية