هآرتس:
ان منع تعيين عالمة الدماغ البروفيسورة ياعيل افيتاي عضو في اللجنة الاستشارية للصندوق العلمي الاسرائيلي- الالماني، بسبب عريضة وقعت عليها قبل نحو 15 سنة، هو بين الحالات الخطيرة للتدخل السياسي في الشؤون الاكاديمية. ففي قرار المنع، اثبت وزير العلوم اوفير اكونيس بانه ليس مناسبا لمنصبه. وجاءت استقالة اثنتين من العالمات الالمانيات من اللجنة الاستشارية لتشكل خط حدود مناسب وتعزز الانتاج بانه اكونيس يلحق ضررا في العلوم الاسرائيلية.
يوزع صندوق العلوم المشترك لالمانيا ولاسرائيل كل سنة منح بحثية للباحثين في اسرائيل وفي المانيا بمبلغ عشرات ملايين الشواكل. ويتمتع الصندوق حتى الان باعتبار كبير في الدولتين. ولكن كل هذا لم يهم اكونيس. ففي اطار المنافسة على اصوات اليمين المتطرف، لم يتردد في شطب البروفيسورة أميتاي، رئيسة مدرسة علوم الدماغ في جامعة بن غوريون، لاعتبارات سياسية حصرية: وقعت على عريضة تعرب عن تأييد للجنود الذين يرفضون الخدمة في المناطق. كما رد وزير العلوم توصية المستشار القانوني للحكومة بالتراجع عن قراره.
ان البروفيسورة اوتا بربرت والبروفيسور بريجيت رودر هما اثنتان من الممثلات الالمانيات الثلاثة في "مجلس الامناء"، الذي على اساس توصياته يمنح الصندوق دعمه للباحثين. وفي كتاب الاستقالة دعت البروفيسورتان الى تحديد انظمة واضحة لاختيار الاعضاء للجنة الاستشارية وشرحتا بان شطب اميتاي يمس بمكانة الصندوق. وعلى حد قول البروفيسورة بربرت فان هذه تعد "صفعة فظة في وجه العلم الحر والمستقل – احد الذخائر الاكبر في الدول الديمقراطية. هذا الدخر يوجد في خطر كبير، حين لا يعين السياسيون الا المقربين منهم سياسيا الى اللجان العلمية".
ان استقالة العالمتان الالمانيتان هي الرد الصحيح على التلوث الذي أدخله الوزير الى الجسم العلمي وهي تشكل مظاهرة تضامن كاملة مع 450 اكاديمي اسرائيلي اعلنوا بانهم لن يتعاونوا مع صندوق العلوم الى أن يلغى شطب اميتاي. ان المباديء الاساس التي تستوجب الفصل بين الاكاديمية والسياسة قد نسيت منذ زمن بعيد، بل وتحظى في الحكومة التي يقودها بنيامين نتنياهو بالاستخفاف.
في شبكة اعلامية داخلية ذكرت اول أمس البروفيسورة اميتاي بان "مباديء الاستقامة والنزاهة الاساسية، وتحقيق الاهداف الوطنية التي يكلف بها الوزير" تسبق الاعتبارات السياسية. وعلى هذه المباديء ان توجه ايضا خطى الممثلين الاسرائيليين الاخرين في اللجنة الاستشارية، البروفيسورين نوعام اليعاز ويهودا سكورنيك. خير يفعلان اذا ما انضما الى زملائهما من المانيا واستقالا هما ايضا من صندوق العلوم. محظور السماح باعطاء شرعية للسلوك المكارثي للوزير اكونيس.
ترجمة: فلسطين اليوم