كشفت صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر صباح يوم الجمعة، عن طبيعة التهديد الذي نقله الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، إلى مصر، الأمر الذي دفعها إلى وضع المصالحة كأولوية لديها، وإرجاء خيار التهدئة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية مطلعة قولها إن الرئيس "عباس هدد بقطع أي علاقة مع إسرائيل في حال أبرمت اتفاق التهدئة المحتمل مع حركة حماس، قائلاً: "مبروك عليكم حماس".
وأضافت المصادر أن هذا الموقف لدى الرئيس عباس، وضع المصالحة كأولوية أولى لدى مصر، وأرجأ خيار التهدئة أولاً.
وحسب المصادر، فإن ذلك، دفع حماس إلى البحث عن بدائل، بينها أن تنجز اتفاق التهدئة مع إسرائيل، على أن يوقعه وفد منظمة التحرير برئاسة عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، الذي وقع اتفاق التهدئة عام 2014، والذي تستند إليه حماس في مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل.
وأشارت المصادر إلى أن حماس اتجهت للتهدئة بدلاً من المصالحة أولاً، بسبب "شروط الرئيس عباس وفتح «غير المقبولة» المتمثلة في "تسليم قطاع غزة من الباب إلى المحراب وتحت الأرض وفوقها"، وفق الصحيفة.
ولفتت إلى أن حماس اتجهت للتهدئة أولاً بعدما وجدت نفسها أمام أربعة خيارات، أحلاها مر: أولها تسليم سلاح المقاومة، وثانيها انهيار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية في القطاع، وثالثها اندلاع ثورة شعبية ضد الحركة في القطاع، ما قد يتسبب في سقوط آلاف الضحايا، ورابعها الذهاب إلى الخيار صفر، واشعال حرب مع إسرائيل.
وأكدت المصادر أن الحركة رفضت بشدة الخيارات الأربعة، ووجدت أن "أقلها شراً" هو الذهاب إلى التهدئة أولاً في ضوء "تعنت فتح".
وأشارت إلى أن حماس ترفض "شروط فتح والرئيس عباس التعجيزية"، والتي ترفضها أيضاً فصائل بارزة في منظمة التحرير، وحركة الجهاد الإسلامي، بحسب الصحيفة.
وشددت على أن هذه الفصائل "ترفض تسليم سلاح المقاومة أو نزعه أو تفكيكه أو تسليمه إلى الرئيس عباس والسلطة التي لا تستطيع، نظراً إلى غياب المقاومة، أن تحمي سكان الضفة الغربية من الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية".
وأوضحت المصادر أن مصر وفي ضوء تشدد الرئيس عباس، قررت "إرجاء خيار التهدئة أولاً، واستبداله بخيار المصالحة أولاً"، وستوجه الدعوة إلى وفد من "فتح" لزيارة القاهرة الأسبوع المقبل.
وذكرت المصادر أن الرئيس عباس التقى أعضاء وفد "فتح" برئاسة الأحمد في مدينة رام الله أمس، وأصدر توجيهاته حول الخطوط الرئيسة والمحاذير، وأهمها رفض الممر المائي الآمن لقطاع غزة، والتشديد على تمكين الحكومة الفلسطينية من عملها في قطاع غزة كما في الضفة الغربية.
ووفق الصحيفة، فإن مصر وعدداً من الفصائل الفلسطينية تعارض إنشاء ممر مائي آمن، وتصر على انشاء ميناء بحري وإعادة تأهيل المطار في القطاع.