موقف مشرف سطّره والد المغدور يوناتان نويصري من بلدة الرينة، والذي فقد ابنه الأسبوع الماضي، بعد ان تعرض للطعن خلال شجار عنيف في البلدة.
وكانت لجنة الصلح قد توجهت يوم امس، الى منزل الوالد الثاكل ميشيل نويصري، استكمالا لمراسيم الصلح بين العائلتين، وحول تفاصيل هذا اللقاء تحدثت اذاعة الشمس، مع عضو لجنة الصلح الشيخ سمير عاصي، والذي قال:
"منذ اللحظة الاولى لحادثة القتل، باشرنا باجراءات الصلح، وتوجهنا يوم امس لمقابلة والد الشاب المغدور، لكن ما سمعناه من الوالد الثاكل ميشيل نويصري، لم نشهده في حياتنا، ولم نره باعيننا ولم نقرأه في الكتب، فقد بدر من هذا الانسان موقف انساني مشرف ومؤثر، يدل على حجم الايمان بالله والاستسلام لقضائه، وهذا الموقف اقشعر منه بدني، وهو موقف تنحني له الجباه اجلالا وتقديرا، وتؤكد ان مجتمعنا مهما يعصف به من مظاهر الشر والعنف، تأبى مظاهر الخير ونقاط الضوء والأمل الا ان تتجلى في مجتمعنا العربي".
واضاف ان الوالد تحدث بمنتهى الهدوء والثقة، والايمان كان يتلألأ على محياه: "خلال اللقاء مع عائلة قاتل ابنه، قال لهم: لا اريد منكم شيئا، واذا احتجتم اي شيء فأنا موجود، عبدت ربي اعوامًا وانا اصلي واحاول ان اتصف بصفات الله، وما حصل سيزيدني استسلاما بقضاء الله، وكمؤمن لن يزيدني الا ارتماءً على عتبة الرب، ولن اسمح لهذه المصيبة ان تضعضع ايماني بالله، وانا اشفق على اهل القاتل"، مضيفًا الشيخ سمير عاصي: "قبلت رأس الوالد تقديرا لموقفه، وشعرت انني اتكلم امام كتلة من الايمان الكبير الراسخ، متمثلة في هذا الرجل الفاضل الذي علمنا كيف نستقبل قضاء الله ونعمل بقول الله، والصبر على كتم الغيظ، وعدم الانجرار خلف وساوس الشيطان".
وتابع: "موقف الوالد يجب ان يكون قدوة للجميع، في كيفية عدم مقابلة الاساءة بالاساءة، والنهي عن الخصام، لكي تمتلأ الارض بالخير والعدل، وهذا الرجل سينحني له التاريخ اجلالا لموقفه المؤثر".
هذا واكد على ان اللجنة ستتابع اجراءات الصلح حتى النهاية، وستجمع العائلتين حين اتمام مراسيم الصلح.