أصدر وزير الشؤون الإسلامية في السعودية، عبد اللطيف آل الشيخ، قراراً بمنع الداعية المعروف، الشيخ محمد العريفي، من الخطابة بمسجد البواردي في مدينة الرياض بشكل نهائي.
وقال مصدر اشترط عدم ذكر اسمه لموقع "إرم نيوز" الإماراتي، مساء أمس الأربعاء: "إن قرار إيقاف العريفي عن الخطابة في المسجد الواقع في حي العزيزية تأكّد من قبل وزارة الشؤون الإسلامية، وإن خطيباً جديداً سيلقي الخطبة مكانه يوم الجمعة المقبل".
وغاب العريفي عن خطبة الأسبوع الماضي في الجامع الذي يخطب فيه منذ أكثر من 10 سنوات، قبل أن يتّضح أنه موقوف عن الخطابة نهائياً في الجامع.
وجاء تأكيد منع العريفي من الخطابة بالتزامن مع تكهّنات واسعة وأنباء غير رسمية، انتشرت في الأيام الماضية، عن منعه من الخطابة في كل مساجد السعودية، وإيقاف نشاطاته الدعوية في البلاد.
ولم تعلن وزارة الشؤون الإسلامية قرارها بشكل علني، لكن الوزير عبد اللطيف آل الشيخ يقود توجّهاً جديداً للوزارة يهدف لـ"محاربة التطرّف"؛ من خلال إجراء مراجعة لكل منسوبي الوزارة والنشاطات والمهام التي تقوم بها، والجهات التابعة لها والأشخاص الذين تتعاون معهم"، بحسب الموقع الإماراتي.
كما سبق منعَ العريفي تصريحٌ لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي قال فيه: إنه "ستتم محاسبة الخطباء والوعاظ مثيري الفتن على المنابر؛ لأنه لم يعد هناك مجال للتسامح".
وشدّد آل الشيخ، خلال مقابلة له مع قناة "إم بي سي"، الأسبوع الماضي، على أنه سيتم اتخاذ إجراءات صارمة في حق الخطباء الذين يستغلّون الإعلام حبّاً للدعاية الشخصية.
ورأى آل الشيخ أن استخدام التقنية في خطب الجمعة ونشرها حالات شبه نادرة، وهذا مخالف لتوجيهات الوزارة، بحيث يهدف من يستخدمها إلى الشهرة والانتشار، مهدّداً من يستخدمها بأنه "سيُطوى قيده".
وشدّد على "دعم الوزارة المناشط الدعوية كافة والفكر المعتدل، وتسهيلها ما دامت متوافقة مع عقيدتنا".
ولم يرد أي تعليق رسمي على قرار الإيقاف من قبل العريفي، وهو داعية أكاديمي معروف على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ويتابعه على "تويتر" أكثر من 21 مليون شخص من مختلف دول العالم.
يُشار إلى أن السلطات السعودية احتجزت الداعية العريفي في العامين 2013 و2014 لفترات محدودة، دون أن تعلن ذلك رسمياً، لكن تقارير إعلامية ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي ربطوا الاعتقال آنذاك بمواقف وآراء علنيّة للشيخ العريفي في قضايا سياسية.
ويأتي إيقاف العريفي عن الخطابة بالتزامن مع بدء محاكمة دعاة سعوديين بارزين، بينهم سلمان العودة وعوض القرني، والمطالبة بإعدامهم بعد عام على توقيفهم في اتهامات بالقضية المعروفة باسم "الخلية الاستخبارية"، التي يُتّهم أفرادها بممارسة أعمال تهدّد أمن المملكة.
ومنذ صعود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى سدّة الحكم، تشنّ السلطات حملات اعتقال طالت دعاة بارزين في المملكة، منهم سلمان العودة، وسفر الحوالي، وعوض القرني، وعلي العمري.