يخشى مسؤولون في ولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية من حدوث فيضانات جارفة، مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة بعد مرور العاصفة فلورانس التي ضربت الولاية الجمعة الماضي. وارتفع عدد القتلى جراء الإعصار إلى 31 شخصا على الأقل، فيما حذر مدير الوكالة الفدرالية أجهزة الطوارئ من استمرار سوء الأحوال الجوية لعدد أيام، متوقعا "أضرارا أكبر"، وموضحا أن السدود قد تكون مهددة بسبب تصاعد منسوب المياه.
تسببت العاصفة فلورانس التي ضربت الساحل الشرقي للولايات المتحدة في هطول المزيد من الأمطار الغزيرة على ولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية يوم الأحد، وعزل مدينة ويلمنغتون وتدمير عشرات الآلاف من المنازل وزيادة مخاطر حدوث فيضانات جارفة مع وصول منسوب المياه في الأنهار إلى مستوى الفيضان، فيما ارتفع عدد القتلى جراء العاصفة إلى 31 قتيلا على الأقل.
وضعفت العاصفة فلورانس، التي ضربت الولاية في صورة إعصار يوم الجمعة، لتتحول إلى منخفض مداري صباح يوم الأحد وأسقطت أمطارا يصل منسوبها إلى 40 بوصة (مئة سنتيمتر) في أجزاء من كارولاينا الشمالية منذ يوم الخميس. وقالت الهيئة الوطنية للطقس إن العاصفة لا تزال تتسبب في هطول أمطار غزيرة على معظم أنحاء كارولاينا الشمالية وشرق كارولاينا الجنوبية.
وقال روي كوبر حاكم كارولاينا الشمالية في مؤتمر صحفي "لم تكن العاصفة قط بالخطورة التي هي عليها الآن". وأضاف أن منسوب العديد من الأنهار "ما زال يرتفع ومن غير المتوقع أن يصل إلى أقصى حد له قبل اليوم أو غدا".
وأشار إلى أنه جرى إنقاذ أكثر من 900 شخص من مياه الفيضانات في حين لا يزال 15 ألفا في ملاجئ بالولاية. وقال المركز الوطني للأعاصير إن سرعة الرياح داخل العاصفة فلورنس تراجعت بحلول بعد ظهر يوم الأحد إلى نحو 45 كيلومترا في الساعة ومن المتوقع أن تضعف خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة قبل أن تشتد مجددا.
وأضاف المركز أن العاصفة أصبحت على بعد نحو 70 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة غرينفيل وتتحرك شمالا بسرعة 17 كيلومترا في الساعة.
"الأسوأ لم يأت بعد"
من جانبه، حذر قائد جهاز الإطفاء جاستن جونسون من الظروف الأسوأ الأربعاء. وقال "من طلب منهم إخلاء منازلهم قاموا بذلك، ونواصل القيام بدوريات في المنطقة لكن الناس الذين شهدوا وصول الإعصار ماثيو (عام 2016) يعلمون ماذا ينتظرون".
وحذر بروك لونغ مدير الوكالة الفدرالية لأجهزة الطوارئ في حديث لشبكة "سي إن إن"، "لا تزال أمامنا أيام عدة" مضيفا أن تساقط الأمطار لم ينته بعد في وسط وغرب كارولاينا الشمالية وكذلك فرجينيا.
وقال "نتوقع أضرارًا أكبر" موضحًا أن السدود قد تكون مهددة بسبب تصاعد منسوب المياه. وقال لونغ "أشدّ ما يثير قلقي هو المدن المعزولة، السكّان العالقون في منازلهم والذين لا يمكنهم الحصول على أدوية أو خدمات طارئة".
وحذر الأميرال كارل شولتز الذي يشرف على عمليات خفر السواحل أيضًا الأحد على شبكة "إيه بي سي" من أنه "لم نشهد بعد أسوأ الفيضانات" مضيفًا أن الوضع "يمكن أن يكون كارثيًا أكثر" في مطلع الأسبوع.
فرانس 24/ أ ف ب/ رويترز