رماح يصوبها معين أبو عبيد
لا يختلف عاقلان علىأن الأوضاع المحرجة والمقلقة التي تعصف بالطائفة الدرزية في البلاد وسوريا ولبنان أضحت معادلة مركبة ودقيقة، علينا التروي والتعمق وتحكيم العقل وعدم الانجرار وراء العواطف والمصالح الذاتية، وعلينا اتّخاذ القرارات المصيرية بشكل عقلاني لأن أي قرار في هذه الظروف الدقيقة من شأنه أن ينعكس سلبًا ويزيد الطين بلة،فندفع ثمنا قد نندم عليه! وعليه فالمطلوب من القيادة الدرزية بكافة انتماءاتها وأطيافها وضع خطة عمل مبرمجة ومعالجة الأوضاع والتحديات بحيث تكون كفيلة لضمان حقوقنا، المحافظة على وحدتنا وكرامتنا، وأن لا ننسى الاستمرار بالعلاقات والتفاعل مع محيطنا بشكل تربوي وحضاري، كما هو الحال في تصرفنا وموقفنا في المظاهرة التاريخية.
إن تراكم وتشعب هذه المشاكل التي تزامنت مع حلول عيد الأضحى المبارك والتي تمركزت في ثلاث محاور كلها معقدة مركبة ومقلقة، جاء في مقدمتها تشريع قانون القومية المجحف الذي مس بنا وقد يؤثر على العلاقات المتينة بيننا وبين الدولة ومؤسساتها والذي وقع كالصاعقة على جميع أبناء الطائفة.
المحور الثاني الهجوم الإرهابي والمجزرة التي قام بها السفّاحون، أولاد العاهرة الدواعش والتنظيمات الإرهابية التكفيرية من قتل وتشريد الأبرياء من النساء والأطفال وخطفهم وزرع الرعب في صفوفهم.
المحور الثالث اتّساع رقعة الخلاف والاتهامات بين الزعامة اللبنانية وفي مقدمتها آل جنبلاط وأرسلان الأمر الذي يهدد ويضعف مكانة وكيان ووحدة الطائفة وهو أمر مقلق جدًّا، فاق كل التوقعات إذ وصل طابع الحدة والسخرية وموجة اتهامات بالتواطؤ على مصالح الطائفة بدلا من العمل معا من أجل مصلحة الطائفة والانفتاح التجاري والاقتصادي والاستثماري في المجالات المختلفة لوضع حد لهجرة الأجيال الشابة. وفي هذا المقام نبعث بألف تحيّة تقدير لموقف قيادة الطائفة في السويداء وإصدار الشيخ الجليل أبو صالح محمد العنداري منشورًالأبناء طائفة الموحدين جاء فيه: "لا عيد وأحرارنا خارج بيوتهم ولا فرحة وأهلنا في ضيم وشهدائنا ينزفون".
كما وأصدرت القيادة الدينية في إسرائيل بيانا استنكرت فيه الهجوم الإرهابي والمذبحة بحق أبناء السويداء و ناشدت أبناء الطائفة بأن يكون العيد يوم حداد وحزن تضامنًا وترحّمًا على الشهداء والامتناع عن مظاهر العيد الاحتفالية .
زاوية رماح تؤكد مجددا أن مشاعر أبناء الطائفة في البلاد مع إخوانهم في محنتهم، وهي تترقب أوضاعهم بحذر شديد، وتعمل بكافة الوسائل والإمكانيات لدعمهم متوسلين للعلي القدير أن تزول هذه السحابة السوداء التي تحوم في سماء الطائفة، وليشرق فجر جديد يبشر بتحرير المخطوفين وعودة الأمن والأمان.
أعاده الله على كل من يؤمن بالحرية والعدالة وينبذ العنف وإراقة الدماء والهيمنة والسيطرة على الغير.