في آخر تصريح روسي رسمي حول اسقاط الطائرة الروسية في سوريا ومقتل 14 عسكريا روسيا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان اسرائيل لم تسقط الطائرة.
واكد أن روسيا ستتخذ إجراءات سيلاحظها الجميع لتعزيز أمن جنودها في سوريا، ويبدو أن سلسلة من الظروف المأساوية قد تزامنت وأدت إلى إسقاط الطائرة الروسية "إيل-20"، ولا يمكن المقارنة بين إسقاط القاذفة الروسية من قبل تركيا وحادث "إيل-20".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد حملت اسرائيل المسؤولية واكدت على حقها بالرد.
في إجراء يعكس غضب موسكو من إسقاط طائرتها فوق البحر المتوسط وفقدان 15 عسكريا، قيّدت روسيا حرية الحركة في المجالين الجوي والبحري في مناطق محددة قبالة السواحل السورية، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليوم الخميس.
وركّزت وسائل الإعلام العبرية اليوم على أن روسيا قد تتخذ خطوات تضيّق بها على قدرات إسرائيل في شن هجمات على أهداف سورية وإيرانية في سوريا، وأن هناك حالة غضب في موسكو بعد حادث إسقاط الطائرة على يد الدفاعات الجوية السورية بطريق الخطأ.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن روسيا عززت عملياتها شرق البحر المتوسط ونشرت أمس إعلانا عن تقييد لحركة الطيران والملاحة في مناطق تمتد بين قبرص حتى السواحل السورية بسبب تدريبات عسكرية.
هذا وسيستمر التقييد الجوي والبحري حتى يوم الأربعاء المقبل، كما وسيؤثر على حركة الطيران في المنطقة خاصة الرحلات من وإلى سوريا ولبنان وإسرائيل.
ولاحظت "يديعوت أحرونوت" إن الخرائط التي نشرها الجيش الروسي تظهر مواقع لم تكن ضمن مناطق تقييد حركة الطيران قبل إسقاط الطائرة الروسية، وهذا مؤشر على كون القرار الروسي رد فعل غاضبا من الحادثة.
لكن محلل الشؤون العسكرية في "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، اعتبر ان القرار الروسي اتخذ لضمان عدم وصول أطراف أخرى إلى موقع الطائرة الروسية في البحر المتوسط خاصة الأميركيين، للحصول على المواد الاستخبارية التي كان طاقم الطائرة يعمل على جمعها.
من ناحيته، توقّع الكاتب في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية "طال ليف رام" أن تخفف إسرائيل من هجماتها على مواقع في سوريا في الفترة الحالية، لتخفيف حالة التوتر مع روسيا.
ورأى "يؤاف ليمور" تحت عنوان "ممنوع ارتكاب الأخطاء: روسيا غاضبة وعلى إسرائيل الحذر"، أن إسقاط الطائرة الروسية قد يمس بالمصالح الإسرائيلية في المنطقة، لذلك على إسرائيل العمل بسرعة لتقليل الضرر بسبب الحادثة، وذلك لضمان استمرارها في استهداف ما تعتبره تهديدات سورية وإيرانية لها.
ودعا ليمور إسرائيل إلى الاعتذار بشكل علني ورسمي لروسيا، وعدم الاكتفاء بتقديم تقرير التحقيقات الإسرائيلية في أسباب إسقاط الطائرة.