بادرت سيكوي، الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة والشراكة في البلاد، إلى اجراء جرد حول تغطية الاعلام العبري للانتخابات المحلية في البلاد، وحصة البلدات العربية منها، فتبين بأن %96.7 من التغطية الإعلامية خصصت لشؤون السلطات المحلية اليهودية، فيما تم تخصيص %3.3 فقط للسلطات المحلية العربية.
تخلل الجرد فحصا لـ 1250 مادة إعلامية تم نشرها خلال الأسبوع الواقع ما بين 28.10 وحتى 3.11، والتي نُشرت في وسائل الاعلام المركزية، وهي: صحف يديعوت أحرونوت، يسرائل هيوم، هآرتس، ومواقع واينت، وواللاه، وقنوات هيئة البث "كان"، القناة العاشرة، كيشِت، ريشت وشركة الأخبار.
ومن تحليل للمواد الإعلامية التي تم نشرها تبين بأن نصفها تمحور حول حوادث العنف، التي دارت بمعظمها في أعقاب الجولة الأولى من العملية الانتخابية.
أمجد شبيطة، مدير الاعلام العربي في جمعية سيكوي قال: "الانتخابات في البلدات العربية شكلت مشهدا استثنائيا، إذ أن نسبة المشاركة فيها تجاوزت المعدل العام في البلاد بكثير، ورغم ذلك، كان الانضباط سيد الموقف على مدار الحملات الانتخابية ومن ثم خلال يوم الانتخابات نفسه، إلا أن الاعلام العبري تجاهل هذا كله، كما تجاهل النتائج الهامة في عدد من المدن المركزية، وتجاهل ظواهر محورية كتمثيل النساء والشباب، ودور الأحزاب في هذه الانتخابات، بينما سارع لتغطية بعض الحالات المؤسفة من العنف في عدد من البلدات العربية، وفي هذا ما يفضح سياسة هذا الاعلام الذي يتجاهل العرب ولا يتذكرهم إلا في حالات تعزز الآراء النمطية بحقهم."
وأردف شبيطة: "ورغم كل هذا، وصعوبة العمل مع الاعلام العبري، إلا أننا مصرون على احداث التغييرات به بما يخدمنا كمجتمع عربي وأقلية قومية في البلاد يهمها أن توصل رسالتها بوضوح وترفض أن تدفع ثمن العنصرية والاقصاء في أي مجال كان، بما في ذلك مجالا الاعلام.
عيدان رينغ، مدير النشاط الجماهيري في سيكوي، عقب على هذه المعطيات بالقول: "هذه التغطية الجزئية والمشوهة تثبت بأن غالبية وسائل الاعلام العبرية تخفي عن الجمهور اليهودي حقيقة ما يجري في المجتمع العربي، وبذلك فإنها تبث رسالة مرفوضة وخطرة ومفادها بأن المواطنين العرب والذين يشكلون 20% من المواطنين ليسوا جزءا من الأجندة الإعلامية ولا يستحقون التطرق إليهم."
وأضاف: "هذا التعامل الإعلامي يمس بالمواطنين العرب اذ يساهم باقصائهم عن الحيز والرأي العامين، إلا أنه يمس أيضا بالجمهور اليهودي الذي لا يحصل على الصورة كاملة التي على الصحافة المهنية أن توفرها لما يحدث في البلاد عموما." وشدد على أن التغطية المنصفة للمجتمع العربي وقضاياه ستنعكس بالإيجاب على الجميع، ودعا متخذي القرارات في وسائل الاعلام العبرية المختلفة إلى تصحيح الوضع الراهن من خلال تغطية مهنية ومنصفة للجولة الثانية التي ستجرى يوم الثلاثاء القريب في البلاد."
من الجدير بالذكر بأن هذا الجرد تم في إطار مشروع "التمثيل الملائم" الذي تعمل سيكوي من خلاله على رفع نسبة المحاورين العرب في الاعلام العبري المركزي، وأما عملية الجرد ذاتها فقد أجرتها شركة "يفعات" المختصة بدراسة الاعلام العبري ورصده.