بقلم البروفيسور إبراهيم أبو جابر
أثبت العمل الجماهيري والشعبي نجاعته في أكثر من موقع إقليمياً وعالمياً، متفوّقاً في عديد الحالات على أطر تنظيمية ومؤسساتية. فالعمل الشعبي كما عرّفه البعض هو القدرة على بعث الحيوية والحياة السياسية في الروتين المملواستملاك الوسائل التي تمكّن من إظهار حيوية المجتمع وتحرير إرادته من السلبية والجمود.
إن نجاعة العمل الجماهيري-الشعبي سببه بكل بساطة غياب المصالح الشخصية من قاموس القائمين عليه، وتغليب المصلحة العامة للجماهير، والعمل على الدفاع عن قضاياهم الحياتية بكل أنواعها، ومواجهة كل من تسوّل له نفسه التعدي على مقدّرات المجتمع، إضافة إلى التمسك بالثوابت وعدم التفريط فيها مهما اشتدت المحن.
يأتي تفوّق العمل الجماهيري على المستوى الشعبي لمصداقيته أولاً واحتكاك القائمين عليه بفئات المجتمع وشرائحهمن خلال التفاعل معهم والتفاني في سبيل خدمتهم، ومشاركتهم همومهم في مواجهة السلطة وسياساتها العنصرية، إيماناً منهم بالمسؤولية الجماعية الدينية والوطنية.
إن مظاهر نجاحات العمل الشعبي لا حصرلها، فكم من ثورة شعبية وحراك شعبي فاقت نتائجه مخططات ومؤامرات شارك في وضعها عمالقة كبار في السياسة والأمن، لأن الزحف الجماهيري أقوى من أي اعتبار، وقادر على إسقاط أعتى زعيم وسلطة مهما امتلكت من عوامل القوة العسكرية والاقتصادية والسلطوية.
يحتاج المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني بناء على ما ذكر إلى تكاتف للجهود على اختلافها وعلى رأسها فعاليات العمل الشعبي والجماهيري، للدفاع عن ثوابته على اختلافها أمام السياسات السلطوية الرامية الى اقتلاعه من وطنه، ومواجهة ما يخططون له من مشاريع وسياسات تستهدف الوجود العربي في هذه البلاد.
بات واضحا أن الحراك الجماهيري-الشعبي العفوي منه والمنظّم قادر على تغيير الموازين وقلب المعادلة إن شاء، فالجماهير تشكّل أنجع وسيلة ضغط على صنّاع القرار والدوائر السلطوية الرسمية، لا يحدها قانون ولا رجال أمن، ولا العنف المنظّم من السلطة الحاكمة، حتى تحقيق مطالبها كاملة وكثيراً ما تكون مطالب عادلة.