أطلّ الشيخ رائد صلاح، اليوم الثلاثاء، للمرة الثانية، في جلسة لمحكمة الصلح في حيفا، أستكمل فيها الردّ على أسئلة طاقم الدفاع حول لائحة اتهامه من قبل النيابة العامة الإسرائيلية، وجرى رفع الجلسة إلى يوم 6/3/2019، حيث تبدأ النيابة العامة بطرح أسئلتها ومزاعمها في لائحة الاتهام.
وفي ردّ متصل بالجلسة السابقة يوم 23/1/2019، تطرق الشيخ رائد في مستهل جلسة اليوم، إلى ما ورد في لائحة الاتهام حول تصريحاته وشعار “بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، مؤكدا أنه “لقد قلت هذه الجملة آلاف المرات في حياتي، عن الأقصى أو في قضايا تخصه، والمعنى هنا واضح، وهو أننا نحب الأقصى أكثر مما نحب أرواحنا ودماءنا، وهذا المفهوم لهذه المحبة التي عبرت عنها، له جذوره الدينية المتصلة إلى أبينا ابراهيم وتمتد إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلام”.
وأضاف: “نحن نعلم أن نبي الله ابراهم كان نبيا وكان أبا أيضا، وامتحنه الله وأمره بذبح ابنه اسماعيل، ولم يكن القصد ذبحه على الحقيقة، وإنما لتأكيد أن محبة الله أكبر من محبة اسماعيل، ومن خلال الفداء، وكما هو معروف نحن في كل عيد أضحى نذبح أضحية ومن معانيها تجديد العهد الذي كان بين سيدنا ابراهيم وبين الله حين أكد أن محبة الله أكبر من محبته لابنه”.
وتابع: “بناء على ذلك فإن قول “بالروح بالدم نفديك يا أقصى” تعني أن الأقصى أحب إلينا من أنفسنا ودمائنا وأرواحنا، أنا لم آت إلى هنا للدفاع عن نفسي وإنما أدافع عن القيم والمبادئ التي حاولت النيابة ان تشوهها وتفرغها من معانيها، وكملة “نفدي” دخلت في الشعر العربي والأدب والتراث العربي”، وعندما يريد الفرد أن يعبر عن حبه لأمه يقول “أفديك بدمي يا أمي”، وهو هنا لا يقصد قتل نفسه وإلا لما بقي فرد منا، هذا الشعار لم يبدأ من تاريخ 2017، وأنا شخصيا أردده منذ 30 عاما، لذلك واضح جدا أن الشعار يعني “البذل والصبر والتضحية”، عندما أقول بالروح بالدم، ليس معنى ذلك أنني أدعو أن نضحي بأنفسنا من أجل الأقصى، وإنما اريد تنبيه كل عاقل لأن الاحتلال وضعنا أمام خيارين، إما أن تراق دماؤكم أو تتركوا الأقصى، لن نترك الأقصى حتى بثمن التضحية، الاحتلال يستعمل معنا لغة ازهاق الأرواح لتفريغ الأقصى، ونحن نقول لا لن نترك الأقصى، وسنبقى نؤكد أننا اصحاب الحق فيه إلى أن تقوم الساعة”.
وفي سؤال حول إن كان يقصد بقوله “بالروح بالدم” أن يدعو إلى المس بالجنود وقتلهم؟ قال الشيخ رائد: “هذا قول هراء، وغير صحيح نحن ضحايا الاحتلال، والمسجد الأقصى هو ضحية الاحتلال، كل من قتل منا وجرح من أو اعتقل هو ضحية الاحتلال الاسرائيلي”.
وأكد قائلا: “نحن مع النضال السياسي والاعلامي والشعبي، وقلتها بلا تردد نحن لن نتبنى الأسلوب المسلح، وطوال الوقت لا زلنا نعبر عن حقنا الأبدي في الاقصى، وان الاحتلال ليس له شرعية، وسنقف ضده بالوسائل التي ذكرتها، نحن نعاني من الظلم الاسرائيلي ونحن الذين نتهم الاحتلال وليس هو من يتهمنا”.
واتهم الشيخ رائد صلاح النيابة العامة والمخابرات الإسرائيلية، بتشويه الترجمة الحقيقية لتصريحاته وخطبه إلى جانب ظلمهم اللغة العربية ومبادئ الإسلام، وتحدث عن التضليل في الترجمات واعتماد المترجمين من قبل الجهات الاسرائيلية على المعاني التي يريدونها، وقال: “الذي يريد أن يجهل وجود أكثر من معنى للعديد من الكلمات، لا يمكن ان نعتبره خبيرا، هو انسان ضال ومضل ولا يمكن الاعتماد عليه. هناك في العبرية كلمة כתב ومن مصدرها כתב יד כותבים، هل لكل هذه الكلمات معنى واحد؟ إذا قلنا ان لها معنى واحد سيقف من يدافع عن العبرية، ومن قال إن العربية لها معنى واحد حتى تأتي النيابة وتعطي معنى واحد لكلماتها؟ النيابة ارادت ان تعطي معنى التحريض لهذه الكلمات”.
وأضاف: “اؤكد أن هذه المحاولات من قبل النيابة هي جريمة في حق العربية والاسلام، وفي حقي أنا المظلوم، وبسبب هذه الأخطاء أنا مظلوم، لو قلنا ان هذه الترجمة هي الخطأ الوحيد، فلا بأس ولكن هناك عشرات الأخطاء. حاولوا تشويه معنى “في وجه” وأنني دعوت إلى الجهاد في الخطبة التي تحدثوا عنها، لذلك اؤكد وجود اخطاء متعمدة فما الهدف من هذه الأخطاء التي وقع بها الجميع؟ المترجمة التي ترجمت الخطبة لا تتكلم العربية، فكيف ترجمت الخطبة؟ وكيف اعتمدتها النيابة، اذا لا يوجد اي أساس علمي لترجمتها. المضحك المبكي أن شيرلي (المترجمة) تقول إنها اعتمدت على مصادر سرية؟!!، وأنا ادافع عن قيم ومبادئ، سبحان الله هل من العدل ان يحكم علي بسبب مصادر شيرلي “السرية”!!، وانا صاحب التهم الواضحة؟. اتساءل ما هو سر الالتقاء بين أخطاء كل المترجمين؟، واؤكد لحضرة القاضي أن اخطاءهم ليست جانبية وانما هي في صلب المعنى، بدليل ان رافي (أحد المحققين) اعترف ان الأخطاء التي وقع فيها غيّرت معنى النص. وهذا واضح ان لهذا تأثير في توجيه التهم. اخطأوا في ترجمة كلمة الرباط، وكلمة شهيد وغيرها الكثير. ملفي ليس ملف مخدرات، ملفي يقوم على اتهام القيم الاسلامية، فإن مسحنا الأخطاء ماذا يبقى من ملفي، أنني أصوم وأصلي؟ نعم اعترف بذلك”.
إلى ذلك، نفى الشيخ رائد صلاح أن في تصريحاته وخطبة الجمعة التي ألقاها في تموز 2017 ما يدعو إلى العنف وقال: “اتحدى اي عاقل، أن يشير إلى انه يوجد تحريض، ولكن بشرط أن يتهمني بناء على ما أقول أنا وليس بناء على فهمه هو وليس بناء على اقوال هؤلاء المترجمين”.
كما تحدث الشيخ رائد مطّولا في إجابته بخصوص موعظته التي قيلت في جنازة الشبان الثلاثة من أم الفحم ( محمد حامد جبارين، محمد احمد مفضي جبارين، محمد احمد موسى جبارين) الذين ارتقوا في المسجد الأقصى بتاريخ 14/7/2017، مفسّرا لمفهوم الشهادة في الإسلام وأن الدعوة بالرحمة للشهداء والأموات هو من صميم الإسلام وطقوس صلاة الجنازة، مشككا بذات الوقت في رواية الشرطة والاحتلال الاسرائيلي حول ظروف استشهاد الشبان الثلاثة.
كذلك تطرق في شهادته مرة أخرى إلى مفهوم كلمة مرابطين ومرابطات وسئل: هل عندما استعملت مصطلح “مرابطون ومرابطات” هل قصدت المنظمات التي حظرت؟
الشيخ رائد: “انا كغيري سمعت في الاعلام عن هذا الموضوع تنظيم “المرابطين والمرابطات”، اؤكد انني لا اعرف شيئا عن هذا التنظيم، واؤكد عندما استعملت هذه المصطلحات استعملتها منذ اكثر من ١٠ سنوات وقبل ان يتحدث الاعلام عن ذلك بسنوات كثيرة. واؤكد عندما اتحدث عن المرابطين والمرابطات اتحدث في المعنى الديني التعبدي، بعيدا عن ما يتحدث عنه الاعلام، بالضبط عندما نقول المصلين والمصليات والصائمين و…. كذلك المرابطين …. اليوم وقبل كذلك وفي المستقبل سأستمر الحديث في المعنى التعبدي الديني للرباط”.
واتهم الشيخ رائد النيابة العامة والجهات الإسرائيلية باقتطاع مقاطع كاملة من خطبته التي تحدث فيها عن الرباط والمرابطين، وقال: “سمعت الكلام ولكن هذه ليست خطبتي كلها، واضح أن هناك كلام محذوف لا أدري كمّه، خلال استماعي لبقية الكلام كان هناك انقطاع خلال الكلام، فجأة يقطع الكلام ما هي مدة الانقطاع؟ خاصة ان عملية انقطاع الحديث في الخطبة 6 مرات. وعليه هذه ليست الخطبة من ألفها إلى يائها. هذه الخطبة مقطوعة عن بدايتها وكان هناك انقطاع آخر خلال الكلام”.