وقام عدد من الباحثين من المعهد لبحث المواصلات في "التخنيون"، بالتعاون مع تنظيم "كيان"- تنظيم نِسوي ينشط لتحسين مكانة المرأة العربية وحقوقها، مؤخرًا، بتطوير تطبيق يهدف إلى مشاركة السفريات والذي تمت ملائمته إلى احتياجات المجتمع العربيّ عامة، والمرأة العربية خاصةً.
ويهدف التطبيق إلى خلق بديل للمواصلات العامة مما يعزز امكانيّة التنقل والسفر للمجتمع العربي عامةً، وللنساء العربيات خاصةً، حيث تم تطوير تطبيق تفاعليّ يعمل على الربط بين السائقين والمسافرين، من نقطة معينة إلى أخرى، كما ويعمل على خلق امكانيات ورزم سفر لهم، ولا يكتفي بالربط بين المسافرين والسائقين.
وعمل على تطوير التطبيق، الذي تلقى دعم العالم الرئيسي في وزارة المواصلات د. شاي سوفر، البروفسور يورام شيفطن، ود. روبرت اسحاق، والمهندسة ابتهال شيتي من التخنيون، حيث تمت عملية التطوير بالتعاون والتشاور مع مديرة تنظيم "كيان"، الناشطة النِسوية رفاه عنبتاوي، ومديرة القسم الجماهيري في "كيان"، الناشطة النِسوية منى محاجنة.
يُشار إلى أنه ولملائمة التطبيق لاحتياجات النساء، نظم طاقم البحث والتطوير 10 لقاءات لمجموعات بؤرية نسائيّة شارك بها قرابة الـ 177 إمرأة، من 10 بلدات مختلفة من شماليّ البلاد، حيث خلصت اللقاءات إلى عدد من الاستنتاجات ابرزها:
- تدعم النساء العربيات قيّم المساعدة المتبادلة والتكافل والتي تنعكس من خلال التطبيق والرغبة في مشاركة السفريات، التي ستخدم النساء مقدمة لهّن سفريات مريحة، تكاليف أقل، وتوفير بالوقت والانتظار.
- إلى جانب الدعم، عبرت النساء عن مخاوف وتحديات، واهمها الأمان الشخصيّ، حيث اشارت معظم النساء إلى رغبتهن بالسفر مع سائقات أو مع سائقين معروفي الهوية لهّن، كما اشارت النساء إلى المس بالخصوصيّة وايضًا المرونة من حيث اوقات السفر.
وفي تعقيبٍ لد. اسحاق والمهندسة شيتي جاء انّ: التحدي مركب جدًا، لكن كنا على قناعة أنّ تطبيق لمشاركة السفريات سيساعد في رفع نسبة التنقّل في المجتمع العربي مع غياب لشبكة مواصلات عامة منظمة. دون أدنى شك أنّ الجمهور الأساسي للتطبيق هّن النساء اللاتي يعانين من غياب سفريات منتظمة داخل البلدة وخارجها. الحقيقة أنّ معظم النساء (98%) تملك جهاز هاتف ذكي، و73% منهن حاصلات على رخصة سياقة، شكلت أرضية خصبة لتطوير ونجاح هذا التطبيق.
بدوره، قال بروفسور شيفطن: كان من المهم لنا طرح تطبيق سهل ووديّ وباللغة العربية. اخترنا اسم بسيط ويعكس المعنى- سفركن، كما وانّ اللوغو الذي يرافق التطبيق مكتوب باللغة العربية والإنجليزية. من المهم الإشارة إلى أن التطبيق متاح للرجال ايضًا، إلا أنّ هدفه الأساسي تعزير امكانية العثور على سفريات للنساء. الحديث عن تطبيق مجاني، فيما يقوم السائقون والمسافرون بالاتفاق فيما بينهم على الأسعار.
عن أهمية التطبيق للنساء العربيات، تقول عنبتاوي: غياب المنالية لنسائنا العربيات في موضوع المواصلات العامة يعد اهم المعيقات التي تحول دون اندماج النساء في سوق العمل كما واشتراكن ومشاركتهّن في الحيّز العام. عليه، تطوير هذا التطبيق، والذي بنيّ بالارتكاز على احتياجات النساء العربيات وصمم بشكل حساس جندريّ وثقافي، من المقرر أنّ يقدم حلولا، ولو جزئية، للتقيدات على الحركة في البلدات العربية وخارجها، الأمر الذي قد يعزز من حضورهن في الحيّز العام عامةً وبسوق العمل خاصةً.
بقي أنّ نشير إلى أنّ الباحثين في المشروع على قناعة أنّ هذا التطبيق سيقدم حلولا للنساء في الحركة والتنقل، كما وأنّ استعماله سيسهم في زيادة عدد النساء الباحثات عن عمل كما وعدد النساء المشاركات في سوق العمل.