تابع راديو الشمس

الثورة الجزائرية الكبرى

الثورة الجزائرية الكبرى

شارك المقال

محتويات المقال

الثورة الجزائرية أو كما تعرف بثورة المليون شهيد، هي ثورة اندلعت بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية في نوفمبر عام 1954م ضد الاستعمار الفرنسي وظلمه وسياساته واضطهاده للشعب الجزائري، وقد استمرت مدة سبع سنوات ونصف، راح ضحيتها أكثر من مليون ونصف مليون شهيد جزائري، واستمرت الثورة حتى نجحت وحققت أهدافها بحصول الجزائر على استقلالها في الخامس من يوليو لعام 1962م.

ثورة الجزائر عام 1954

مرحلة اندلاع الثورة

بدأت أحداث الثورة الجزائرية بقيام مجموعات صغيرة من الثوار بحوزتهم بعض الأسلحة القديمة، وبعض الألغام، وبنادق صيد بشن عمليات عسكرية تستهدف مواقع الجيش الفرنسي ومراكز تجمعه في جميع أنحاء البلاد في التوقيت نفسه، ومع انطلاق الرصاصة الأولى للثورة، قاموا بتوزيع بيان على الشعب الجزائري يحمل توقيع الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني، وقد وجهوا الدعوة من خلال البيان الى المواطنين الجزائريين كافة من جميع الطبقات الاجتماعية والأحزاب للانضمام إليهم في الكفاح، وقد تم تشكيل الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني بعضوية تسعة أشخاص.

اشتملت الهجمات التي قام بها ألثوار مناطق عديدة من الوطن استهدفت قرى ومدن المناطق الخمس، وهي باتنة، وخنشلة، وأريس، وبسكرة في المنطقة الأولى، وسمندو وقسنطينة في المنطقة الثانية، وبرج منايل، والعزازقة، وذراع الميزان، وتيغزيرت في المنطقة الثالثة، والجزائر، والبليدة، وبوفاريك في المنطقة الرابعة، في حين كانت زهانة، وسيدي علي، ووهران في المنطقة الخامسة.

مرحلة التأهب لخوض المعركة

تأهب الثوار الجزائريون في ليلة الأول من نوفمبر لعام 1954م لخوض المعركة، فوصلت حصيلة العمليات المسلحة ضد السلطات الاستعمارية في كل المناطق الجزائرية لثلاثين عملية أدت لمقتل 10 جنود أوروبيين، وجرح 23 منهم، إضافة إلى ايقاعها خسائر مادية قدرت بملايين الفرنكات الفرنسية، إلا أن الثورة قد فقدت في المرحلة الأولى منها نخبة من أفضل أبنائها، مثل قرين بلقاسم، وبن عبد المالك رمضان، وديدوش مراد، وغيرهم، وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة التي نشأت فيها الثورة من عمليات التمشيط، وندرة الأسلحة، وصعوبات الاتصالات، الا أنه كان من الصعب القضاء على المستعمر القضاء عليها، حيث حاول الجميع مساندة المجاهدين، ومواجهة عمليات العدو الوحشية، كما حاول المسؤولون إبراز صورة الجزائر المقاومة.

مرحلة تثبيت الوضع العسكري وتقويته

كان عام 1954م هو بداية هذه المرحلة، حيث ارتكز العمل خلالها على تقوية الجانب العسكري وتثبيته، وإمداد الثورة بالسلاح والمقاتلين، إضافة إلى توسيع إطار الثورة حتى تشمل جميع أنحاء البلاد، في حين عارض الجانب الفرنسي بممثليه من الحكومة، ومن الرأي العام، ومن الأحزاب أعمال ثورة الأول من نوفمبر، فقاموا بتجنيد قوات الأمن والجيش للقضاء على المجاهدين وملاحقة جيش التحرير الوطني الذي لم يتجاوز حينها 1000 جندي بعتاد قليل، في حين كان جيش العدو يتجاوز 50 ألف رجل، الى أن أصبحت حرب التحرير فيما بعد واقعاً لا مناص منه، خاصة بعد انضمام أفراد وطنيين مشحونين إلى جيش التحرير، إضافة إلى شباب مطاردين من الشرطة، ومجندين جزائريين فارين من الجيش الفرنسي، وبذلك تحولت الحرب إلى قوة ثورية.

استمرت هذه المرحلة حتى صيف 1955م، حيث قام قائد الناحية الثانية للشمال القسنطيني زيغود يوسف بشن هجوم شامل للثوار ضد القوات الفرنسية، وذلك رداً على محاصرة أوراس، وللإطاحة بالملك محمد الخامس عن العرش، فقام بتحضير حملات توعية، وجمع للمتفجرات والأسلحة، والمؤونة، والأدوية، إضافةً إلى تنظيم محكم لجميع مجاهدي الناحية الثانية، وبدأت الهجمات في النهار بخلاف عمليات الأول من نوفمبر لعام 1954م، واندلعت اشتباكات قوية في سكيكدة وضواحيها بين الفلاحين المسلحين بأسلحة بدائية كالقضبان الحديدية، والمعاول، والهروات، والسكاكين، والجنود الفرنسيين المسلحين بأحدث الأسلحة، وهو ما أدى إلى وقوع 12 ألف ضحية جزائرية، حيث دأب الفرنسيين على اطلاق النار على أي جزائري يشاهدونه أمامهم، وهو ما لم يترك أي مجال للحلول السلمية، علماً أن الدول العربية أكدت تضامنها مع الكفاح الجزائري، كما ساهم ذلك في كشف سياسة فرنسا لمنظمة الأمم المتحدة، الأمر الذي ساهم في قيام الحرب في جميع أنحاء الجزائر.

مرحلة الهجوم المضاد للثورة

ارتفعت حدة الهجوم الفرنسي المضاد للثورة رغبة في كبحها واخمادها والقضاء عليها، وكان ذلك سبباً في ازدياد عنفها واشتعالها في جميع أنحاء الجزائر، فقام جيش التحرير بإنشاء مراكز جديدة، كما نشطت حركة الفدائيين في المدن، الأمر الذي مكن جيش التحرير من إقامة سلطات مدنية في مناطق الجنوب الجزائري.

مرحلة الإضرابات المساندة لجبهة التحرير الوطني

ازدادت قوة جبهة التحرير الوطني بعد انضمام العمال والطلبة إليها، وهو ما دفع نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين إلى إعلان إضرابات وطنية مساندة لجبهة التحرير، كما ونظم الطلبة في يناير عام 1956 خمسة عشر يوماً تضامنياً ضد الاضطهاد والقهر، ودعا الاتحاد في الثامن عشر من أيار إلى إضراب غير محدود، وذلك عن طريق مقاطعة الامتحانات والدروس، وقاموا بدعوة الطلاب للالتحاق بصفوف جبهة التحرير الوطني، فتسبب ذلك في ازدياد حدة المواجهات العسكرية، مثل عمليات الأخضرية بقيادة علي خوجة، ولا بد من الإشارة إلى أنه تمت المطالبة بالاستقلال في مؤتمر الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين.

استعمل الجيش الفرنسي أعنف الوسائل لتعطيل الإضراب وكسره، وللوقوف في وجه الفدائيين، فقام بأعنف الوسائل كتحطيم المحلات التجارية، والاعتقال، والاغتيالات، والتعذيب، الأمر الذي شوه صورة الجيش الفرنسي لدى الرأي العام العالمي، علماً أن الكثير من الجزائريين قد قتلوا، وفقد الكثير من المعتقلين في مراكز الاعتقال والسجون.

مرحلة وضع قيادة عسكرية وسياسية ووطنية

لجأت جبهة التحرير الوطني إلى وضع منهج استراتيجي موحد، واختيار قيادة عسكرية وسياسية ووطنية، وقد قامت بذلك عن طريق التنسيق بين مختلف المناطق، وتجسد هذا المنهج بإنشاء منطقة الجزائر والمنطقة الثانية بقيادة عبان رمضان وزيغود يوسف، حيث أقيم اجتماع بقيادة المناطق الستة عرف باسم مؤتمر الصومام، وهو المؤتمر الذي اتخذ فيه العديد من القرارات المهمة، مثل قرار إنشاء لجنة تنفيذ وتنسيق، وجعل الأولوية للجانب السياسي على العسكري، وللقيادة الداخلية على الخارجية، إضافة إلى الأهداف الآنية كمواصلة العمل المسلح بكل شراسة وقوة.

مرحلة الوصول إلى الاستقلال

استمرت مقاومة الشعب الجزائري دون توقف، كما استمرت محاولة الحملات العسكرية الاستعمارية المستمرة لإفشالها واسقاطها، فتعاطفت الكثير من البلدان مع الجزائر، وهو الأمر الذي مهد إلى إجراء عدة مفاوضات بين فرنسا والجزائر، حتى صادق الطرف الفرنسي على مبدأ تقرير المصير الذي طالب به الجزائريون، مما أدى إلى وقف القتال، وبذلك تمكن الجزائريون من نيل حقهم في تقرير مصيرهم السياسي، وتأسيس دولتهم المستقلة، وبذلك تحققت أهداف الثورة بتتويج كفاح الشعب، وتحقيق آماله بالحصول على دولة مستقلة وذات سيادة كاملة على كل التراب الجزائري، وذلك بفضل صمود جيش التحرير الوطني إلى جانب تضحيات الشعب الجزائري، الذي قدم مليون ونصف المليون شهيد، حتى أصبحت الجزائر تسمي ببلد المليون ونصف المليون شهيد

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول