خلق الله عز وجل الإنسان، وأنزل الأديان السماوية المختلفة على الانسان على مر العصور، وهو ما خلق الاختلاف الديني بين الأشخاص، ولا يقتصر هذا الأمر على الأشخاص فقط، فقد نجد بعض البلدان ذات أغلبية دينية معينة.
ولطالما كان اختلاف الأديان بين الأمم والشعوب المختلفة سبباً رئيساً في حدوث الاختلافات في وجهات النظر بينهم، والتسبب في الحروب، والجريمة، إضافة إلى انعدام الأخلاق، بحيث لا يحترم الأشخاص ديانة من يعيشون معهم في نفس الدولة، وعدم احترام العقائد الأخرى، على الرغم من أن جميعها ديانات سماوية أنزلها الله سبحانه وتعالى، وفى جميع هذه الديانات أمر الله سبحانه وتعالى عباده احترام الأديان الأخرى.
لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بضرورة التعايش مع الأديان المختلفة، من خلال التعاون بين البشر، بغض النظر عن الديانة الخاصة بهم، وضرورة فهم واحترام هذه الديانات، وذلك من أجل الحصول على حياة مستقرة، وهادئة، ومن أجل أن يتفق الأفراد معاً.
ولكن الكثير من الأشخاص لا يعرفون كيفية التعايش بين الأديان، وما هي أهميته.
ما هو مفهوم التعايش بين الأديان
يعتقد البعض أن التعايش بين الأديان هو أن يقوم الأفراد في الديانات المختلفة، بتعريف الديانة التي يعتنقها، وأيضا يوضح المبادئ التي تنطوي عليها هذه الديانة كما أنه يقوم بالدفاع عن ديانته، بكل استماتة، لأنه يرى أن ديانته هي الحق بينما الديانات الأخرى ليست كذلك، ولكن هذا أمر غير صحيح، وغير مقبول.
التعايش بين الأديان من الممكن أن يتحقق من خلال البحث عن النقاط المشتركة الموجودة في الديانات الأخرى، والتعامل من خلال هذه النقاط المشتركة، حيث أن الأديان السماوية جميعها تنادي بالحق، والتسامح، والمحبة، والسلام، والبعد عن العنف، فهي من المصدر نفسه، مما سيجعل الأفراد يتعاونون مع بعضهم البعض، ويستطيعون من خلال هذا التعاون، والمشاركة تحقيق الكثير من النجاحات للأمة بأكملها.
أهداف التعايش بين الأديان
عندما يستطيع الأفراد في المجتمع الواحد تحقيق التعايش بين الأديان المختلفة، فإنهم بذلك يتسببون بتلاقي الثقافات والحضارات المختلفة وتعاونها واتحادها وتشاركها، ومن ثم يتم الوصول إلى الأهداف التي يرغب الأفراد بالوصول إليها، من أجل تحقيق الخدمة التي يحتاج إليها المجتمع والزيادة من رفعة وسمو المجتمع بأسره، كما أن التعايش بين الأديان إذا لم يتم بالشكل الصحيح والحقيقي، فإن المعنى الحقيقي للتعايش قد ضاع، والذي يتصف بالإيجابية منه.
مبادئ التعايش بين الأديان
لكي يتم تحقيق التعايش بين الأديان، فيجب تحقيق مجموعة من المبادئ، التي يجب أن يتبعها جميع أفراد المجتمع الواحد، ومن هذه المبادئ مثل:
• يجب على الأفراد من جميع الديانات المختلفة، عدم التحدث عن الله بأي شكل مسيء، لأنه سبحانه وتعالى هو خالق هذه الأديان، وهو من خلق الأشخاص أيضاً، وإن الله كامل لا يوجد به أي نوع من أنواع النواقص.
• وضع عدد من الأهداف التي يرغب الأفراد بتحقيقها للمجتمع، وبناءً على ذلك، يتم التعاون بين جميع الأفراد في المجتمع الواحد، وذلك من أجل أن يتم تحقيق هذه الأهداف التي تم الاتفاق عليها مسبقاً.
• إيجاد السمات والعادات المشتركة بين في تراث المجتمع الحضاري بين الأديان، وبالتالي يجب على الأفراد أن يقوموا بتنسيق النقاط المشتركة بين هذه الأديان، والتعاون الحقيقي فيما بينهم.
• القيام بحماية العلاقات المختلفة بين أفراد المجتمع، والذي يحتوي على أنواع مختلفة من الأديان، من خلال وجود احترام متبادل فيما بينهم، وأن تكون هذه العلاقات محل ثقة من الجميع.
أسباب عدم التعايش بين الأديان المختلفة
يمكن تلخيص أسباب عدم تعايش الأديان بسلام في عدة كلمات: الخطيئة وكثرة الذنوب والفهم الخاطئ لأوامر الدين، فذلك كله يؤثر على جميع الأفراد، مما يؤدي الى زيادة النزعة إلى القتال، والتي من الممكن أن ترتفع حتى في السياقات الدينية.
الدين الإسلامي قدم حلاً لمشكلة عدم التفاهم والتعايش، وذلك عن طريق تغيير قلب الإنسان، واتباع أوامر الله واتباع سنن نبينا الكريم، فهو أثر شخص استطاع أن يتعايش مع مجموعة كبيرة من مختلفي الأديان، وقد قال الله تعالى في كتابة العزيز: "لكم دينكم ولي دين".
وتجد في أي مجتمع وبلد من البلدان مجموعة كبيرة من الأديان المختلفة، ونلاحظ وجود العديد من البلاد التي تتسم بأنها متعدد الطوائف ومتعدد العرقيات ومتعدد الديانات والثقافات، على الرغم من وجود اختلافات فيما يتعلق بتعريف الدين بين مختلف الأديان، والتي تنشأ من تصورهم عن الله والألوهية، وهو ما يؤدي إلى اختلافات في أشكال العبادة والطقوس.