الدعاء هو سبب من أسباب القرب من الله و من أسباب جلب الرزق أيضاً هو الدعاء. نلجأ جميعَـا لله لأننا نعلم علم اليقين أن الله علي كل شيئ قدير ، فالغريق يستغيث بالله والمهموم يستغيث بالله وصاحب المرض، فالكل يستغيث بالله ساعة الكرب والهم والمرض .
آداب الدعاء
عندما يهمُّ العبدُ بالدعاء، سواء دعاء جلب الرزق أم غيره من الأدعية التي يضعُ فيها الدّاعي حاجاته ويرفعها إلى الله تعالى، فعلى العبد أن يلتزم بآداب الدّعاء حتى يكون دعاؤه مُتَقبَّلًا عند الله تعالى ومستجابًا.
ومن هذه الآداب: الدعاء بخشوع تامّ وحضور القلب أثناء الدعاء، ورفع اليدين بالدّعاء واستقبال القبلة والإلحاح بالدّعاء وكثرة التكرار، كما يجبُ أن يبدأ الدّعاء بحمدِ الله تعالى والثناء عليه والصلاة على النبي محمّد -عليه الصلاة والسلام-، ويُفضّل أيضًا أن يكون المسلم على طهارة، ومن آداب الدّعاء أيضًا أن يكون المأكل والملبس حلالًا وليس فيه أي مكسبٍ حرام؛ لأنّ أكل الحرام من أسباب حرمان إجابة الدعاء، كما يجب تجنّب المعاصي والذنوب لأنّها أيضًا تمنع الإجابة.
أسباب جلب الرزق
كلّ إنسانٍ يسعى إلى أن يكون لديه سَعة في الرزق؛ لأنّ المال هو شريان الحياة، وبه يستطيع الإنسان أن يُحقق الكثير من أحلامه، كما يستطيع أن يحصل على الرزق بالإكثار من قول دعاء جلب الرزق، لكن عليه أولًا أن يأخذ بالأسباب التي تجلب الرزق له وهي: [٢]
الإكثار من الاستغفار والتوبة لله تعالى: لأنّ الاستغفار أمرٌ أساسيّ في دعاء جلب الرزق، إذ يقول الله تعالى على لسان نوح -عليه السلام-: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا"[٣].
تقوى الله تعالى: ذلك لقوله تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"[٤].
صلة الرحم: لأنّ صلة الرحم من أكثر الأسباب الجالبة للرزق، إذ يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "مَن سرَّه أن يُبسط له في رزقه، أو يُنسأ لهُ في أثره، فليَصِلْ رَحِمَه". [٥]
الإنفاق في سبيل الله: من يُنفق على الفقراء والمساكين يُبارك الله تعالى له في رزقه ويزيده، وذلك لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "أنفقْ ينفقِ اللهُ عليك"[٦].
من دعاء الرزق :
• اللهم يا باسط اليدين بالعطايا، سبحان من قسم الأرزاق ولم ينس أحداً، اجعل يدي عُليا بالإعطاء ولا تجعل يدي سفلى بالاستعطاء إنك على كل شيء قدير
________________________________________
• اللهم سخر لي رزقي ، و اعصمني من الحرص و التعب فى طلبه ، و من شغل الهم ، و من الذل للخلق ، اللهم يسر لى رزقاً حلالاً ، و عجل لي به يا نعم المجيب
________________________________________
• اللهم إن كان رزقي في السماء فانزله و إن كان في بطن الأرض فأخرجه وإن كان بعيداً فقربه و إن كان عسيراً فيسره و إن كان قليلاً فأكثره و بارك فيه برحمتك يا أرحم الراحمين .
________________________________________
• اللهم إكفني بحلالك عن حرامك و اغنني بفضلك عمن سواك.
• اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و الكسل و البخل و ضلع الدين و غلبة الرجال .
• اللهم أرزقني رزقاً لا تجعل لأحدٍ فيه منَه ولا في الآخرة عليه تبعةٌ برحمتك يا أرحم الراحمين.
________________________________________
• قال صلى الله عليه وسلم : “ما أصاب أحدًا قط هم ولا حزنٌ, فقال اللَّهمَّ إنِّي عبدُك و ابنُ عبدِك و ابنُ أمتِك ناصيتي بيدِك, ماضٍ فيَّ حكمُك عدلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيْتَ به , نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري و جلاءَ حزَني وذهابَ همِّي إلَّا أذهب اللهُ عزَّ وجلَّ همَّه و أبدله مكانَ حزَنِه فرحًا قالوا يا رسولَ اللهِ ينبغي لنا أن نتعلَّمَ هؤلاء الكلماتِ قال أجل ينبغي لمن سمِعهنَّ أن يتعلَّمَهنَّ ”
________________________________________
• اللهم رب السماوات و رب الأرض و رب العرش العظيم ، ربنا و رب كل شيء ، فالق الحب و النوى ، و منزل التوراة و الإنجيل و الفرقان ، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، و أنت الآخر فليس بعدك شيء ، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، و أنت الباطن فليس دونك شيء ، اقضِ عنا الدين و أغنِنا من الفقر .
________________________________________
• اللهم اغننا بحلالك عن حرامك و تولنا فأنت أرحم الراحمين
• جاء عن علي -رضى الله عنه و أرضاه – : ” أن مكاتبًا جاءه فقال : إني عجزت عن كتابتي فأعني قال : ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لو كان عليك مثل جبل دينا أداه عنك ” ، قل : “اللهم اكفِني بحلالك عن حرامك و اغنني بفضلك عمن سواك ”.
________________________________________
• اللهم مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، و تنزع الملك ممن تشاء ، و تعز من تشاء ، و تذل من تشاء ، بيدك الخير كله ، و إنك على كل شيء قدير ، رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما ، تعطيهما من تشاء ، و تمنع منهما من تشاء ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
________________________________________
• قال عزّ وجلّ : ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ، يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً ، وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً ،مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً ، وَ قَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً ” (سورة نوح 10 – 14)
________________________________________
• اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمن سواك.
• الدعاء ليلاً ونهاراً : يا كريم اللهم يا ذا الرحمة الواسعة يا مطلعاً على السرائر و الضمائر و الهواجس و الخواطر ، لا يعزب عنك شيء ، أسئلك فيضة من فيضان فضلك ، و قبضة من نور سلطانك ، و أنساً و فرجاً من بحر كرمك ، أنت بيدك الأمر كلّه و مقاليد كل شيء فهب لنا ما تقر به أعيننا و تغنينا عن سؤال غيرك ، فإنّك واسع الكرم ، كثير الجود ، حسن الشيم ، فبابك واقفون و لجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم .
________________________________________
• اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه ، و إن كان بعيداً فقرّبه وإن كان قريباً فيسّره، وإن كان قليلاً فكثّره، وإن كان كثيراً فبارك لي فيه.
________________________________________
• الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ، الحمد لله الذي لا يخيب من رجاه ، الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه ، الحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره، الحمد لله الذي هو ثقتنا حين تسوء ضنوننا بأعمالنا، الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين ينقطع الحيل والحبل منا.
________________________________________
• الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، الحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، الحمد لله الذي ذلّ كل شيء لعزته، الحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه.
________________________________________
• الاستغفار الكثير و سيد الاستغفار هو : “عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .
أعمال تجلب الرزق :
- روى أبو هريرة رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من سره أن يبسط له في رزقه ، و يُنسأ له في أثره فليصل رحمه” (رواه البخاري)
- “من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة” ،
- “و الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ” إذاً فإن تخفيف الأزمات على غيرنا و مساعدة الغير تجلب الرزق و تُفَرِج الهموم .
- قال النبي صلى الله عليه وسلم : “لو أنَّكم توَكَّلتم على اللهِ حقَّ توَكُّلِهِ ، لرزقَكم كما يرزقُ الطَّيرَ ، تغدو خماصًا ، وتروحُ بطانًا” [صحيح ابن ماجه].
• الاستغفار :
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) [نوح: 10-12]
• الصدقات :
– قال تعالى : {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَ يَبْسُطُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة : 245]
– قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَ اللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَ اللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }[البقرة: 261]
– عن أبي هريرة _ رضي الله عنه ـ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : قال الله تعالى: «أنْفِقْ يا ابن آدم أُنْفِقْ عليك» رواه البخاري و اللفظ له ومسلم .
– عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : “ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهمَّ أعط منفقًا خلفًا و يقول الآخر : اللهم أعط ممسكًا تلفًا” رواه البخاري و مسلم.
– عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاةً فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” ما بقي منها ؟ “ قالت : ما بقي منها إلا كَتِفُها. قال: “بقي كلُّها غير كتفها” رواه الترمذي و قال : حديث صحيح.
– عن عبيد الله بن عبد الله أنه سمع أبا هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : “كانَ رجلٌ يداين الناس ، فإذا رأى معسرًا قال لفتيانه : تجاوزوا عنْه لعلَّ الله أن يتجاوزَ عنا فتجاوزَ الله عنْهُ “ رواه البخاري و اللفظ له و مسلم
المراجع:
↑ آداب الدعاء, ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-8-2018، بتصرّف.
↑ أبواب الرزق, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-8-2018، بتصرّف.
↑ {نوح: آية 10، 11}
↑ {الطلاق: آية 2، 3}
↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2067، حديث صحيح.
↑ رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن قيس بن سلع الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 8/246 ، لا يروى عن قيس بن سلع إلا بهذا الإسناد تفرد به سعد أبو عاصم.