الخصوصية في مرحلة المراهقة
تتعزز مشاعر الخصوصية لدى الأولاد بشكل كبير في مرحلة المراهقة، ففي هذه المرحلة يباشر الأولاد تقرير مصيرهم في بعض الأمور التي يعتبرونها تخصهم وحدهم فقط، فمن هه الأمور ما له علاقة بحياتهم العاطفية، والبعض الاخر مرتبط بحياتهم اليومية والمدرسية، متجاهلين ضرورة اخبار واستشارة الأهل في جميع هذه الأمور، متجاهلين أيضاً ضرورة عدم إخفاء تفاصيل حياتهم الأساسية عن أهاليهم مهما كانت خاصة وتخصهم وحدهم من وجهة نظرهم.
وهنا نذكر أهم القضايا والأمور التي يقوم الأولاد بإخفائها عن والديه في فترة المراهقة، لاعتبارها أمور خاصة به وحده.
• أهم القضايا التي يخفيها الأولاد عن آبائهم
- الوقوع في الحب: يعتبر المراهقون الوقوع في الحب هو أمراً جديداً يطرأ على حياته وعادة ما يتحفظون على ذكر هذا الأمر مع والديهم. فربما يخاف الولد المراهق من ردة فعل أهله حيال الموضوع، خاصة أن العديد منهم ينظرون إلى مفهوم حب الولد في سن المراهقة بمنظور سلبي يؤدي الى انشغاله عن دراسته ويهدد استقراره الحياتي. لكن على النقيض من ذلك، فإن الحب يغني قلب الابن خاصة في هذه المرحلة من حياته، ويجعله يتذوق معنى السعادة في مرحلة مبكرة في حياته، لكن على الرغم من ذلك، فانه من المهم على الأهل مراقبة تفاصيل علاقة ابنهم العاطفية والتأكد من خلوها من الأمور الخاطئة والمريبة والخاطئة.
- التغيرات الجسدية: يصاحب الولد أثناء فترة المراهقة تغيرات كثيرة على مستوى الجسد والتفكير، وتشكل تغيرات الولد الجسدية في سن المراهقة مصدر احراج كبير له، خاصة تلك التي تتعلق بأمور حساسة كالصوت والتغيرات الخاصة بنموه الجسدي والتغيرات الجنسية لديه، فعادة ما يشعر بالخجل من ذكر هذه التغيرات ويحاول اخفاءها لأنه يعتبرها أمور طارئة وغير متوقعة وغير دائمة، فعلى الأهل في هذه الحالة مساعدته على تقبل الأمر الجديد دون استخدام اسلوب السخرية أو المزاح في هذه الأمور، والحرص على اكساب الولد المراهق الشعور بجدية الأمر وعدم فرادته، بل يمر فيه جميع الأولاد ولا يقتصر الأمر عليه وحده.
- المشاكل الشخصية: لا يحب كثير منا أن يتدخل الاخرين في حياتهم ومشاكلهم الشخصية، ويأتي على رأسهم من هذه الناحية المراهقين، والذين لا يحبذون تدخل أهاليهم بمشاكلهم الشخصية، ويؤثرون حلها بأنفسهم، وذلك لقناعتهم التامة بأن تدخل الوالدين في تفاصيل مشاكلهم ومحاولتهم حلها يقلل من صورتهم المعنوية وتضعف هيبتهم التي يحاولون بنائها بخليط من الشجاعة والثقة بالنفس، ولكن المشكلة الأكبر من ذلك هي الأهل الذين لا يتقبلون وقوع ابنهم في مشكلة أو خطأ، فيبدئون بمعايرته بوقوعه في هذه المشكلة وما يعيبه ذلك من ضعف لديه، والمشكلة الأكبر أن يكون هذا الولد ينتمي الى أسرة تعيش جو عائلي غير مستقر، ولمساعدة الولد المراهق على البوح بهذه المشاكل والابلاغ عنها يجب على الأهل حينها التخلي عن العقلية القديمة والقمعية، والتي ترفض وقوع الأخطاء والمشاكل، واكتساب ثقة ابنهم المراهق لحل هذه المشاكل قبل أن تتفاقم وتتحول الى مشاكل أكبر وأكثر تعقيداً تتسبب لهم ولابنهم بالضرر الشديد.
- الهفوات التي لا تعجب الأهل: دائما ما يخفي الولد المراهق عن أهله كثيراً من الهفوات التي يرتكبها ويقوم بها والتي يعلم أنهم لا يتقبلونها، أمور وتصرفات قد تكون لها علاقة بحياته الخاصة وعلاقاته مع أصدقائه. يرى الولد المراهق أحقيته بالاحتفاظ بخصوصيته في هذا الجانب وهو ما لا يتقبله الأهل في العادة، لكن ما يجب عليهم العمل عليه هو التأكد من سلامة وامان محيط ولدهم المراهق من أصدقائه والأمور المحيطة به، وهو الشيء الكفيل بالاطمئنان على سير الأمور على ما يرام.