يواجه كثير منا المشاكل بشكل يومي وبشكل دائم وبدرجات متفاوتة، بسيطة ومعقدة، فالمشاكل والأخطاء هي فطرة بشرية لا يمكن التخلص منها بشكل نهائي، ولكن يمكننا الحد منها باتخاذ التدابير اللازمة وعمل الدراسات لتوقع حدوث ووقوع هذه المشاكل، والعمل على مبدأ الوقاية منها قبل حدوثها والبدء بمعالجتها.
ولكن في حال وقوع هذه المشاكل، فمن الجيد امتلاك مهارات وخبرات حل المشاكل، صحيح انه ليس هناك حل سحري أو طريقة واحد فعالة في حل جميع المشاكل، ولكن اكتسابنا لمهارات حل المشاكل وامتلاكنا إياها يجعل بإمكاننا حل أي مشكلة من الممكن التعرض لها مهما كانت معقدة وكبيرة.
حل المشاكل موضوع شائك ومعقد، فمهما بلغت درجة استعدادنا وتحضرنا ومهاراتنا لحل المشاكل، الا أن هناك شيء لم يكن في الحسبان أو المتوقع، ولكن التخطيط الجيد يساعدك على جعل استراتيجيات حل المشاكل المتبعة أكثر قابلية للنجاح.
فما هي المشكلة، وما هي خطوات وأساليب حلها، سنتعرف ذلك في السطور التالية.
• ما هي المشكلة؟
هي كل موقف غير معهود لا يكفي لحلهِ الخبرات السابقة والسلوك المألوف، والمشكلة هي عائق في سبيل هدف منشود، ويشعر الفرد ازاؤها بالحيرة والتردد والضيق مما يدفعهُ للبحث عن حل للتخلص من هذا الضيق وبلوغ الهدف المنشود، والمشكلة شيء نسبي فما يعده الطفل الصغير مشكلة قد لا يكون مشكلة عند البالغ الكبير، وتحتوي كل المشاكل على وجهان مشتركان، وهما الأهداف يقابلها العراقيل.
- الأهداف:
المشاكل في حد ذاتها هي خلل في تحقيق بعض الأهداف، والأهداف هي أي شيء تسعى للوصول إليه أو المكان الذي تريد التواجد فيه. وكيفما كان الهدف فالمهم أن تعرف كيف تتغلب على العقبات التي تقف في طريقك إليه.
- العراقيل:
هي تلك العوائق التي تمنع وصولنا الى الأهداف المرجوة، وهي بحد ذاتها مسببات المشكلة التي حدثت، فمن دون العراقيل لا توجد مشكلة من الأساس، ولا يمكن اعتبار ما حدث مشكلة دون وجود مسبباتها، وهي العراقيل.
• خطوات حل المشكلة
لنتمكن من حل أي مشكلة بشكل ناجح، يتطلب ذلك منا المرور بعة مراحل، أهمها:
- تحديد المشكلة
تشمل هذه المرحلة التعرف على المشكلة والتأكد من وجودها وتعريفها وتحديد طبيعتها ومسبباتها.
قد تبدو هذه الخطوة للكثيرين أنها بديهية ولا صعوبة فيها، لكنها في الغالب تتطلب تفكيرا وتحليلا كبيرين، فتحديد المشكلة في أغلب الأحيان يكون هو المهمة الأكثر صعوبة، فيطرح الكثيرين "هل يوجد مشكلة أصلا؟ ما هي طبيعتها اذن؟ أم هل هناك عدة مشاكل؟ يتطلب منك قضاء بعض الوقت فقط لتتمكن من تحديد وتعريف المشكلة بشكل جيد، ولتتمكن من فهمها بشكل أوضح.
- هيكلة المشكلة
هذه المرحلة تشمل: مدة مخصصة للملاحظة، التفتيش الدقيق، تقصي الحقائق وتحديد صورة واضحة للمشكل.
تتمثل هيكلة المشكلة في جمع المزيد من المعلومات عنها وفهمها بشكل أعمق، والبحث في الظروف المحيطة بها ومسبباتها، حيث ترتكز الهيكلة على تقصي الحقائق والتحليل وبناء صورة أكثر وضوحاً لكل من الهدف الذي تم إعاقة تحقيقه والعراقيل التي تسببت بذلك. من الممكن تجاهل هذه المرحلة في المشاكل البسيطة فهي ليست بالمرحلة الأساسية، لكنها ليست كذلك بالنسبة للمشاكل الكبيرة والمعقدة.
- البحث عن حلول محتملة
استناداً الى المعلومات التي تم جمعها في المرحلتين السابقتين، سنقوم بتحديد مجموعة من مسارات العمل الممكنة وجمع مختلف الأفكار التي قد نستخدمها كحلول مقترحة ومحتملة للمشكلة.
تقوم كثير من المؤسسات والشركات بتشكيل فرق عمل لوضع حلول للمشاكل التي تحدث أثناء العمل، فتعطى الفرصة لجميع الأشخاص لإبداء رأيهم وأخذ حلولهم المقترحة.
- اتخاذ القرار
نقوم في هذه المرحلة بعملية التحليل لمختلف المسارات المحتملة للعمل، واختيار أفضلها قبل البدء بمرحلة التطبيق.
تعتبر هذه المرحلة هي الأصعب بين مراحل حل المشكلة، فيتوجب فيه دراسة كل الحلول المحتملة وتحليلها بدقة، فمن الممكن استثناء بعض الحلول لاكتشافنا بأنها غير ممكنة التطبيق لسبب أو لآخر. من المهم أيضا خلال هذه المرحلة تحديد العواقب المحتملة إذا لم يتم حل المشكلة. فأحيانا، محاولة حل مشكل تؤدي لمجموعة من المشاكل الإضافية، لذلك فالأمر يتطلب الكثير من التفكير الإبداعي والأفكار الخلاقة.
- التطبيق
في هذه المرحلة نقوم باعتماد طريقة الحل التي قمنا باختيارها، فالتطبيق يعني أن نقوم بالعمل على الحل المتفق عليه والمناسب من جميع النواحي للمشكلة، من الوارد خلال هذه المرحلة ظهور مشاكل أخرى، والتي قد تنجم عن عدم التركيز الجيد في مرحلتي تعريف المشكلة هيكلتها.
- رصد ردود الفعل
وهي المرحلة الأخيرة في حل المشكلة، نقوم فيها باستعراض ومراجعة الحلول والنتائج التي تم تطبيقها، إضافة الى معرفة الآراء وردود الفعل حول نجاح ونجاعة الحلول والنتائج التي تم تطبيقها.
فنجاح هذه المرحلة متوقف على مدى فعالية طريقة الحل التي تم اختيارها، ويمكننا معرفة ذلك أيضاً من خلال تقصي آراء الاخرين حول ذلك.